وزير الطاقة السعودي يدعو إلى تنظيم سوق الغاز الطبيعي

انتقد دعوات للتوقف عن الاستثمار في الوقود الأحفوري

وزير الطاقة السعودي خلال إحدى جلسات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو أمس (رويترز)
وزير الطاقة السعودي خلال إحدى جلسات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو أمس (رويترز)
TT
20

وزير الطاقة السعودي يدعو إلى تنظيم سوق الغاز الطبيعي

وزير الطاقة السعودي خلال إحدى جلسات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو أمس (رويترز)
وزير الطاقة السعودي خلال إحدى جلسات منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» في موسكو أمس (رويترز)

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إنه يجب على تحالف «أوبك بلس» أن يأخذ في اعتباره تحقيق التوازن في سوق النفط خلال العام المقبل 2022، مضيفاً «إذا أردنا تقليل الطاقة التي خلفتها جائحة كوفيد19 فإننا نريد عمل ذلك بشكل تدريجي».
وأضاف الوزير في كلمة له على هامش مشاركته في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» لمناقشة مستقبل الطاقة العالمي المنعقد يوم الخميس في موسكو، أنه يجب تنظيم سوق الغاز الطبيعي بشكل مناسب، مشيراً إلى أن قلة المخزونات والاستثمارات ونقص التنسيق بين المشترين والبائعين ستؤثر على السوق سلباً، فالسوق الفورية للأسعار لا توفر الاستقرار.
وقال الوزير إن الناس بحاجة إلى محاكاة ما قامت به «أوبك بلس» في أسواق أخرى مثل الغاز الطبيعي حيث تقفز الأسعار. وتابع: «لو كان لدى أسواق الطاقة الأخرى كالغاز والفحم آليات مشابهة لما وضعناه في سوق البترول، لما كنا اجتمعنا هنا اليوم لمناقشة احتمالية حدوث أزمة طاقة خطيرة في فصل الشتاء». وأشار إلى أن السوق الفورية للغاز لا توفر سوقاً مستقرة للطاقة، مطالباً بتنظيم سوق الغاز بشكل مناسب.
وانتقد وزير الطاقة السعودي الدعوات المنادية للتوقف عن الاستثمار في الوقود الأحفوري من أجل خفض الانبعاثات، قائلاً: «يجب أن نكون عقلانيين حيال تحديات تغير المناخ».
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن روسيا ليس لديها مشاكل في زيادة إنتاجها النفطي وتخطط لضخ 9.9 مليون برميل يوميا هذا الشهر. وأضاف أن مستويات إنتاج النفط في روسيا ستعتمد على وضع السوق وأن دعوات وكالة الطاقة الدولية لخفض الاستثمار في مشروعات النفط والغاز لا علاقة لها بالواقع.
وبدوره، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في المنتدى إن سوق النفط العالمية معرضة لخطر التقلبات التي تشهدها سوق الغاز حاليا ما لم يتم الاستثمار فيها بالشكل المناسب. وردا على سؤال عما إذا كانت مجموعة «أوبك بلس» ستكون مستعدة لزيادة إنتاجها لتهدئة الارتفاع في أسعار النفط، قال الوزير إن منتجي «أوبك بلس» لديهم القدرة على القيام بذلك لكنهم لا يريدون الإفراط فيه.
وفي تعليقه، قال أمين عام أوبك محمد باركيندو للصحافيين إن سوق النفط لا تزال تواجه ضبابية ناجمة عن جائحة كوفيد - 19. وأضاف أن «السوق تحدد مسارها وفقاً لأساسيات العرض والطلب. لكن يجب أن نقر بأن هناك عوامل خارجية تؤثر على حركة السوق».
وفيما يتعلق بمدى تسبب كوفيد - 19 في الضبابية، أشار باركيندو إلى «ردود أفعال الحكومات مع ظهور السلالات المختلفة وكيف يمكن للعالم رفع معدلات التطعيم، وعلى الأخص في البلدان النامية».
وفيما يبدو تبديل كبير لتقديراتها السابقة، رفعت الوكالة الدولية للطاقة الخميس توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عامي 2021 و2022، مراهنةً على الإقبال الكبير على الخام لاستبدال الغاز والفحم بعدما أصبحت أسعارهما مرتفعة.
وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري بشأن النفط أن «أسعار النفط بلغت أعلى مستوياتها منذ سنوات فيما يدعم النقص في الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والفحم الطلب على النفط، ما يمكن أن يجعل السوق عاجزةً حتى نهاية العام على الأقل».
تدفع أسعار الغاز والفحم المرتفعة الصناعات التي تستخدم الطاقة بشكل كبير ومنتجي الكهرباء على الانتقال إلى النفط «كي تبقى الأنوار مضاءة وتواصل الماكينات العمل». وقد تؤدي أزمة الطاقة العالمية في المجمل إلى زيادة الطلب على الخام بمقدار 500 ألف برميل إضافي في اليوم مقارنة بالفترات العادية، بحسب الوكالة الدولية للطاقة التي تقدم نصائح للدول المتطورة بشأن سياستها المتعلقة بالطاقة.
وكانت الوكالة توقعت في تقريرها السابق أن يزيد الطلب العالمي على الذهب الأسود لعام 2021 بمقدار 170 ألف برميل إضافي في اليوم، ولعام 2022 بمقدار 210 آلاف برميل إضافي في اليوم. لكنها رفعت توقعاتها ورأت أنه يفترض أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار 5.5 مليون برميل في اليوم عام 2021 ثم بمقدار 3.3 مليون برميل في اليوم عام 2022، ليبلغ الطلب على النفط 99.6 مليون برميل في اليوم أي أقل بقليل من مستويات ما قبل أزمة كوفيد.


