القبائل اليمنية تتصدى بشدة للحوثيين الذين يحاولون التوغل في أراضيها

أيدت «عاصفة الحزم» وتعهدت بالقبض على الرئيس المخلوع

القبائل اليمنية تتصدى بشدة للحوثيين الذين يحاولون التوغل في أراضيها
TT

القبائل اليمنية تتصدى بشدة للحوثيين الذين يحاولون التوغل في أراضيها

القبائل اليمنية تتصدى بشدة للحوثيين الذين يحاولون التوغل في أراضيها

استطاعت قبائل يمنية، أعربت عن ممانعتها ورفضها للسيطرة الحوثية وامتلاكها للقوة اللازمة لخوض الحرب، جعل أرضها بمثابة «الجحيم» لمن تسول له نفسه من الحوثيين التعدي عليها، وإيمانا من هذه القبائل بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعرفتهم بحجم الخطر الذي تقوده إيران للمد الفارسي، وقفت حاجزا منيعا للتصدي لأي تعدٍّ على أرضها وعرضها، مؤيدة ما قامت به قوات التحالف التي شنت ضرباتها ضد الحوثيين في اليمن من خلال «عاصفة الحزم». وشددت القبائل اليمنية في مأرب على أهمية استمرار «عاصفة الحزم» حتى تنتهي من أهدافها في وقف المد الفارسي، وإعادة الأمن لليمن.
من جهته أيّد الشيخ حمد وهيط شيخ قبيلة مأرب في الجوف دول الخليج ومصر التي قامت بضربة عسكرية على الحوثيين المنقلبين على الشرعية في اليمن، مؤكدا إجماع قبائل مأرب على تأييدهم لـ«عاصفة الحزم» التي انتظرها اليمنيون أكثر من 8 أشهر، ناشدوا فيها المجتمع الدولي لوقف المد الفارسي الذي تقوده إيران بمساعدة الحوثيين وعلي عبد الله صالح في اليمن.
ورأى أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بمساعدة جيشه والحوثيين هو من تسبب في تصعيد الوضع والاضطرابات في اليمن من خلال استباحة 22 محافظة يمنية عاثوا فيها فسادا وجمعوا خلالها من يساندهم بقوة السلاح والتهديد وشراء الذمم.
وركز على أن أغلب قبائل اليمن حاربت الحوثيين وجيش علي عبد الله صالح وتصدت لهم، وكانت موالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي وداعمة له.
وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن القبائل اليمنية تترصد لعلي عبد الله صالح بالمرصاد، وتعمل على ملاحقته والقبض عليه في حال وجد في منطقتها، وأنهم مستعدون لصد أي هجوم حوثي مسلح.
من جهة أخرى ذهب الشيخ علي حسن غريب شيخ قبيلة آل شبوان عبيدة في مأرب إلى أن اليمنيين مترقبون منذ أشهر الإعلان عن وجود تحالف خليجي عربي لوقف جماح الحوثيين المستمدين قوتهم ودعمهم من إيران، وأن وجود هذا التحالف سيجعل إيران تعيد تفكيرها ألف مرة قبل التدخل في شأن أي دولة عربية.
ورأى أن قوات التحالف قطعت الطريق على المد الفارسي الذي تقوده إيران في الوطن العربي بقيادة مراجعهم الدينية التي تقود المد سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وأن التدخل العسكري جاء كحل جذري لوقف خطر هذا التمدد، وخلق هيبة للعرب.
وأوضح أن اليمن لا يواجه مشكلات بين السنّة والشيعة، ولكن المشكلة التي يواجهها هي المد الفارسي، من خلال فرض شيعته على الوطن العربي، وهو الأمر الدخيل على المجتمع اليمني والشرق الأوسط بأكمله.
ولفت إلى أن المد الفارسي دخل في لبنان وسوريا والعراق وأصبح حاضنا له، وفي طريقه لليمن، ولولا تدخل قوات التحالف لوقف امتداده لأصبح اليمن أحد محاضنه.
ووصف الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالمدبر لكل ما يحدث في اليمن من اضطرابات ونزاعات، مشيرا إلى أن الحوثي يستمد قوته من علي عبد الله صالح، وهو من هيأ الأجواء لدخول إيران في اليمن وتنفيذ مخطط المد الفارسي، من خلال قواته الموالية له ولابنه أحمد.
من جهة أخرى بيّن لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عبد الله طعيمان شيخ قبيلة طعيمان في اليمن أن دول الخليج بلغ صبرها حدّه، بعد أن أغلق الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيون كل الطرق المؤدية إلى الحلول، مما استدعى الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي مناشدة دول الخليج للتدخل العسكري لاستعادة الأمن لليمن.
وذهب إلى أن صالح والحوثيين ليسوا على دراية بالسياسة، وأنهم أضروا بأفعالهم وتجبرهم باليمن وكانوا سينقلون هذا الضرر إلى دول الخليج المجاورة، وهو ما استدعى السعودية ودول الخليج للقيام بعملية «عاصفة الحزم» لوقف مدهم وطغيانهم، واستعادة الأمل والأمان لليمن.
ووصف ما قامت به دول التحالف بـ«الواجب على الشقيق لشقيقه» بعد طلب الرئيس الشرعي لتدخلهم، مؤكدا أن تآمر الحوثيين والرئيس المخلوع على اليمن جاء نتيجة أطماع شخصية ودولية ساهم فيها غبائهم السياسي. وذهب إلى أن حقد الفرس على العرب والإسلام غرر بضعاف الإيمان أمثال الحوثيين وعلي صالح، بالذود من أرض اليمن وتسهيل الطريق للمد الفارسي ومحاربة وتدمير كل من يقف في وجه أطماعهم وأهدافهم العدوانية.
وركز على أن قبائل اليمن محافظة على أرضها وعرضها ولن تسمح بأي عوامل خارجية تقود أي تغير للمبادئ والقيم الإسلامية التي تعمل بها، وأنها كانت وما زالت شوكة في حلق كل من يريد النَّيل من الدين الإسلامي الصحيح أو أرض اليمن.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.