الشرطة النرويجية: ضحايا الهجوم الإرهابي قُتلوا بجسم حاد وليس السهام

قوس الصيد تسبب في إصابة واحدة على الأقل

الهجوم الإرهابي هز بلدة كونغسبرغ الهادئة (أ.ف.ب)
الهجوم الإرهابي هز بلدة كونغسبرغ الهادئة (أ.ف.ب)
TT

الشرطة النرويجية: ضحايا الهجوم الإرهابي قُتلوا بجسم حاد وليس السهام

الهجوم الإرهابي هز بلدة كونغسبرغ الهادئة (أ.ف.ب)
الهجوم الإرهابي هز بلدة كونغسبرغ الهادئة (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة النرويجية أول من أمس (الاثنين)، أن المهاجم الذي أصابته حالة هياج في بلدة بالنرويج قد قتل ضحاياه الـ5 باستخدام «أداة حادة»، وليس بقوس وسهم، كما تردد على نطاق واسع. كان إسبن أندرسن براتن، الذي اعترف بارتكاب الجريمة، وكان بالفعل قد أطلق سهاماً على أشخاص باستخدام قوس صيد خلال فترة وجيزة من الهجوم الذي نفذه الأربعاء في بلدة كونغسبرغ، والذي أسفر أيضاً عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقالت الشرطة في مؤتمر صحافي أول من أمس، إنه تخلص من القوس في وقت ما من مرحلة هياجه العصبي، ويقال الآن إن الضربات القاتلة قد تم توجيهها بواسطة سلاح طعن أو أسلحة لم تحددها الشرطة، في اعتداء أودى بحياة أربع نساء ورجل في الهجوم على بعد نحو 50 ميلاً جنوب غربي أوسلو، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز» أمس. غير أن ندرة السلاح الآخر المستخدم في الهجوم وهو القوس والسهم هي ما لفتت انتباه العالم. ورغم أن قوس الصيد لم يتسبب في أي وفيات، فإنه تسبب في إصابة واحدة على الأقل، وهي إصابة ضابط شرطة خارج الخدمة بسهم.
وقالت شاهدة عيان، ريبيكا أوتغارد (17 عاماً)، إنها كانت في ساحة البلدة ليلة الأربعاء بالقرب من متجر تملكه والدتها يتردد عليه اثنان من القتلى عندما سمعت طلقات تحذيرية أطلقها ضباط الشرطة رداً على الاعتداء.
وقالت السيدة أوتغارد: «رأيت الأسهم متناثرة على الأرض، ولم أفكر وركضت للتو»، وذكر أصدقاء وأقارب الضحايا أنه تم استخدام منجل أيضاً في الهجوم.
كانت الشرطة قد اتصلت سابقاً بالسيد براتن، وهو مواطن دنماركي مسلم يبلغ من العمر 37 عاماً، بشأن مخاوف من تحوله إلى التطرف، وقالت وكالة الأمن النرويجية بعد فترة وجيزة من الهجوم، إنه يبدو أنه «عمل إرهابي». لكن رئيس الشرطة في منطقة شرطة «سور أوست»، توماس أومهولت، ذكر الاثنين عن الدافع وراء الجريمة، أن «الفرضية الأولية حول أن سبب الجريمة هو اعتناقه الإسلام قد ضعفت»، مضيفاً: «نعم ذكر أمام الناس أنه اعتنق الإسلام، لكنه لم يرقَ إلى هذا المستوى من الممارسات». الجدير بالذكر أن الشرطة قد أجرت مقابلات رسمية مع 60 شخصاً في إطار التحقيق. وقال أومهولت أول من أمس: «نحن نعمل على تحديد خلفية الشخص المتهم ودوافعه ومقابلة الشهود والحفاظ على الاتصال مع أقرب الأقارب والضحايا وجمع وتحليل صور الدوائر التلفزيونية المغلقة، وإجراء فحوصات الطب الشرعي وفحص الأدلة الإلكترونية». الجدير بالذكر أن الهجوم هز بلدة كونغسبرغ الهادئة، حيث تندر الجرائم العنيفة، ويبدو أنه تم اختيار الضحايا بشكل عشوائي. وذكرت ستورلا إرستين (55 عاماً)، التي تعيش في كونغسبرغ منذ 30 عاماً: «من الصعب احتمال ما جرى. كنت أعرف القاتل وإحدى النساء الضحايا». وقالت إرستين إنه كان قريباً من الضحية، وهو عامل خزف اشترى منه كوباً بالقرب من النصب التذكاري، حيث يضع الآن الزهور، مضيفاً: «أستخدم هذا الكوب كل يوم».
وأثار هجوم يوم الأربعاء، مناقشات في جميع أنحاء النرويج حول كيفية التعامل مع الأشخاص غير المستقرين عقلياً الذين قد يشكلون تهديداً للآخرين. وصرح آرني كريستيان هاوغستويل، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب النرويجية في جهاز أمن الشرطة: «إنه سؤال المليون دولار. أعتقد أنه سيكون هناك نقاش مهم في النرويج حول ما يمكننا القيام به تجاه الأشخاص المصابين بأمراض عقلية شديدة».
وقال إن الهجمات التي ينفذها أفراد بمفردهم أو مجرد عدد قليل من الأشخاص والتي تم التخطيط لها وتنفيذها في فترة زمنية قصيرة تعد من أكبر التهديدات للأمن في النرويج. واستطرد هاوغستويل قائلاً: «هذه ليست مشكلة في النرويج فقط، حيث تكافح جميع الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء العالم، حتى الأكبر منها، لإيقاف هذا النوع من الاعتداءات، نظراً للاستعدادات المحدودة، وقلة الاتصالات، وقلة المعلومات المتاحة التي يجب على الجهات الأمنية تتبعها ومراقبتها». وقال رئيس الوزراء النرويجي الجديد، جوناس جار ستور، الذي زار كونغسبرغ الأسبوع الماضي، إن «المجتمعات الحديثة معرضة لمثل هذه الاعتداءات». وذكر ستور في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه «في بعض النواحي، علينا فقط أن نتعايش مع حالات الضعف. فحالات الضعف تأتي بسبب خروج الناس من المجتمع، وهذه ظاهرة نحتاج إلى دراستها ومعالجتها»، مضيفاً: «علينا أن نقبل أنه لا يمكنك توقع رد بقرار حكومي يقضي على حالة الضعف تلك».



كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.