البشر استخدموا التبغ قبل أكثر من 12 ألف عام

دارون ديوك (يسار) المؤلف الرئيسي لدراسة عن اكتشاف التبغ  يظهر في موقع الموقد بولاية يوتا (رويترز)
دارون ديوك (يسار) المؤلف الرئيسي لدراسة عن اكتشاف التبغ يظهر في موقع الموقد بولاية يوتا (رويترز)
TT
20

البشر استخدموا التبغ قبل أكثر من 12 ألف عام

دارون ديوك (يسار) المؤلف الرئيسي لدراسة عن اكتشاف التبغ  يظهر في موقع الموقد بولاية يوتا (رويترز)
دارون ديوك (يسار) المؤلف الرئيسي لدراسة عن اكتشاف التبغ يظهر في موقع الموقد بولاية يوتا (رويترز)

لعب نبات التبغ دوراً مهماً في تحديد الثروات البشرية. اليوم، يستخدم هذه المادة أكثر من مليار شخص حول العالم. وأظهر بحث جديد أن هذه العادة تعود إلى العصر الحجري، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
تشير البذور المتفحمة الموجودة في موقد قديم يستخدمه الصيادون فيما يعرف الآن بولاية يوتا الأميركية إلى أن البشر استخدموا التبغ قبل أكثر من 12 ألف عام - أي قبل 9 آلاف عام مما تم توثيقه سابقاً وقبل أن تترسخ الزراعة في الأميركتين.
وأشارت الدراسة إلى أنه «يمكن القول إن التبغ كان له تأثير أكبر على الأنماط العالمية في التاريخ أكثر من أي مادة أخرى ذات تأثير نفسي، ولكن مدى عمق الروابط الثقافية كان محل نقاش على نطاق واسع».
وقال دارون ديوك، مدير العمليات في «فار وستيرن أنثروبولوجيكال ريسيرش غروب» إنه تم اكتشاف الموقد في صحراء «غريت سالت ليك» في ولاية يوتا عام 2015 خلال مسح أثري روتيني.
وأوضح ديوك، المؤلف الرئيسي لدراسة عن اكتشاف التبغ نشرت أمس (الاثنين)، أن المادة كانت عبارة عن «لطخة سوداء صغيرة على المسطحات الطينية المفتوحة في غريت سولت ليك».

وقام ديوك وزملاؤه بالتنقيب في الموقع، الذي كان محاطاً بقطع أثرية وعظام حجرية - تعرضت بعضها للرياح. لاحظ عالم النبات في الفريق البذور بمجرد عودتها إلى المختبر. كانت صغيرة جداً بحيث لا يمكن تأريخها بشكل مباشر، لكن التواريخ من ثلاث عينات من الكربون من الموقد تشير إلى أن البشر في العصر الحجري أشعلوا النار منذ حوالي 12 ألفا و300 عام.
وفي ذلك الوقت، كانت الصحراء أرضاً رطبة وجذباً كبيراً للحياة البرية وهؤلاء المستوطنين الأوائل. تشير رؤوس الرمح المصنوعة من حجر السج الموجود في الموقد إلى أن الناس جابوا مسافات بعيدة واصطادوا طرائد كبيرة.
يأتي النيكوتين من نبات التبغ، وموطنه الأصلي الأميركتان وكان يستخدمه السكان الأصليون لخصائصه ذات التأثير النفساني قبل وقت طويل من وصول المستوطنين الأوروبيين الذين أعادوا هذه الممارسة إلى أوروبا.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن البشر استخدموا التبغ منذ آلاف السنين. وقال ديوك إنه من المحتمل أن البشر كانوا «يلعبون بالنباتات» التي كانت مفيدة لهم لآلاف السنين قبل ظهور الزراعة.


