بريطانيا تعلن استثمارات أجنبية «خضراء» بنحو 10 مليارات إسترليني

جونسون: لسنا أعداء للصين لكن لن نسمح بوصولها للبنية التحتية

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  قبل افتتاح قمة الاستثمار العالمي في لندن (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قبل افتتاح قمة الاستثمار العالمي في لندن (إ.ب.أ)
TT

بريطانيا تعلن استثمارات أجنبية «خضراء» بنحو 10 مليارات إسترليني

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  قبل افتتاح قمة الاستثمار العالمي في لندن (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قبل افتتاح قمة الاستثمار العالمي في لندن (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال قمة عالمية الثلاثاء عن استثمارات أجنبية تناهز قيمتها الإجمالية 9.7 مليار جنيه إسترليني لدعم «النمو الأخضر» في المملكة المتحدة، بما في ذلك مشروع لشركة «إيبيردرولا» الإسبانية لبناء مزرعة رياح بحرية ضخمة.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان قبل القمة إن رئيسها سيُعلن خلال القمة عن 18 اتفاقية من شأنها أن تخلق «ما لا يقل عن 30 ألف وظيفة» في بريطانيا وأن «تدعم النمو في قطاعات رئيسية مثل الطاقة المنتجة من الرياح والهيدروجين، والإسكان المستدام، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه».
وافتتح جونسون الثلاثاء «قمة عالمية للاستثمار» تنظمها حكومته، كما التقى الملياردير بيل غيتس للتباحث وإياه في التحول الطاقوي ودور القطاع الخاص في مواجهة التغير المناخي، بحسب البيان. ونقل البيان عن جونسون قوله إن «هذه هي البداية فقط، وسنرى شراكات خضراء أخرى تُبنى في قمة» الثلاثاء.
ومن بين الاتفاقيات التي أعلن عنها خلال القمة، هناك مشروع استثماري لبناء مزرعة رياح بحرية أكدت شركة «إيبيردرولا» الإسبانية للطاقة «عزمها على استثمار 6 مليارات جنيه» فيه بالاشتراك مع شركة «إس إس إيه» ومقرها في اسكوتلندا، وذلك بعد أن تستحصلا على التراخيص اللازمة له. وهذا المشروع الذي يُتوقع أن يخلق 7000 فرصة عمل سيكون أكبر مزرعة رياح بحرية تبنيها إيبيردرولا في العالم وسيولد طاقة كهربائية تكفي 2.7 مليون منزل في المملكة المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم شركة الخدمات اللوجيستية «برولوجيس» استثمار 1.5 مليار جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات لبناء مستودعات خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عدد من مناطق المملكة المتحدة، بما في ذلك العاصمة لندن. ويُتوقع أن يخلق هذا المشروع 14 ألف فرصة عمل، وفق بيان الحكومة البريطانية.
ومن جهة أخرى، قال جونسون إن بريطانيا لن «تستبعد» الاستثمارات الصينية رغم الخلافات المستمرة مع بكين بشأن حقوق الإنسان وهونغ كونغ. وذكرت وكالة بي إيه ميديا البريطانية أن جونسون قال، قبل القمة، إن الصين سوف تستمر في القيام «بدور ضخم» في الحياة الاقتصادية البريطانية لأعوام قادمة.
وقال جونسون في تصريح لـ«بلومبرغ»، يوم الاثنين، ردا على سؤال بشأن الاستثمارات الصينية في الاقتصاد البريطاني: «أنا لست معاديا للصين، لا على الإطلاق... ولن أقول إن الحكومة البريطانية ستعارض أي مبادرات من جانب الصين».
ولكنه أكد في نفس الوقت أن الحكومة لن تكون «ساذجة» بشأن السماح للصين بالوصول للبنية التحتية الحساسة للمملكة المتحدة مثل الطاقة النووية أو شبكة الاتصالات للجيل الخامس.
وتأتي تصريحات جونسون بعدما أبدت الصين غضبا تجاه توقيع بريطانيا اتفاقية دفاعية جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا بهدف مواجهة تزايد الوجود العسكري لبكين في منطقة المحيط الهندي - الهادي.
وأوضح جونسون أنه رغم مثل هذه الخلافات، استمرت العلاقات التجارية بين بريطانيا والصين في النمو. وقال: «أنا لست متخوفا من الصين، وبعيد عن ذلك تماما. الصين دولة عظيمة وحضارة عظيمة».
وأعلنت المملكة المتحدة في يوليو (تموز) 2020 استبعاد العملاق الصيني هواوي من أي استثمار في شبكتها للجيل الخامس بذريعة تعريض أمن البلاد للخطر، فيما واظب نواب محافظون على التنديد بتوسع نفوذ بكين في الشؤون الاقتصادية البريطانية.
كذلك، فإن لندن على وشك استبعاد مجموعة «سي جي إن» الصينية من مشروع محطة «سايزويل سي» النووية. وذكرت الصحافة البريطانية أن الحكومة تسعى أيضا إلى منع مجموعة صينية من المشاركة في مشاريع مماثلة جديدة في البلاد.
وثمة ملفات خلافية عديدة بين لندن وبكين، أبرزها العقوبات التي فرضتها الصين نهاية مارس (آذار) على العديد من النواب البريطانيين على خلفية قضايا حقوق الإنسان وأقلية الأويغور، إضافة إلى التحالف الجديد بين لندن والولايات المتحدة وأستراليا. واعتبر جونسون أن المسائل المرتبطة بالطاقة النووية أو تكنولوجيا الجيل الخامس «هي موضع قلق مشروع بالنسبة إلى أي حكومة»، لكنه تدارك «لست معاديا للصين (...) الصين بلد كبير، حضارة كبيرة». وأضاف «رغم كل هذه الصعوبات، فإن التجارة مع الصين تتطور باستمرار. إن الصين تحتل حيزا هائلا في حياتنا الاقتصادية وستبقى كذلك لوقت طويل».



سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.