تغيُّر المناخ يهدد مصادر الغذاء ويحفّز الابتكار

البيئة في مجلات الشهر

تغيُّر المناخ يهدد مصادر الغذاء ويحفّز الابتكار
TT

تغيُّر المناخ يهدد مصادر الغذاء ويحفّز الابتكار

تغيُّر المناخ يهدد مصادر الغذاء ويحفّز الابتكار

ناقشت المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2021 مجموعة من القضايا المتصلة بتغير المناخ وأثره في زيادة الحرائق ضمن الدائرة القطبية وتراجع إمدادات الغذاء. ويعد التحول القائم على اعتماد مصادر الطاقة المتجددة مدخلاً أساسياً لخفض الانبعاثات الكربونية في جميع أنحاء العالم، فيما ستكون الابتكارات في قطاع تبريد منازل المستقبل موضع اهتمام خاص للمناطق القريبة من خط الاستواء.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
احتلت وسائط النقل الخضراء موضوع الغلاف في ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic). ويشهد العالم ثورة متصاعدة في النقل الصديق للبيئة، حيث تزداد مبيعات السيارات العاملة على الكهرباء، ويتنامى الطموح لتحقيق رحلات جوية خالية من الكربون. ورغم انخفاض مبيعات السيارات حول العالم بمقدار 16 في المائة خلال العام الماضي، ارتفعت مبيعات السيارات العاملة على البطاريات أو الهجينة بمقدار 50 في المائة، كما زادت طرازاتها المتاحة للسائقين في جميع أنحاء العالم بنسبة 40 في المائة لتصل إلى 370 طرازاً.
- «نيو ساينتست»
«كيف ستكون الحياة في عالم خال من الانبعاثات»؟ سؤال حاولت نيو ساينتست (New Scientist) تقديم إجابة عنه. ويعد خفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن توليد الطاقة الكهربائية باعتماد مصادر الطاقة المتجددة أمراً مصيرياً للعديد من البلدان، بما فيها الصين والولايات المتحدة. وفي المناطق القريبة من خط الاستواء سيكون هناك تركيز أكبر على الابتكارات في مجال تبريد منازل المستقبل. وفيما تضع معظم الدول هدفاً لها بجعل الانبعاثات صفرية بحلول 2050، تجعل الصين سنة 2060 هدفاً لها من أجل الحياد الكربوني، فيما لم تتبن الهند حتى الآن تاريخاً محدداً لتحقيق ذلك، في مقابل تصريحات رسمية متكررة حول البصمة الكربونية للمواطن في الهند التي تقل بنحو 60 في المائة عن المتوسط العالمي.
- «ساينتفك أميركان»
تحت عنوان «ألاسكا تحترق» تناولت ساينتفك أميركان (Scientific American) الزيادة المطردة في الحرائق ضمن الدائرة القطبية الشمالية. ويؤدي تغير المناخ إلى تضخيم حرائق الغابات في ألاسكا، حيث تعمل درجات الحرارة المرتفعة، خاصةً في الليل، على تجفيف الغطاء النباتي وأراضي الغابات، مما يزيد فرص الاشتعال. ويؤدي الطقس الأكثر دفئاً إلى تقصير أسابيع الغطاء الثلجي، فيسمح للظروف الجافة بالاستمرار لفترة أطول من العام. وتتضافر هذه العوامل مجتمعة لإطالة موسم الحرائق وزيادة رقعة الأراضي المتضررة.
- «أميركان ساينتست»
اتخذت أميركان ساينتست (American Scientist) تقنيات الاستشعار عن بُعد ودورها في مراقبة النظم البيئية موضوعاً لغلافها. وتوفر الأقمار الاصطناعية للعلماء نظرة عامة على التغيرات التي تصيب المناطق المتأثرة بالضغط البشري، وتساعد في تطوير استراتيجيات التدخل قبل فوات الأوان. وتمثل تقنيات الاستشعار عن بعد أداة ضرورية للعلماء في دراسة الشعاب المرجانية المعزولة ومراقبة مجموعات البطاريق في الأماكن النائية. ولا يقتصر استخدامها على المشاريع البيئية بل توظف في قضايا كثيرة، من بينها توثيق الأزمات الإنسانية ودعم صناعة القرار، لا سيما خلال حالة الإغلاق التي شهدها العالم مؤخراً بفعل انتشار فيروس «كورونا».
- «ذا ساينتست»
تحت عنوان «دماغ يعيش على البلاستيك» ناقشت ذا ساينتست (The Scientist) الآثار الصحية المباشرة للتلوث بالبلاستيك. ويعد تأثير تسلل المواد البلاستيكية إلى الدورة الدموية وأعضاء الجسم البشري موضع بحث جديد لا تتوفر الكثير من البيانات عنه. وتضم المواد الكيميائية المستخدمة في المنتجات البلاستيكية مواد ملدنة سامة قد تؤدي إلى اضطراب هرموني. كما تمتص جزيئات البلاستيك في البيئة مواد كيميائية صناعية خطيرة، مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور والمعادن الثقيلة المنتشرة في العديد من النظم البيئية، وتحملها إلى أجسام الكائنات التي تبتلع هذه الجزيئات.
- «ساينس نيوز»
حذرت ساينس نيوز (Science News) من الاضطرابات المتزايدة التي تواجهها زراعة الأرز حول العالم بسبب حالات الجفاف والفيضانات الناتجة عن تغير المناخ. ويعتمد نصف سكان العالم على الأرز كمصدر للحصول على 20 في المائة من سعراتهم الحرارية على الأقل، ويتزايد الطلب على هذا المحصول في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا. ويؤدي تغير المناخ وأحوال الطقس المتطرفة إلى تراجع في إنتاج الأرز عالمياً. وكان الجفاف في دلتا نهر ميكونغ في فيتنام تسبب في سنتي 2015 و2016 في تسرب مياه البحر إلى أراضي الدلتا، مما أدى إلى تدمير 405 آلاف هكتار من حقول الأرز. وفيما تكرر هذا الأمر في سنتي 2019 و2020، من المتوقع أن تشتد هذه الظروف في جنوب شرقي آسيا وتصبح أوسع انتشاراً.
- «هاو إت ووركس»
تناولت هاو إت ووركس (How It Works) النفايات المشعة وطرق التعامل معها وتخفيف خطرها. وكانت إشكالية التعامل مع النفايات المشعة ظهرت أول مرة عام 1942 عندما صنع علماء الأسلحة النووية في الولايات المتحدة أول مفاعل نووي في صالة رياضية في شيكاغو. وبحلول 1955 أوصى العلماء الأميركيون بدفن النفايات في أعماق الأرض، وجرى رفض المواقع المقترحة أكثر من مرة. وفي غضون ذلك تم إلقاء بعض النفايات المشعة في البحر، ثم تراجعت هذه الممارسة في السبعينيات، وتوقفت بحلول 1993. ولأن معظم النفايات المشعة تحتوي على بقايا من اليورانيوم المشع الثمين، يجري حالياً تدويرها بدلاً من دفنها في أغلب الحالات.
- «آيدياز أند ديسكافريز»
تحت عنوان «الطاعون الأفريقي» خصصت آيدياز أند ديسكافريز (Ideas and Discoveries) أحد مقالاتها لأسراب الجراد ومخاطرها على المحاصيل في أفريقيا. وكانت أفريقيا شهدت خلال العام الماضي أضخم غزو لأسراب الجراد الصحراوي منذ سبعين سنة، عندما حجبت أسراب تضم مليارات الحشرات ضوء الشمس، واجتاحت آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي. ويمكن لسرب كبير من الجراد الصحراوي أن يغطي 20 في المائة من مساحة اليابسة ويهدد مصدر رزق 10 في المائة من سكان الكوكب، كما يستطيع أن يلتهم أكثر من 180 طناً من المحاصيل يومياً.