مقالات ذات صلة

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد (أ.ب)

دراسة: الذكور أكثر تضرراً من الإناث في حال تدخين أمهاتهم أثناء الحمل

أظهرت دراسة جديدة أن أبناء النساء المدخنات أثناء الحمل يعانون من آثار جانبية طويلة الأمد أكثر من بناتهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

التدخين التقليدي والإلكتروني... أيهما أكثر ضرراً على صحة الفم؟

مستخدمو السجائر الإلكترونية لديهم تغييرات ميكروبية مميزة في الفم.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك الإقلاع عن التدخين قد يكون استراتيجية فعالة للحد من السكتات الدماغية (رويترز)

التدخين يرتبط بزيادة خطر إصابة الشباب بالسكتات الدماغية

قال موقع «نيوز ميديكال» إن دراسة جديدة تحذّر من أن التدخين يرتبط بزيادة خطر إصابة شباب المدخنين بالسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإقلاع عن التدخين قد يكون استراتيجية فعالة للحد من السكتات الدماغية (رويترز)

السكتة الدماغية تُهدد المدخنين الشباب

حذّرت دراسة بريطانية من أن التدخين، خصوصاً التدخين الكثيف، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية غير المبررة بين البالغين الأصغر سنّاً، لا سيما الرجال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مشاعرنا تحرك معظم سلوكياتنا المالية... كيف نبني عادات صحية للإنفاق بذكاء؟

تُحرِّك المشاعر نحو 90 في المائة من سلوكياتنا المالية (رويترز)
تُحرِّك المشاعر نحو 90 في المائة من سلوكياتنا المالية (رويترز)
TT
20

مشاعرنا تحرك معظم سلوكياتنا المالية... كيف نبني عادات صحية للإنفاق بذكاء؟

تُحرِّك المشاعر نحو 90 في المائة من سلوكياتنا المالية (رويترز)
تُحرِّك المشاعر نحو 90 في المائة من سلوكياتنا المالية (رويترز)

في ثقافتنا، يُقال لنا غالباً إنه بالعمل الجاد، يُمكننا تجاوز أي عقبة، بما في ذلك صعوباتنا المالية. لكن ناثان أستل، وهو مستشار علاقات زوجية وعائلية، ومستشار مالي للعملاء في شركة «بيوند فاينانس»، أوضح لموقع «سايكولوجي توداي»، أنه في أغلب الأحيان، ليس الأمر بهذه البساطة.

وقال أستل: «عاداتنا المالية تُشكِّلها قراراتنا اليومية، ومشاعرنا، ومعتقداتنا الراسخة. وفي استطلاع حديث، قال نصف المشاركين إنهم لا يثقون بأنفسهم لإدارة شؤونهم المالية بفاعلية، بينما يشعر 13 في المائة فقط بشعور (جيد جداً) حيال وضعهم المالي الحالي».

فما الذي يتطلبه الأمر حقاً لتغيير السلوكيات المالية وتحقيق العافية المالية؟

فهم المشاعر وراء المال

إن الاعتقاد الخاطئ بأن النجاح المالي هو ببساطة نتاج الانضباط الذاتي يُسيء إلى أي شخص يُعاني من مشكلات مالية وديون.

في الواقع، تُحرِّك المشاعر نحو 90 في المائة من سلوكياتنا المالية. سواء كانت السعادة هي التي تدفعنا إلى تدليل أنفسنا، أو الحزن الذي يدفعنا نحو الشراء الاندفاعي، فإن غالبية قرارات الإنفاق تنبع من مزيج مُعقد من المشاعر والاحتياجات غير المُلبّاة.

لفهم المشاعر المؤثرة، يجب أن تفهم ما يُحفّز السلوكيات المالية وتُسمّيها.

أولاً، اسأل نفسك لماذا تشعر بالحاجة للإنفاق؟ هل كان يوم عمل طويلاً، أم كان يوماً جيداً وشعرت بالحاجة للاحتفال به؟

بمجرد أن تعرف السبب، اسأل نفسك ما الشعور الذي يُغذّي هذا السلوك؟ هل تشتري لأنك حزين وتحتاج إلى الراحة؟ هل يدفعك الخوف إلى اتخاذ قرارات إنفاق قصيرة الأجل «كارثية»؟ إذ إن تحديد هذه المشاعر يفتح الباب أمام بناء عادات مالية أفضل.

