نيوكاسل يرغب في عودة طموحه وكرامته وآماله

محرر موقع النادي: رأي الجماهير يؤكد أن الملاك الجدد لا يحتاجون إلى الإنفاق المفرط لإسعاد مشجعيه

جماهير نيوكاسل تأمل في الكثير بحقبة المالكين الجدد (أ.ف.ب)
جماهير نيوكاسل تأمل في الكثير بحقبة المالكين الجدد (أ.ف.ب)
TT

نيوكاسل يرغب في عودة طموحه وكرامته وآماله

جماهير نيوكاسل تأمل في الكثير بحقبة المالكين الجدد (أ.ف.ب)
جماهير نيوكاسل تأمل في الكثير بحقبة المالكين الجدد (أ.ف.ب)

في الأيام التي يلعب فيها نيوكاسل يونايتد مبارياته، يكون ملعب «سانت جيمس بارك» هو القلب النابض للمدينة، كما أن سقفه الأيقوني الذي يسيطر على الأفق ويدعو الجماهير إلى التجمع، يمثل رمزاً لمدى ارتباط النادي ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع. ومن المفارقات المؤلمة أن مؤسسة تحظى بهذا القدر من الحب والإعجاب تصبح مملوكة لمثل هذا الشخص المهمل الذي يدعى مايك آشلي. سيكمل النادي عامه الـ140 الشهر المقبل، وهو ما يعني أن هذا النادي العريق قد ظل مملوكاً لآشلي لنحو 10 في المائة من تاريخه الطويل، لكن الأضرار التي حدثت خلال تلك الفترة تطغى في أذهان الكثيرين على النجاحات التي حققها النادي قبل ملكية آشلي.
لقد كان من المألوف على مر السنين أن تتعرض جماهير نيوكاسل للانتقادات بسبب توقعاتها غير الواقعية إلى حد كبير لما يمكن أن يحققه النادي، ولارتباطها بـ«العيش في حقبة التسعينات من القرن الماضي»، ومعاملة كثير من المديرين الفنيين بعدم احترام، للدرجة التي جعلت بعض النقاد والمحللين يصنعون تاريخاً لأنفسهم على محطات الإذاعة لمجرد الحديث عن مثل هذه المشاكل في نادي نيوكاسل!
ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن هذا الاستحواذ على النادي - والجهود الحثيثة التي بُذلت لدفع هذا الأمر - لم يحدث من فراغ. ويجب أن يعرف الملاك الجدد أن هذا ليس مثل نادي لايبزيغ الألماني حديث العهد، لكنه نادي نيوكاسل العريق الذي تأهل إلى دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في المواسم العشرة السابقة لاستحواذ آشلي، الذي ألحق بهذا النادي كثيراً من الأذى وتسبب له في كثير من المشكلات.
والأهم من ذلك، أن ولاء الجماهير وشغفها يميزان نادي نيوكاسل عن الأندية الأخرى عندما لا تكون المستويات التي تقدم داخل الملعب جيدة. لقد جعل هذا الجمهور العظيم هذا النادي مرغوباً من الناحية التجارية، وهو ما كان بلا شك أحد العوامل المؤثرة في قرار الملاك الجدد بالاستحواذ على هذا النادي. ولا يتوقع مشجعو نيوكاسل أن يصعد النادي بشكل سريع على غرار ما حدث مع مانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان، لكن توقعات جماهير نيوكاسل أكثر تواضعاً بكثير، فهي ترغب في استعادة الطموح والكرامة والأمل المتجدد. ولا تحتاج هذه الجماهير بالضرورة إلى إنفاق أموال طائلة حتى تشعر بالرضا.
