الأمم المتحدة تطلق خطة نقدية لدعم الاقتصاد الأفغاني

صبي يبيع المعجنات في كابل (رويترز)
صبي يبيع المعجنات في كابل (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تطلق خطة نقدية لدعم الاقتصاد الأفغاني

صبي يبيع المعجنات في كابل (رويترز)
صبي يبيع المعجنات في كابل (رويترز)

أطلقت الأمم المتحدة، أمس (الأربعاء)، برنامجاً تمويلياً يهدف للحؤول دون انهيار الاقتصاد الأفغاني خلال الشتاء، وذلك عن طريق ضخ الأموال مجدداً في الاقتصاد المحلي.
وأنشأ «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» صندوقاً ائتمانياً يمكن للحكومات من خلاله إيصال التمويل عبر الأمم المتحدة إلى برامج معينة على الأرض بدلاً من إرسال الأموال عبر الحكومات، في ظل سيطرة «طالبان» على أفغانستان.
وقال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر في مؤتمر صحافي في جنيف: «ما نشهده ليس فقط أمة وبلداً في خضم اضطراب سياسي، ما نشهده أيضاً هو انهيار اقتصادي»، حسبما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
واقتصاد أفغانستان في وضع محفوف بالمخاطر، في ظل توقف معظم المساعدات وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعدلات البطالة.

ويخشى برنامج الأمم المتحدة في حال استمرار المسار الحالي، أن تصبح 97 في المائة من العائلات الأفغانية تحت خط الفقر، بحلول مطلع إلى منتصف 2022.
ويمكن إرسال الأموال بثلاث طرق مختلفة: مبالغ نقدية لبرامج الأشغال العامة، ومِنَح صغيرة لمساعدة الشركات الصغيرة والناشئة، ومداخيل أساسية موقتة لكبار السن والضعفاء.
وتسعى الخطة لردم الهوة بين الوضع الحالي وما سيكون عليه بعد فترة 12 شهراً، عندما تتضح الصورة أكثر بالنسبة لمستقبل أفغانستان في المدى البعيد.
وقال شتاينر إن البرامج المقترحة نوقشت مع «طالبان». ويأمل شتاينر من خلال تحقيق الاكتفاء للاقتصاد المحلي أن يستمر الأفغان في العيش والعمل في مناطقهم بدلاً من الوقوع في دوامة «يأس وعِوَز ونزوح»، وبنهاية الأمر المغادرة إلى مكان آخر.
وقدمت «وكالة الأمم المتحدة» مثالاً في تدخلات صغيرة الحجم للحفاظ على عمل الأسواق، عن طريق تمويل مؤسسات صغيرة جداً مثل تربية الدجاج لبيع البيض، بدلاً من اصطفاف الناس في طوابير لتسلم مساعدات غذائية.

وقدّرت تكلفة الأنشطة التي يريد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تغطيتها بنحو 667 مليون دولار للأشهر الـ12 الأولى، تصل إلى 4.5 مليون شخص، مع هدف مضاعفة حجم البرنامج إذا تمكن من زيادة التمويل.
ولدى البرنامج تمويل أولي محدود، غير أنه من المتوقع أن تكون ألمانيا من أولى الجهات المساهمة بمبلغ 50 مليون يورو (58 مليون دولار).
وسيتم توفير المساعدة بالعملة الأفغانية بدلاً من اعتماد الاقتصاد على الدولار.
واعتبر شتاينر أن التحدي الأكبر يكمن في اقتصاد لا يتم التداول فيه فعلياً بالعملة المحلية. وقال: «هدفنا إيجاد طرق بشكل سريع يمكننا من خلالها تحويل الدعم الدولي إلى عملة محلية». وأضاف: «بهذه الطريقة يمكن الحفاظ على الاقتصاد والحؤول دون أن يعتمد الناس على التبرعات».


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.