فهم كيف تؤثر قصصنا المالية على إنفاقنا

بالنسبة للكثيرين، لا تقتصر السلوكيات المالية على عادات، بل هي قصص تعود إلى تجارب سابقة، أو رسائل ثقافية، أو حتى إلى ضغوط نفسية.

وبالتالي فإن فهم مصدر سلوكياتك أمرٌ أساسي للتعافي. جرّب شيئاً مثل الجدول الزمني المالي للتفكير في اللحظات المالية المهمة، بما في ذلك الضغوط المالية المبكرة، والرسائل الثقافية، والتجارب السلبية المتعلقة بالمال.

في جلسات العلاج المالي الأسبوعية التي يجريها أستل مع عملاء «بيوند فاينانس»، رأى كيف تؤثر التنشئة الاجتماعية الثقافية والجنسانية على المشاعر تجاه المال.

إن إدراك أن سلوكك هو نتاج جزئي لبيئتك يُمكِّنك من البحث عن استراتيجيات تُعالج الأسباب الكامنة وراء ضائقتك المالية.

إحداث تغيير مالي مستدام

لا يقتصر تغيير سلوكك المالي على زيادة ضبط النفس، بل على استخدام أدوات عملية لمعالجة استجاباتك العاطفية.

وفيما يلي أهم نصائح أستل لإحداث تغيير دائم:

تتبع أنماطك العاطفية باستخدام دفتر يوميات مالي:

ابدأ بتتبع ما تنفقه، وكيف تشعر قبل وبعد هذا الإنفاق. مع مرور الوقت، ستلاحظ ظهور أنماط عاطفية. قد تلاحظ أنه بعد اجتماع مُرهق، تزداد احتمالية انغماسك في التسوق عبر الإنترنت. من خلال ربط العاطفة بالنفقات، يمكنك البدء في تلبية الحاجة الكامنة - مثل البحث عن التواصل أو الراحة - بطرق صحية.

أجّل وفكّر:

في خضمّ حالة من النشوة أو الضيق العاطفي، قد تشعر بأن الشراء مُلحّ. تسمح لك استراتيجية «التوقف المؤقت» البسيطة بتخفيف اندفاعك العاطفي الأولي.

ضع المنتجات في سلة التسوق، ثم ابتعد عنها لمدة 24 ساعة على الأقل. في كثير من الأحيان، عندما تتلاشى الحالة العاطفية المؤقتة، يتلاشى معها الدافع للإنفاق.

إعادة تعريف المساءلة:

التغيير أسهل عندما لا تكون وحيداً. سواء كان صديقاً موثوقاً، أو شريكاً، أو مستشاراً متخصصاً، فإن وجود شخص تتحدث إليه يُحدث فرقاً كبيراً. التزام بسيط، كأن يسألك أحد أحبائك من حين لآخر: «كيف حالك مع إنفاقك؟»، يُعزز الدعم العاطفي والمساءلة.

ابدأ روتيناً مُجزياً:

تخصيص «اجتماع مالي» أسبوعي مع نفسك يُعزز التغيير طويل الأمد. يجب أن تكون هذه الاجتماعات جلسات قصيرة وممتعة تُراجع فيها أهدافك المالية، وتتبّع تقدمك، وتُراجع عاداتك الإنفاقية.

يجب ألا يبدو اجتماعك المالي الأسبوعي مهمةً روتينيةً أخرى. اجعل هذه الاجتماعات ممتعةً بمكافأة صغيرة أو زيارة إلى مقهاك المُفضّل، ليكون لديك ما تتطلع إليه.

المضي قدماً بعزم

يتعلق تغيير السلوكيات المالية بإجراء تعديلات تدريجية ومدروسة، مستوحاة من الوعي الذاتي والتعاطف مع الذات. عندما تفهم المشاعر (والاحتياجات العاطفية) الكامنة وراء قرارات الشراء، يمكنك تزويد نفسك بالأدوات اللازمة لتلبية تلك الاحتياجات بطرق أكثر صحة.

تذكَّر أن التغيير المستدام يحدث خطوة بخطوة. إنَّ أخذ وقت للتوقف والتأمل واختيار خيارات مختلفة هو الخطوة الأولى في رحلة بناء علاقة أكثر إيجابية وشمولية مع المال.