احتدام المواجهة بين ترمب وبايدن على خلفية أحداث «6 يناير»

الرئيس الأميركي دعا لمقاضاة من يرفضون المثول أمام التحقيق

صورة أرشيفية لاقتحام الكونغرس في 6 يناير الماضي (رويترز)
صورة أرشيفية لاقتحام الكونغرس في 6 يناير الماضي (رويترز)
TT

احتدام المواجهة بين ترمب وبايدن على خلفية أحداث «6 يناير»

صورة أرشيفية لاقتحام الكونغرس في 6 يناير الماضي (رويترز)
صورة أرشيفية لاقتحام الكونغرس في 6 يناير الماضي (رويترز)

في تصعيد للمواجهة السياسية الجارية بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب ومؤيديه، على خلفية الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني)، قال بايدن الجمعة إن وزارة العدل يجب أن تحاكم من يتحدون مذكرات الاستدعاء الصادرة عن لجنة التحقيق التي شكلها مجلس النواب. وقال بايدن للصحافيين: «آمل أن تلاحقهم اللجنة وتحاسبهم». وتحقق اللجنة المكونة من الحزبين في اقتحام مبنى الكابيتول، من قبل متظاهرين مؤيدين لترمب، حاولوا وقف التصديق على فوز بايدن، في حادث أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 140 من أفراد شرطة الكونغرس.
واستدعت اللجنة سجلات وشهادات حول الأنشطة المتعلقة بـ«التمرد»، لعدد من مستشاري ترمب السابقين، بمن في ذلك مارك ميدوز وكاش باتيل ودان سكافينو وستيفن بانون. غير أن ترمب دعا هؤلاء عبر بلاغ من محاميه، إلى عدم مثولهم أمام اللجنة، بحجة أن هذه السجلات «محمية بامتيازات تنفيذية».
في المقابل، سعت وزارة العدل على الفور إلى النأي بنفسها عن تصريحات بايدن، كي لا تتهم قراراتها بالخضوع لتدخلات من البيض الأبيض.
وقال المتحدث باسم وزارة العدل أنتوني كولي في بيان، إن الوزارة ستتخذ قراراتها في جميع الدعاوى القضائية، بناءً على الحقائق والقانون فقط. بدوره سعى البيت الأبيض إلى توضيح تعليقات بايدن، والتأكيد على فصل السلطات.
وأعلنت المتحدثة باسمه جين ساكي، في تغريدة على «تويتر»: «كما قال بايدن عدة مرات، كان 6 يناير أحد أحلك الأيام في ديمقراطيتنا. إنه يدعم عمل اللجنة والدور المستقل لوزارة العدل في اتخاذ أي قرارات بشأن الملاحقات القضائية».
وقال ترمب إنه سيستخدم «امتيازاً تنفيذياً» لمقاومة أي تعاون مع لجنة التحقيق في مجلس النواب، اعتماداً على نظرية قانونية سمحت بنجاح للرؤساء ومساعديهم بتجنب أو تأخير تدقيق الكونغرس لعقود.
غير أن ترمب كرئيس سابق، يحتاج إلى إدارة بايدن لتأكيد هذا الامتياز. وهو ما بدا مستبعداً بعد إعلان بايدن أنه سيتعاون مع اللجنة في تقديم المعلومات حول أنشطة ترمب في تلك الأحداث. وقام البيت الأبيض بالفعل بتقديم آلاف الوثائق والسجلات للجنة النيابية.
وقالت اللجنة يوم الخميس إنها ستتحرك لمحاكمة ستيفن بانون، كبير الاستراتيجيين السابقين في البيت الأبيض، في قضية ازدراء جنائي لعدم امتثاله لأمر الاستدعاء. وأوضح رئيس اللجنة النائب بيني تومبسون في بيان: «سنستخدم كل أداة تحت تصرفنا للحصول على المعلومات التي نسعى إليها، ولن ينجح هؤلاء الشهود في منعنا من القيام بمهمتنا». وكان من المقرر أن يمثل كل من ميدوز وباتيل أيضاً أمام اللجنة بنهاية هذا الأسبوع، لإجراء مقابلات مغلقة. لكن بعدما امتنع هؤلاء عن المثول، قالت مصادر مطلعة إنه يتوقع تمديد مهلة مثولهما، قبل إحالة القضية على وزارة العدل.


مقالات ذات صلة

ترمب يختار ريتشارد جرينيل مبعوثاً رئاسياً للمهام الخاصة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يختار ريتشارد جرينيل مبعوثاً رئاسياً للمهام الخاصة

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم، إنه اختار ريتشارد ألين جرينيل، رئيس مخابراته السابق، مبعوثاً رئاسيا للمهام الخاصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعهد لرئيس شركته «تروث سوشيال» بقيادة المجلس الاستشاري للاستخبارات

عيّن الرئيس الأميركي المنتخب، السبت، حليفه ديفين نونيز، وهو مشرّع أميركي سابق يدير الآن منصة «تروث سوشيال»، رئيساً للمجلس الاستشاري للاستخبارات التابع للرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

خاص سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».