السعودية لرفع ناتج الاقتصاد الوطني إلى 1.7 تريليون دولار

تعمل على تحقيق نمو يفوق 10 % سنوياً

TT

السعودية لرفع ناتج الاقتصاد الوطني إلى 1.7 تريليون دولار

كشف وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، أمس، أن بلاده تستهدف رفع الناتج المحلي الإجمالي ليبلغ 6.4 تريليون ريال (1.7 تريليون دولار) بحلول 2030، في خطوة تلمح إلى أن الجهود الحالية والإصلاحات الاقتصادية تدفع إلى تحقيق هذا المستهدف.
وقال الفالح، خلال تصريحات أطلقها في مؤتمر صحافي للحديث عن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، إن إطلاق الاستراتيجية في 2021 كان مدروساً ومصمماً مسبقاً، مبيناً أنها تهدف لوضع أرض صلبة للاستثمار في السعودية.
وبحسب الوزير الفالح، تعمل السعودية لتكرار تجارب دول مثل كوريا والصين في جذب الاستثمارات وتحقيق نمو يفوق 10 في المائة سنوياً، مستطردا: «مستهدف أن تكون المملكة مثل الاقتصادات الناجحة والنامية في نفس الوقت كالاقتصاد الكوري والصيني، حيث تصل نسبة الاستثمار الاقتصادي من الناتج المحلي الإجمالي لنحو 30% من حجم الناتج المحلي».
وأبان الفالح أن نسبة الاستثمار للناتج المحلي الإجمالي ستكون في أفضل الأحوال عند 22 في المائة، بيد أن الطموح زاد إلى 30 في المائة، موضحا: «عندما جمعت الأرقام وصل المجموع الكلي المستهدف بحلول 2030 إلى 12.4 تريليون ريال بتزايد تدريجي مدروس، ليتخطى المعدل السنوي لإجمالي الاستثمارات في المملكة 2 تريليون ريال مقارنة بالرقم الحالي البالغ 650 مليار ريال».
وأضاف وزير الاستثمار أن المؤشرات المستهدفة تشير إلى نمو بواقع 3 أضعاف عن المستوى الحالي، مؤكدا أن هذه القفزة تحتاج لعمل متكامل لتمكين المستثمرين من القطاع الخاص من تحقيق الربحية واستدامة استثماراتهم.
وأفاد، خلال المؤتمر الصحافي، أن ما أعلنه ولي العهد خلال إطلاق برنامج «شريك»، يستهدف ضخ 27 تريليون ريال (7.2 تريليون دولار) كمستهدف بالاقتصاد بحلول 2030، من خلال 12 تريليون استثمارات و10 تريليونات ريال إنفاقا حكوميا، مبينا أنه رقم متحفظ، إذ قد يزيد مع زيادات إيرادات الحكومية واستمرار نمو الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية، بجانب 5 تريليونات ريال إنفاقا من القطاع الخاص.
وكشف الفالح أنه سيتم تأسيس صناديق جديدة تحت مظلة صندوق التنمية الوطني، كما سيتم استقطاب صناديق عالمية، لافتا إلى أن الملاءة المالية للمملكة هي الأقوى بين دول مجموعة العشرين.
ووفق تصريحات الفالح، سيكون افتتاح المناطق الاقتصادية قريبا، وستشمل قطاعات جديدة بينها التقنية والحيوية والصحية والثقافية، مبينا أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تشمل 40 مبادرة، بينها تمكين سلاسل إمداد دولية من خلال أن تصبح السعودية موردا أساسيا لسلع حيوية للعالم.
وحول ملف السياحة، أفاد بأن القطاع من أهم القطاعات الأساسية وأكثرها جاذبية في السعودية، مفصحا أن العمل مع الأطراف المعنية جار لتحويل استراتيجية السياحة إلى فرص محددة بحسب مناطق المملكة، مبينا كذلك أن القطاع الصحي والتقنية الحيوية من أبرز القطاعات المستهدفة استثماريا، بجانب قطاعات البنية الرقمية والتحول الرقمي والحوسبة السحابية التي تعد من بين القطاعات الواعدة.
يأتي ذلك في وقت أطلق فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين الماضي، الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي تعد أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.


مقالات ذات صلة

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.