«الخريطة الروسية» تصل إلى حدود الأردن

مركز التسويات التابع للشرطة الروسية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن (درعا 24)
مركز التسويات التابع للشرطة الروسية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن (درعا 24)
TT

«الخريطة الروسية» تصل إلى حدود الأردن

مركز التسويات التابع للشرطة الروسية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن (درعا 24)
مركز التسويات التابع للشرطة الروسية في بلدة نصيب الحدودية مع الأردن (درعا 24)

دخلت، صباح السبت، قوات من الشرطة العسكرية الروسية والنظام السوري، إلى بلدة نصيب المحاذية للحدود الأردنية، وأنشأت مركزاً لتسليم السلاح وتسوية أوضاع المطلوبين من بلدة نصيب وما حولها، في مبنى البلدية، بهدف تطبيق اتفاق الخارطة الروسية الجديدة لمناطق التسويات جنوب سوريا، التي تشمل تسليم السلاح الخفيف والمتوسط الذي لا يزال موجوداً في المنطقة، وسمح الاتفاق الماضي في عام ٢٠١٨ ببقائه بيد المقاتلين السابقين في المعارضة.
وفقاً لمصادر محلية من بلدة نصيب، فإن مركز التسوية في بلدة نصيب حضرت إليه لجنة أمنية تابعة للنظام لإجراء التسويات مع قوات من الشرطة الروسية وقوات محلية من أبناء المنطقة التابعين للأمن العسكري، ويشمل اتفاق بلدة نصيب، بلدة أم المياذن وبلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، وهي أيضاً مناطق حدودية مع الأردن، باعتبارها مناطق نفوذ تابعة للقيادي السابق في جيش اليرموك عماد أبو زريق المسؤول عن هذه المناطق لصالح جهاز الأمن العسكري منذ اتفاق التسوية عام 2018، على أن يتم في مركز نصيب عمليات تسليم الأسلحة الفردية والمتوسطة للمطلوبين من «أم المياذن» و«الطيبة» ولم يُشترط في هذه المناطق عدد محدد من السلاح المطلوب تسليمه، مع الراغبين والفارين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري، على غرار ما جرى خلال الفترة الماضية في مدينة درعا البلد، وبلدات الريف الغربي والشمالي من المحافظة.
وجاء ذلك بعد اجتماع عقد قبل يومين في الفرقة التاسعة بمدينة الصنمين شمال درعا، ضم وجهاء من بلدات نصيب وأم المياذن والطيبة مع اللجنة الأمنية التابعة للنظام والجانب الروسي، بتنسيق من القيادي في الأمن العسكري عماد أبو زريق الذي يترأس مجموعة تعمل لصالح «الأمن العسكري» في هذه المناطق حالياً.
وتحتل بلدة نصيب التي بدأ فيها تنفيذ الخارطة الروسية، أهمية استراتيجية باعتبارها تقع على أوتوستراد دمشق - عمان الدولي الذي أُعيد فتحه مؤخراً باتفاق بين الدولتين الأردنية والسورية، كما أن معبر نصيب الحدودي يبدأ من طريق هذه البلدة المحاذية للمعبر والمنطقة الحرة ومنطقة الجمرك. وتعد من أهم مناطق نفوذ الأمن العسكري وتحوي مجموعة كبيرة من أبناء البلدة المتطوعين ضمن مجموعة القيادي عماد أبو زريق الذي عاد من الأردن بعد اتفاق التسوية عام 2018، وشكّل مجموعات تابعة له تعمل لصالح الأمن العسكري؛ أهمها وأكبرها في بلدات نصيب والطيبة وأم المياذن، بحسب ما ذكر المصدر. وقالت مصادر مطلعة إن الخارطة الروسية سوف تشمل في الأيام القليلة القادمة بلدات الجيزة والمتاعية في ريف درعا الشرقي، وذلك بعد اجتماع عقد يوم السبت في مدينة درعا المحطة، ضم وجهاء من هذه المناطق. وأضاف أن الاتفاق الجديد يمتد ليشمل مناطق ملاصقة للحدود الأردنية، وفيها المخافر ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، ابتداءً من نقطة مخفر 79 إلى نقطة 71، بعرض يبدأ من 1 إلى 3 كلم شرق درعا أقصى جنوب سوريا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.