إنها بحاجة إلى بعض اللمسات الصغيرة التي من شأنها أن تساعد في استعادة النادي كمؤسسة عريقة كما كان في السابق. وسيكون من الجيد محاكاة المثال الذي وضعه مالك ليستر سيتي، الذي وضع أولوية للتواصل مع المجتمع والجماهير، وسيكون ذلك بمثابة تحسن كبير بالمقارنة بالوعود الزائفة والأكاذيب الصريحة التي لم يكن آشلي يتوقف عنها. لقد لقيت الوعود المبكرة من المالكين الجدد بالاستثمار في المدينة وفي المؤسسة، وفي كرة القدم للفتيات والسيدات، استحساناً كبيراً من جانب جماهير النادي. وعلاوة على ذلك، فإن فتح خطوط حوار منتظمة مع رابطة مشجعي نيوكاسل والاستثمار في الأحداث المجتمعية التي يمكن أن تعيد شعور المدينة بالفخر من شأنهما أن يعززا العلاقة بين الملاك الجدد والجماهير.
أما من منظور كرة القدم، فإن الأولوية هي التعاقد مع مدير كرة بارز لديه كثير من الخبرة والسمعة وما يؤهله لاستعادة هوية النادي. كما أن الاستثمار الذي طال انتظاره في ملعب التدريب القديم والملعب المهمل سيجعلهما مناسبين لاستيعاب وإلهام اللاعبين الذين يمثلون النادي. وبالنسبة لستيف بروس، فإن أيامه تبدو معدودة. فمع تراجع نسبة الفوز في المباريات إلى 29 في المائة واتباعه نهجاً غير أكاديمي في التعامل مع الخطط التكتيكية والفنية، فإن حماسه للاعتماد على اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي أثبت أنه لا يكفي للتغلب على المشاكل الخططية. ولأن الملاك الجدد جادون في إنشاء مشروع قائم على الطموح والابتكار، فمن المؤسف أن نقول إن بروس كان يناسب عصر آشلي، وإنه لم يعد مناسباً للحقبة الجديدة.
وعندما يستضيف نيوكاسل نادي توتنهام، فمن المتوقع ألا تختلف الأمور كثيراً، حيث سيبدو الفريق مستنفداً تماماً، وسيظل بروس على الهامش، لكن الشيء المختلف هو أن المدرجات ستصدر صيحات ونغمات إيجابية لأول مرة منذ فترة طويلة، ولن تكون النغمة السائدة مؤلمة ومخيبة للآمال كما كانت في السابق، حيث ينتظر الجميع بداية حقبة جديدة في هذا النادي العريق. لا شك في أن جماهير نيوكاسل سعيدة ببيع المالك السابق مايك آشلي حصته في النادي، وباتت مستمتعة بوعود الاستثمار الضخم في شراء لاعبين جدد.
ويرغب عدد كبير من الجماهير أيضاً في رحيل بروس، الذي رغم نجاحه في الإبقاء على نيوكاسل في الدوري الممتاز، فإنه لا يحظى بشعبية بين الجماهير. وتكهنت وسائل إعلام محلية بالفعل بخليفته، لكن عقب اجتماع مع مجلس الإدارة الجديد ظل بروس في منصبه. ومن المحتمل أن تشهد مباراة اليوم مزيداً من الاحتفالات لجماهير نيوكاسل. وهدف نيوكاسل هو أن يكون ضمن أندية القمة في الكرة الإنجليزية. إن ردود فعل عشاق نيوكاسل بعد انتقال النادي إلى حقبة جديدة تؤكد بالفعل أن نيوكاسل ينتظره مستقبل مشرق يستحقه. فها هو آلان شيرر مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق يقول إن عشاق نيوكاسل يمكنهم أن يحلموا مرة أخرى، كما أكد جمال لاسيلس قائد نيوكاسل أنه يوم حافل بالأحداث، وأنه نهاية حقبة وبداية أخرى، مشيراً إلى أنه لشرف عظيم بالنسبة له ارتداء شارة قيادة هذا النادي، وتوقع فترة مثيرة مقبلة وخظوة في استعادة المكانة التي يستحقها نيوكاسل. أما مايكل أوين مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق فقال إن ما حدث يعد أنباء طيبة لجميع الأشخاص المرتبطين بالنادي، وأن الملكية الجديدة هي بالضبط ما يحتاجه النادي، مؤكداً أن مشاعر التفاؤل تجددت، وقد تكون نقطة تحول في مسيرة النادي.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».