مقالات ذات صلة

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الوزير السعودي يتسلم رئاسة السعودية رسمياً لمؤتمر «كوب 16» في الرياض (الشرق الأوسط)

«كوب 16 الرياض» يجمع صناع السياسات لإعادة تأهيل الأراضي ومكافحة التصحر

اجتمع عدد كبير من صنُاع السياسات والمنظمات الدولية والدوائر غير الحكومية وكبرى الجهات المعنية، الاثنين، في الرياض، للبحث عن حلول عاجلة للأزمات البيئية.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض) زينب علي (الرياض)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
TT

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)
جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة، كما يؤكد أحد الباحثين.

هذه العبارة التي استُحدثت للإشارة إلى منطقة من العالم يقال إن سكانها يعيشون لفترة أطول من غيرهم ويتمتعون بصحة أفضل من قاطني مناطق اخرى. وكانت جزيرة سردينيا الإيطالية أوّل منطقة تُصنّف «زرقاء» عام 2004.

أدت الرغبة في العيش لأطول مدة ممكنة إلى ظهور تجارة مزدهرة، مِن وجوهها نصائح غذائية، وأخرى لاتباع أسلوب حياة صحي، بالإضافة إلى كتب وأدوات تكنولوجية ومكملات غذائية يُفترض أنها تساهم في طول العمر.

لكنّ الباحث البريطاني في جامعة يونيفرسيتي كوليدج بلندن سول جاستن نيومان، يؤكد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ البيانات المتوافرة عن الأشخاص الأكبر سنّا في العالم «زائفة لدرجة صادمة جدا».

