400 معتقل في سجون إسرائيل يبدأون إضراباً مفتوحاً عن الطعام

احتجاجاً على سوء المعاملة التي أعقبت عملية فرار الأسرى

TT

400 معتقل في سجون إسرائيل يبدأون إضراباً مفتوحاً عن الطعام

يبدأ أسرى حركة «الجهاد الإسلامي» في السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام، اليوم (الأربعاء)؛ احتجاجاً على الاستهداف الممنهج الذي تفرضه إدارة مصلحة السجون بحقهم، على خلفية عملية الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي الشهر الماضي.
وقال نادي الأسير، الفلسطيني في بيان «إن معظم أسرى (الجهاد)، وعددهم نحو 400 سيشاركون في الإضراب؛ وذلك رفضاً لاستمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها التنكيلية العقابية الممنهجة بحقّهم، ومحاولتها مؤخراً استهداف البنية التنظيمية لهم».
وأضاف النادي «هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضالي الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية، أخيراً، والذي ارتكز بشكلٍ أساسي على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون، بمشاركة الفصائل كافة».
ومن المفترض أن يكون أسرى الجهاد سلموا لإدارة السجون أمس رسالة تتضمن مطالبهم، وتبلغهم قرار الإضراب.
وتفرض إدارة «مصلحة السجون» الإسرائيلية منذ السادس من سبتمبر (أيلول) المنصرم، حين تمكّن ستة أسرى، من الفرار من سجن «جلبوع»، «جملة من الإجراءات التنكيلية، تتضمن سياسات تضييق مضاعفة على الأسرى، واستهدفت في شكلٍ خاص أسرى (الجهاد الإسلامي) من خلال عمليات نقلهم وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوافر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق»، بحسب بيان النادي.
وركزت إسرائيل أكثر على أسرى «الجهاد الإسلامي» الذين فرّ 5 منهم من سجن جلبوع إلى جانب القيادي في فتح زكريا الزبيدي قبل أن يعاد اعتقالهم لاحقاً.
ومنذ ذلك الوقت يخضع المعتقلون الستة إلى محاكمات وتحقيقات وعزل انفرادي، ونقلت إدارة سجون الاحتلال، الأسير زكريا الزبيدي المضرب عن الطعام منذ 7 أيام، إلى عيادة سجن بئر السبع. وحذّر رئيس «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، اللواء قدري أبو بكر، من «تردي الوضع الصحي للأسير زبيدي، خاصة أنه مضرب أيضاً عن تناول شرب الماء؛ ما يشكل خطورة على حياته»، مشيراً إلى أن محامي الهيئة يطالبون زيارته، ولكن لا يسمح لهم.
وحمّل أبو بكر سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة على حياته وحياة الأسرى المضربين عن الطعام والحركة الأسيرة في ظل ما تقوم به سلطات الاحتلال من معاقبتهم وابتكار أساليب قمعية جديدة خاصة.
وقال شقيق زكريا، الأسير المحرر يحيى الزبيدي، للوكالة الرسمية «إن الاحتلال وضع زكريا في عزلٍ انفرادي، في غرفة محاطة بكاميرات المراقبة، كما يتعرض في كل ربع ساعة لتفتيش همجي».
وانضم الزبيدي إلى ستة أسرى مضربين عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 90 يوماً.
وقال الناطق باسم «هيئة الأسرى» حسن عبد ربه، إن الخطر يزداد يوماً بعد يوم على صحة الأسرى.
وأكد عبد ربه «أن الأسير الفسفوس فقد 30 كيلوغراماً من وزنه، ويعاني ظروفاً صحية غاية في الخطورة، ويقبع حالياً في مستشفى (برزلاي)، ويرفض الحصول على المدعمات».
ورفضت إسرائيل مجموعة من الالتماسات والاستئنافات التي قدّمت للطّعن في اعتقال فسفوس.
وفي شأن متصل، كشف مركز «هموكيد» لحماية الفرد، عن أنه منذ شهر مايو (أيار) 2021، طرأ ارتفاع في عدد حالات اعتقال القاصرين الفلسطينيين في الضفّة الغربية والقدس.
وبلغ معدّل المعتقلين الذين مكثوا في معتقل بين يناير (كانون الثاني) وأبريل (نيسان) 147 قاصراً شهرياً، وارتفعت النسبة بين شهري مايو سبتمبر إلى 167 معتقلاً.
وصرح مركز «هموكيد»، بأنه حصل على هذه المعطيات، حديثاً، في أعقاب تقدمه بطلب إلى مصلحة السجون الإسرائيلية بموجب قانون حرية المعلومات، وذلك في إطار سعي المركز إلى العمل على ضمان حق المعتقلين الفلسطينيين.
وتبين من المعطيات، كذلك، أنه سُجّل ارتفاع في استخدام الجيش الإسرائيلي الاعتقالات الإدارية ضد القاصرين عام 2021؛ إذ بلغ عدد القاصرين المعتقلين إدارياً في يناير ثلاثة، وارتفع العدد إلى ثمانية في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).
وبرز في المعلومات المقدّمة معطى آخر تمثل في ارتفاع نسبة اعتقالات القاصرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و15 عاماً، وارتفع هذا العدد بشكل حاد إلى 21 معتقلاً قاصراً تم اعتقالهم شهرياً بين مايو وسبتمبر، وكذلك سُجّل رقم قياسي في مايو، وهو 25 معتقلاً.
وقالت المديرة العامة لجمعية «هموكيد» لحماية الفرد، جيسيكا مونطل، إن «هذه المعطيات مثيرة للقلق، وخصوصاً تلك المتعلقة بالارتفاع الكبير في عدد المعتقلين الإداريين».
وأكدت، أن «الاعتقال من دون محاكمة هو أمر مرفوض تجاه البالغين، وحري أن تكون ممارسته مرفوضة على وجه الخصوص ضد الأطفال».



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».