الفلسطينيون يهددون بالتخلي عن «حل الدولتين»

عباس محبط من التباطؤ الأميركي ويريد عملية سلام سريعة

الرئيس عباس مستقبلاً وزيرة خارجية السويد آن لينده في رام الله أمس
الرئيس عباس مستقبلاً وزيرة خارجية السويد آن لينده في رام الله أمس
TT

الفلسطينيون يهددون بالتخلي عن «حل الدولتين»

الرئيس عباس مستقبلاً وزيرة خارجية السويد آن لينده في رام الله أمس
الرئيس عباس مستقبلاً وزيرة خارجية السويد آن لينده في رام الله أمس

أعلن مسؤول فلسطيني أن القيادة الفلسطينية ستكون في حل من الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، إذا لم تطبق، بما في ذلك حل الدولتين.
وقال عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، إنه آن الأوان لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإلا فإننا سنكون أمام امتحان. وإذا لم يتم التجاوب فنحن لن نتردد بأن نكون في حل من كل هذه القرارات بما فيها حل الدولتين. وأضاف في حديث للإذاعة الرسمية: «سنبلغ الإدارة الأميركية بأننا سئمنا من الانتظار، ويجب عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، والرباعية الدولية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، نريد أفعالا وليس أقوالا».
جاء حديث الأحمد بعد اجتماع للجنة التنفيذية وقبل ساعات من اجتماع لمركزية فتح، ترأسهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي عبر عن خيبة أمل من تباطؤ التحرك الأميركي نحو عملية سلام. وقال عباس، أثناء استقباله وزيرة الخارجية السويدية، آن لينده «إنه لا يمكن استمرار الوضع الحالي بإصرار إسرائيل على مواصلة سياساتها الاستيطانية والعقابية ضد الشعب الفلسطيني». ونقل بيان عن وزيرة الخارجية السويدية، تأكيدها مواقف بلادها الداعمة لتحقيق السلام والاستقرار وفق رؤية حل الدولتين عبر طريق المفاوضات. وفي وقت سابق أمس، أكدت آن لينده في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، دعم السويد والاتحاد الأوروبي للمفاوضات التي تقوم على حل الدولتين وتستند إلى القانون الدولي، وتشمل إنهاء الاحتلال، وتضمن الأمن للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها القدس كعاصمة للدولتين. وقالت إن السويد «ثابتة في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وفي مقدمة ذلك الاعتراف بفلسطين والمساهمة في دعم تطورها، والاستمرار في دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)».
عباس من جهته، طالب بضرورة تحقيق التهدئة الشاملة ووقف الأعمال العدائية ضد الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وتطبيق الاتفاقيات الموقعة وإجراءات بناء الثقة، والانتقال الفوري لعملية سياسية تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية. وأكد مواصلة الجهود لتحقيق الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يلتزم جميع أعضائها بالشرعية الدولية، مشدداً على أهمية الضغط على إسرائيل لإجراء الانتخابات في مدينة القدس.
هذه العناوين كانت محل النقاش في تنفيذية المنظمة ومركزية فتح، إلى جانب تحديد موعد لعقد المجلس المركزي. وقال عباس للمجتمعين، إنه بعد مضي تسعة أشهر على وجود الإدارة الجديدة في البيت الأبيض وسياستها المعلنة من قبل الرئيس بايدن، أصبحنا نعاني من تباطؤ في التحرك السياسي والحصار المالي الخانق.
ومن أجل اتخاذ قرارات بهذا الشأن، دعا عباس إلى الإسراع بعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. والمركزي هو أعلى هيئة تشريعية فلسطينية في حال انعقاده باعتباره مرجعية المؤسسات الفلسطينية، المنظمة والسلطة على حد سواء. وأقرت اللجنة التنفيذية عقد دورة المجلس المركزي، في موعد أقصاه أوائل يناير (كانون ثاني) من العام المقبل، يحدد بالتنسيق بين اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني.
وقال الأحمد، إنه سيتم تشكيل لجنة مشتركة بين التنفيذية والمركزية لحركة فتح، من أجل الاعداد لانعقاد المجلس المركزي مع نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل. وأضاف «ستبدأ هذه اللجنة المشتركة عملها خلال هذا الأسبوع للإعداد السياسي، والتنظيمي، والإداري لمخرجات دورة المجلس المركزي». وأشار إلى أنه سيكون هناك اجتماع مشترك لاحق للتنفيذية والمركزية، برئاسة الرئيس محمود عباس، خلال موعد أقصاه 10 أيام من أجل بلورة خطة عمل وانطلاق وفود من منظمة التحرير الفلسطينية، إلى كل العالم، ومنظماته الدولية، والإقليمية، ليتم وضعهم أمام مسؤوليتهم تجاه القضية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.