ودقق بحثه الذي يخضع حاليا لمراجعة، في البيانات المتعلقة بفئتين من المعمّرين: أولئك الذين تتخطى أعمارهم مائة عام، ومَن يبلغون أكثر من 110 سنوات، في الولايات المتحدة وإيطاليا وإنكلترا وفرنسا واليابان.

وفي نتيجة غير متوقعة، وجد أن «المعمّرين الذين تتخطى أعمارهم 110 سنوات» هم عموما من مناطق قطاعها الصحي سيئ وتشهد مستويات مرتفعة من الفقر فضلا عن أنّ سجلاتها غير دقيقة.

يبدو أنّ السر الحقيقي وراء طول العمر هو في «الاستقرار بالأماكن التي تُعدّ شهادات الميلاد نادرة فيها، وفي تعليم الأولاد كيفية الاحتيال للحصول على راتب تقاعدي»، كما قال نيومان في سبتمبر (أيلول) عند تلقيه جائزة «آي جي نوبل»، وهي مكافأة تُمنح سنويا للعلماء عن أبحاثهم التي تُضحك «الناس ثم تجعلهم يفكرون».

كان سوجين كيتو يُعدّ أكبر معمّر في اليابان حتى اكتشاف بقاياه المحنّطة عام 2010، وتبيّن أنه توفي عام 1978. وقد أوقف أفراد من عائلته لحصولهم على راتب تقاعدي على مدى ثلاثة عقود.

وأطلقت الحكومة اليابانية دراسة بيّنت أنّ 82% من المعمّرين الذين تم إحصاؤهم في البلاد، أي 230 ألف شخص، كانوا في الواقع في عداد المفقودين أو الموتى. ويقول نيومان «إن وثائقهم قانونية، لقد ماتوا ببساطة».

فالتأكّد من عمر هؤلاء الأشخاص يتطلّب التحقق من المستندات القديمة جدا التي قد تكون صحتها قابلة للشك. وهو يرى أن هذه المشكلة هي مصدر كل الاستغلال التجاري للمناطق الزرقاء.

* سردينيا

عام 2004، كانت سردينيا أول منطقة تُصنّف «زرقاء». وفي العام التالي، صنّف الصحافي في «ناشونال جيوغرافيك» دان بوتنر جزر أوكيناوا اليابانية ومدينة لوما ليندا في كاليفورنيا ضمن «المناطق الزرقاء». لكن في أكتوبر (تشرين الأول)، أقرّ بوتنر في حديث إلى صحيفة «نيويورك تايمز» بأنه صنّف لوما ليندا «منطقة زرقاء» لأنّ رئيس تحريره طلب منه ذلك، إذ قال له عليك أن تجد منطقة زرقاء في الولايات المتحدة.

ثم تعاون الصحافي مع علماء سكان لإنشاء «بلو زونز» التي أضيفت إليها شبه جزيرة نيكويا في كوستاريكا وجزيرة إيكاريا اليونانية.

إلا أنّ سجلات رسمية لا تنطوي على موثوقية كبيرة مثل تلك الموجودة في اليابان، أثارت الشك بشأن العمر الحقيقي للمعمّرين الذين تم إحصاؤهم في هذه المناطق.

وفي كوستاريكا، أظهرت دراسة أجريت عام 2008 أن 42% من المعمرين «كذبوا بشأن أعمارهم» خلال التعداد السكاني، بحسب نيومان. وفي اليونان، تشير البيانات التي جمعها عام 2012 إلى أن 72% من المعمرين ماتوا. ويقول بنبرة مازحة «بقوا أحياء حتى اليوم الذي يصبحون اعتبارا منه قادرين على الاستفادة من راتب تقاعدي».

ورفض باحثون مدافعون عن «المناطق الزرقاء» أبحاث نيومان ووصفوها بأنها «غير مسؤولة على المستويين الاخلاقي والأكاديمي». وأكد علماء ديموغرافيا أنهم «تحققوا بدقة» من أعمار «المعمرين الذين تتخطى اعمارهم 110 سنوات» بالاستناد إلى وثائق تاريخية وسجلات يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

لكنّ نيومان يرى أنّ هذه الحجة تعزز وجهة نظره، ويقول «إذا انطلقنا من شهادة ميلاد خاطئة منسوخة من شهادات أخرى، فسنحصل على ملفات مترابطة جيدا... وخاطئة بشكل تام».

ويختم حديثه بالقول «كي تعيش حياة طويلة، ما عليك أن تشتري شيئا. استمع إلى نصائح طبيبك ومارس الرياضة ولا تشرب الكحول ولا تدخن... هذا كل شيء».