مقالات ذات صلة

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

منحت حكومة المملكة، الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، صلاحية الاستعانة بالمؤسسات المحلية والدولية لتسويق الاستثمارات في البلاد.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (رويترز)

السعودية وأميركا تبحثان تعزيز التعاون المالي والاقتصادي

بحث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الاثنين، عبر اتصال مرئي مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، سبل تعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)

رد الاتحاد الأوروبي سريعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وذلك بعد إجراءات عقابية مضادة، قال إنها ضرورية لحماية المستهلكين والشركات.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترمب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50 في المائة.

وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعاً، قائلاً إنه سيفرض رسوماً جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار)، بدءاً من أبريل (نيسان).

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحافيين يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحرك لحماية الشركات والمستهلكين... نأسف بشدة لهذا الإجراء (الذي اتخذته الولايات المتحدة)». وأضافت: «الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي ضارة بالأعمال التجارية وأسوأ للمستهلكين، فهي تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتُهدد الوظائف، وترفع الأسعار، ولا أحد يحتاج إلى ذلك، ولا أي من الطرفين يحتاج إليه».

وأوضحت دير لاين أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «هي الأكبر في العالم»، وأن هذه العلاقة جلبت «الازدهار والأمن لملايين الناس»، بالإضافة إلى خلق فرص عمل على جانبي المحيط الأطلسي.

وسيشهد النهج المزدوج للاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية المُعلّقة سابقاً على صادرات أميركية بقيمة 8 مليارات يورو، ومجموعة من التدابير المضادة الجديدة على سلع بقيمة 18 مليار يورو، في خطوة وصفتها فون دير لاين سابقاً بأنها «قوية ولكنها متناسبة».

وأضافت في بيان: «سنبقى دائماً منفتحين على التفاوض».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). وتُطبق هذه الرسوم على الفولاذ والألمنيوم الصناعيين، ومنتجاتهما الأخرى شبه المصنعة والنهائية، بالإضافة إلى مشتقاتهما التجارية، مثل قطع غيار الآلات وإبر الحياكة.

أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة

يُمثل هذا الإجراء المتبادل أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة، اتسمت بوعود جريئة بفرض رسوم جمركية - وما تلاه من تراجعات وتأخيرات - من قِبَل ترمب.

وامتدت التوترات التجارية إلى الأسواق في الأيام الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

وعلى عكس المكسيك وكندا والصين، لم تتأثر المنتجات ذات المنشأ الأوروبي برسوم ترمب الجمركية حتى دخلت رسوم الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، عندما أشار زعيم البيت الأبيض فوراً إلى نيته فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

وصرح ترمب في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير (شباط): «لقد استغلونا حقاً»، مضيفاً: «إنهم لا يقبلون سياراتنا، ولا يقبلون، أساساً، منتجاتنا الزراعية. يتذرعون بشتّى الأسباب التي تمنعهم من ذلك. ونحن نقبل كل شيء منها».

يُعدّ العجز التجاري للولايات المتحدة مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، من أكبر مصادر قلق ترمب.

وتُظهر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً قدره 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع عام 2023، لكنه عانى عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات. إجمالاً، بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2023 ما قيمته 1.6 تريليون يورو (1.68 تريليون دولار)، وفقاً للاتحاد الأوروبي.

وتُشكل الآلات والمركبات الحصة الكبرى من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية، والسلع المصنعة الأخرى، والمنتجات الطبية والصيدلانية.