من يكسب معركة مرسول بارك... جارديم أم بيدرو؟

«الشرق الأوسط» ترصد مسيرة المدربين مع أنديتهما السابقة

جارديم مدرب الهلال (تصوير: علي الظاهري)
جارديم مدرب الهلال (تصوير: علي الظاهري)
TT

من يكسب معركة مرسول بارك... جارديم أم بيدرو؟

جارديم مدرب الهلال (تصوير: علي الظاهري)
جارديم مدرب الهلال (تصوير: علي الظاهري)

يسعى كل من بيدرو إيمانويل وليوناردو جارديم مدربا النصر والهلال إلى أن يتفوق أحدهما على الآخر خلال مواجهة نصف نهائي دوري أبطال آسيا المرتقبة بين فريقيهما غداً على أرضية ملعب مرسول بارك بالرياض، من أجل الوصول إلى نهائي البطولة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخ كل منهما.
ويملك البرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب النصر سجلاً متوازناً في مباريات نصف النهائي التي خاضها من قبل طوال مسيرته، حيث وصل إلى هذا الدور 3 مرات من قبل، فاز خلالها مرتين ليصل إلى النهائي وودع مرة واحدة منه خارج البطولة. ولعب بيدرو لأول مرة في نصف نهائي كأس البرتغال عام 2012 مع فريق أكاديميكا ليفوز على منافسه أوليفرنزي بنتيجة 1 - 0 قبل أن يتعادل في الإياب بنتيجة 2 - 2. ويصعد إلى النهائي ليكمل طريقه بالفوز بالبطولة بعد التغلب على سبورتنج بهدف نظيف.
كذلك لعب بيدرو نصف نهائي الكأس من جديد خلال عام 2017 مع فريق إستوري وخسر في المباراة الأولى ضد بنفيكا بنتيجة 1 - 2 قبل أن يتعادل في الثانية بنتيجة 3 - 3. ويفقد فرصة الوصول إلى النهائي. ويعتبر نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لعام 2019 هو الأشهر في مسيرة مدرب النصر الحالي، بعد قيادته فريقه الأسبق التعاون للفوز على الهلال بنتيجة 5 - 0 في نصف النهائي، وسجل الأهداف كل من ساندرو مانويل، وعبد الفتاح آدم، وأميسي، وتاوامبا، والزبيدي، ليكمل سكري القصيم مشواره ويفوز باللقب بعد انتصاره في النهائي على الاتحاد بنتيجة هدفين مقابل هدف.
في المقابل، خاض ليوناردو جارديم مدرب الهلال مواجهات عديدة في مباريات نصف النهائي التي خاضها خلال مسيرته التدريبية، حيث وصل من قبل إلى هذا الدور في 7 محاولات سابقة، نجح خلالها في تحقيق الانتصار والعبور مرتين، بالإضافة إلى خسارته وتوديعه في 5 مناسبات أخرى. ويعتبر نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2016 - 2017 هو الأشهر في مشوار جارديم، بعد قيادته فريقه الأسبق موناكو للوصول إلى هذا الدور بعد تخطي عقبتي مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند في دوري الـ16 والـ8، قبل أن يخرج من البطولة على يد يوفنتوس الإيطالي الذي هزمه ذهاباً بنتيجة 2 - 0 وكرر تفوقه في الإياب بنتيجة 2 - 1.
أما على مستوى مباريات الديربي التي خاضها كل مدرب خلال مسيرته الكروية، خاض إيمانويل عدة مباريات في الديربي تصل إلى 11 لقاء في قبرص، والسعودية، وإسبانيا، والإمارات، بواقع 7 انتصارات وتعادلين وخسارتين، حيث لعب في مدينة ليماسول القبرصية 6 مرات من قبل مع فريقه الأسبق أبولون، بواقع 3 مباريات أمام فريق أريس ليماسول، فاز خلالها في مباراة مع تعادلين دون خسارة، و3 مباريات ضد فريق أيل ليماسول ليفوز في مواجهتين ويخسر مواجهة واحدة.
كذلك لعب بيدرو مع فريق التعاون ديربي القصيم مرتين أمام الرائد، ليفوز في مباراة بنتيجة 2 - 1 ويخسر في الأخرى بنفس النتيجة. وفي الكلاسيكو الإماراتي خلال قمة العين والوحدة، خاض بيدرو مواجهتين أمام فريق أبوظبي ليفوز فيهما دون تلقي أي خسارة أو تعادل، بالإضافة إلى انتصار واحد في ديربي الأندلس حين توليه قيادة ألميريا الإسباني أمام مالجا بعد الفوز بهدف نظيف.
وفي الجهة الأخرى، حقق جارديم الفوز في 7 مواجهات ديربي مع 6 هزائم و4 تعادلات في 11 مواجهة سابقة طوال مسيرته في البرتغال واليونان وفرنسا. ولعب ليوناردو مع موناكو 11 مباراة في ديربي الجنوب الفرنسي أمام نيس، ليحقق الفوز في 6 مباريات مع تعادل 1 بالإضافة لـ4 هزائم سابقة. وواجه أيضاً جارديم فريق بنفيكا في ديربي البرتغال مع فريقه الأسبق سبورتنج 3 مرات، لم يتمكن خلالها من تحقيق أي انتصار بواقع تعادل وخسارتين. كذلك خاض ديربي براجا مع فريقه براجا أمام جيماريش مرتين، ليفوز في مباراة ويتعادل في الأخرى دون أي خسارة، بالإضافة لتعادل واحد في ديربي اليونان أمام باناثينايكوس، حين توليه قيادة فريق أولمبياكوس في موسم 2012 - 2013.
وسوف يلعب بيدرو وجارديم للمرة الأولى في ديربي الرياض خلال نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد وصول الأول إلى هذا الدور بقيادته النصر للفوز على الوحدة الإماراتي بنتيجة 5 - 1. قبل أن يلحق به مواطنه بعد أن قاد الهلال للتفوق على برسبوليس الإيراني بثلاثية نظيفة في نفس الدور.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».