«سيلقون بنا للكلاب»... وثائق تكشف صدمة غولدا مائير في ثاني أيام حرب أكتوبر

غولدا مائير تزور مركز قيادة تابع للجيش الإسرائيلي في سيناء خلال حرب أكتوبر عام 1973 (وسائل إعلام إسرائيلية)
غولدا مائير تزور مركز قيادة تابع للجيش الإسرائيلي في سيناء خلال حرب أكتوبر عام 1973 (وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

«سيلقون بنا للكلاب»... وثائق تكشف صدمة غولدا مائير في ثاني أيام حرب أكتوبر

غولدا مائير تزور مركز قيادة تابع للجيش الإسرائيلي في سيناء خلال حرب أكتوبر عام 1973 (وسائل إعلام إسرائيلية)
غولدا مائير تزور مركز قيادة تابع للجيش الإسرائيلي في سيناء خلال حرب أكتوبر عام 1973 (وسائل إعلام إسرائيلية)

أظهرت وثائق رسمية صدرت حديثاً ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير قد أعربت عن مخاوفها الشديدة للمسؤولين العسكريين في الأيام الأولى لحرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 بشأن النقص المحتمل في المساعدة من المجتمع الدولي الذي تعتبره غير متعاطف مع اليهود.
وتكشف الوثائق الصادرة عن أرشيف الدولة الإسرائيلي مدى حدة التوترات خلال الاجتماعات بين مائير وقادة الجيش.
وقال ضباط عسكريون لمائير خلال أحد الاجتماعات في صباح 7 أكتوبر، اليوم الثاني من الحرب، «الوضع غير مطمئن على الجبهتين».
وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» فقد ردت رئيسة الوزراء على ذلك بطلب من المسؤولين الاتصال على الفور بوزير الخارجية الأميركي آنذاك هنري كيسنغر وطلب إعادة التسلح: «أخبره SOS (نداء استغاثة)»، كما ورد في الوثائق.
كما أعربت عن مخاوفها من أن يتخلى المجتمع الدولي عن إسرائيل قائلة: «المساعدة القليلة التي نحصل عليها من المجتمع الدولي ستختفي، وسوف يلقون بنا إلى الكلاب». وأضافت: «إنهم لا يحبون اليهود، ناهيك عن اليهود الضعفاء».
وعقد الاجتماع بين المسؤولين الموضحين في الوثائق الجديدة بعد أقل من يوم من الهجوم المنسق الذي شنه الجيشان المصري والسوري على إسرائيل في 6 أكتوبر 1973.
وقالت مائير: «سوف يهاجمون. تحركوا من خط إلى آخر وواصلوا الهجوم».
وبحسب الوثائق، وفي الساعة 6:10 من صباح 7 أكتوبر، بدأ الاجتماع بأخبار سيئة، حيث أبلغ مسؤولون عسكريون رئيسة الوزراء بتدهور الأوضاع في مرتفعات الجولان، وإخلاء البلدات، وأن القوات الجوية بدأت في مساعدة القوات البرية بالقصف لصد القوات المعادية المتقدمة. وقال مائير مراراً وتكراراً للمشاركين في الاجتماع: «نحن بحاجة إلى توجيه ضربات قاسية لهم».
وجاءت الوثائق، التي نُشرت في الذكرى 48 للحرب، في 1300 صفحة، وتتضمن ملاحظات من اجتماعات مجلس الوزراء والمناقشات الأمنية رفيعة المستوى التي تم رفع السرية عنها.
ومع ذلك، في بعض الحالات، تم حذف بعض الكلمات والجمل من النص، رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على الحرب، وفق الصحيفة.
وتظهر إحدى الوثائق التي تم إصدارها حديثاً أن وزير الدفاع آنذاك موشيه ديان، قد أدرك الإخفاقات المستمرة. وقال: «ما كان يجب أن تكون النتائج كما كانت، وكان علينا إيقافهم». وأضاف: «لم نقم بتقييم قدراتهم القتالية بشكل صحيح».
وقالت مائير في نفس الاجتماع إنها تعتقد أنه ينبغي التحقيق في الأمر.
وفي أعقاب الحرب، استقالت مائير من منصب رئيس الوزراء، وكذلك ديان كوزير للدفاع. رغم أن حزب العمل الذي تتزعمه مائير احتفظ بالسيطرة على الحكومة في الانتخابات التي تلت ذلك مباشرة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.