توافق مصري ـ أميركي على ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة

خلال استقبال السيسي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ

السيسي يستقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية على فيسبوك)
السيسي يستقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية على فيسبوك)
TT

توافق مصري ـ أميركي على ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة

السيسي يستقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية على فيسبوك)
السيسي يستقبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي (من صفحة متحدث الرئاسة المصرية على فيسبوك)

توافقت مصر وأميركا حول «أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها، مع التأكيد على الدور المصري الحيوي في هذا الصدد». جاء ذلك خلال استقبال السيسي أمس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينينديز، وذلك في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة في مصر عباس كامل، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة جوناثان كوهين». ووفق بيان لمتحدث الرئاسة المصرية بسام راضي أمس، فقد أكد «رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، على التقدير الأميركي البالغ لدور مصر الناجح تحت قيادة الرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة من حرية الاعتقاد والتسامح وثقافة قبول الآخر، والجهود الكبيرة التي تتم داخل مصر لتحقيق التنمية لصالح المواطنين».
وأشار المتحدث الرئاسي المصري إلى أن «الرئيس السيسي أكد على الأهمية التي توليها مصر للتواصل الدائم مع قيادات الكونغرس، في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا»، مشيراً إلى «متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات لا سيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي».
من جانبه؛ أكد مينينديز على «الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر»، مثمناً «المستوى المتميز للتعاون المشترك بين البلدين»، مشيراً إلى أن «مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلاً عن كونها شريكاً محورياً للولايات المتحدة في المنطقة». وجدد مينينديز تثمين الإدارة الأميركية لـ«الجهود المصرية تجاه التهدئة في قطاع غزة واحتواء التصعيد الأخير».
وبحسب بيان لمتحدث الرئاسة المصرية أمس فقد أكد «الرئيس السيسي دعم مصر لمختلف الجهود الرامية لتنشيط عملية السلام واستئناف المفاوضات، وموقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يفتح آفاقاً للتعايش السلمي بين جميع شعوب المنطقة».
في سياق آخر، تلقى السيسي أمس اتصالا هاتفياً من رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون. وذكر متحدث الرئاسة المصرية أن «الاتصال تناول مناقشة الاستعدادات الجارية لاستضافة مدينة جلاسجو للدورة القادمة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ»، حيث تم التوافق على «ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين لضمان الخروج بنتائج إيجابية من هذه الدورة على نحو يعزز من عمل المجتمع الدولي في ظل أزمة المناخ العالمية الراهنة، وفي ضوء أهمية الدور المصري في قضايا المناخ على الصعيد الإقليمي، فضلاً عن سعي مصر لاستضافة الدورة القادمة من المؤتمر خلال عام 2022». ووفق المتحدث الرئاسي المصري فقد تناول الاتصال «التباحث حول أبرز ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، خاصةً على صعيد التعاون في مجال الدفاع، والأمن، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تنشيط حركة السياحة البريطانية الوافدة إلى مصر». كما تمت مناقشة «مستجدات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ليبيا؛ حيث تم التوافق على دعم المسار السياسي القائم وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنشود في موعده المقرر نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».