«ظاهرة عالمية»... تهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي لعلماء بعد تحدثهم عن «كورونا»

العلماء قالوا إنهم مروا بتجارب سيئة بعد ظهورهم في وسائل الإعلام (رويترز)
العلماء قالوا إنهم مروا بتجارب سيئة بعد ظهورهم في وسائل الإعلام (رويترز)
TT

«ظاهرة عالمية»... تهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي لعلماء بعد تحدثهم عن «كورونا»

العلماء قالوا إنهم مروا بتجارب سيئة بعد ظهورهم في وسائل الإعلام (رويترز)
العلماء قالوا إنهم مروا بتجارب سيئة بعد ظهورهم في وسائل الإعلام (رويترز)

كشف استطلاع للرأي أن عدداً كبيراً من العلماء في مختلف أنحاء العالم تلقوا تهديدات بالقتل والاعتداء الجنسي بعد تحدثهم لوسائل الإعلام عن فيروس «كورونا».
وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد شمل الاستطلاع الذي أجرته مجلة «نيتشر» العلمية 321 عالماً، من مختلف دول العالم، ظهروا في وسائل الإعلام للحديث عن «كورونا».
وقال ثلثا المشاركين إنهم مروا بتجربة سلبية بعد ظهورهم الإعلامي، حيث تعرضوا لسوء المعاملة أو العداء أو الاعتداء اللفظي أو التهديدات، مؤكدين أنهم عانوا من ضغوط نفسية نتيجة لذلك.
وقال 15% من المشاركين في الاستطلاع إنهم تلقوا تهديدات بالقتل، و22% منهم تعرضوا للتهديد بالعنف الجسدي أو الجنسي.
ووفقاً للعلماء، فقد تم إرسال التهديدات عن طريق البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية.
وقال 6 من المشاركين إن الأمر لم يكن مجرد تهديد وإنهم تعرضوا لاعتداء جسدي.
وأشار الكثير من متلقي التهديدات إلى أنهم لم يعودوا يظهرون في وسائل الإعلام لمناقشة القضايا المتعلقة بالوباء.
وكانت أبرز النقاط التي ناقشها العلماء الذين تلقوا التهديدات هي لقاحات «كورونا» ومدى فاعليتها وأهمية ارتداء أقنعة الوجه، وأصل ومنشأ الفيروس، وفاعلية بعض الأدوية في علاج «كورونا»، مثل الإيفرمكتين، وهو دواء مضاد للطفيليات دافع عنه بعض مناهضي التطعيم.
وقال الدكتور أندرو هيل، عالم الصيدلة بجامعة ليفربول، إنه تلقى صوراً لأشخاص مشنوقين وتوابيت بعد أن نشر هو وزملاؤه تحليلاً في يوليو (تموز) الماضي يشير إلى أن الإيفرمكتين قد يساعد في علاج «كورونا».
من جهته، قال الدكتور سيمون كلارك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الدقيقة الخلوية بجامعة ريدنغ: «لقد مررت ببعض التجارب السيئة بعد الظهور في وسائل الإعلام، خصوصاً بعد أن انتقدتُ عدداً من نظريات المؤامرة التي انتشرت حول الوباء وبعض السياسيين المروجين لها. ويبدو أن أولئك السياسيين لم يعجبهم كشف زيف نظرياتهم. لقد تلقيت تهديدات بمختلف أشكال الموت والعنف وتهديدات بالسجن مدى الحياة».
أما عالم الفيروسات البلجيكي الرائد البروفسور مارك فان رانست، فقد أشار إلى أنه اختبأ لفترة طويلة في أحد المخابئ السرية بعد أن استهدفه قناص مدرَّب من اليمين المتطرف كان مناهضاً لعمليات الإغلاق وهدد بقتل العلماء والعاملين الصحيين.
علاوة على ذلك، تعرض كبير المستشارين الطبيين في المملكة المتحدة، البروفسور كريس ويتي، للاعتداء في حديقة عامة، من وكيل عقارات يبلغ من العمر 24 عاماً، بعد حديثه عن «كورونا» بإحدى وسائل الإعلام.
وتلقت عالمة الفيروسات الأسترالية دانييل أندرسون، التي عملت في معهد ووهان لعلم الفيروسات، وانتقدت نظرية تسرب الفيروس من المعهد، رسالة بريد إلكتروني تطلب منها «أكل خفاش» وتتمنى لها الموت.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».