محمد السادس: الانتخابات كرست انتصار الخيار الديمقراطي المغربي

شدد على ضرورة إنشاء منظومة متكاملة تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية

الملك محمد السادس لدى توجيهه أمس خطاباً إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة (ماب)
الملك محمد السادس لدى توجيهه أمس خطاباً إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة (ماب)
TT

محمد السادس: الانتخابات كرست انتصار الخيار الديمقراطي المغربي

الملك محمد السادس لدى توجيهه أمس خطاباً إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة (ماب)
الملك محمد السادس لدى توجيهه أمس خطاباً إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الجديدة (ماب)

أشاد العاهل المغربي الملك محمد السادس بالتنظيم الجيد والأجواء الإيجابية التي مرت بها الانتخابات الأخيرة، وبالمشاركة الواسعة التي عرفتها، وخصوصاً في الأقاليم الجنوبية (الصحراء).
وقال الملك محمد السادس، في خطاب وجهه إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة، إن هذه الانتخابات كرست انتصار الخيار الديمقراطي المغربي، والتداول الطبيعي على تدبير الشأن العام، مشيراً إلى أن الأهم «ليس فوز هذا الحزب أو ذاك، لأن جميع الأحزاب سواسية لدينا».
وذكر العاهل المغربي أن بداية هذه الولاية تأتي في الوقت الذي يدشن فيه المغرب مرحلة جديدة، تقتضي تضافر الجهود حول الأولويات الاستراتيجية، لمواصلة مسيرة التنمية، ومواجهة التحديات الخارجية.
في سياق ذلك، أكد الملك محمد السادس على ثلاثة أبعاد رئيسية في مقدمها تعزيز مكانة المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا، لا سيما في ظرف مشحون بالتحديات والمخاطر والتهديدات.
وأوضح عاهل المغرب أن الأزمة الوبائية أبانت عن عودة قضايا السيادة للواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف أبعادها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض. وأشار إلى أنه إذا كان المغرب قد تمكن من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية، فإن العديد من الدول سجلت اختلالات كبيرة في توفير هذه المواد وتوزيعها.
وشدد ملك المغرب على ضرورة إحداث منظومة وطنية متكاملة تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لا سيما الغذائية والصحية والطاقية، بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد.
وفيما يخص البعد الثاني، قال الملك محمد السادس إنه يتعلق بتدبير الأزمة الوبائية، ومواصلة إنعاش الاقتصاد. وأضاف «حققنا، والحمد لله، الكثير من المكاسب، في حماية صحة المواطنين، وتقديم الدعم للقطاعات والفئات المتضررة». وزاد أن الدولة قامت بواجبها، في توفير اللقاح بالمجان وكل الحاجات الضرورية للتخفيف على المواطن من صعوبة هذه المرحلة، بيد أنه قال إنها لا يمكنها أن تتحمل المسؤولية مكان المواطنين في حماية أنفسهم وأسرهم، بالتلقيح واستعمال وسائل الوقاية، واحترام التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية.
من جهة أخرى، قال العاهل المغربي إن الاقتصاد الوطني يعرف انتعاشاً ملموساً، رغم الآثار غير المسبوقة لهذه الأزمة، وتراجع الاقتصاد العالمي عموماً. وأوضح أنه «بفضل التدابير التي أطلقناها، من المنتظر أن يحقق المغرب، إن شاء الله، نسبة نمو تفوق 5.5 في المائة سنة 2021، وهي نسبة لم تتحقق منذ سنوات، وتعد من بين الأعلى، على الصعيدين الجهوي والقاري».
ورغم تداعيات هذه الأزمة، يقول العاهل المغربي: «تتواصل الثقة في بلادنا، وفي دينامية اقتصادنا؛ كما يدل على ذلك ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بما يقارب 16 في المائة؛ وزيادة تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بنحو 46 في المائة، إلى غاية شهر أغسطس (آب) الماضي. وذكر أن هذه التطورات أسهمت في تمكين المغرب من التوفر على احتياطات مريحة، من العملة الصعبة، تمثل سبعة أشهر من الواردات.
وأوضح الملك محمد السادس أنه «ينبغي أن نبقى واقعيين، ونواصل العمل، بكل مسؤولية، وبروح الوطنية العالية، بعيداً عن التشاؤم، وبعض الخطابات السلبية».
وعن البعد الثالث، قال ملك المغرب إنه يتعلق بالتنزيل الفعلي للنموذج التنموي، وإطلاق مجموعة متكاملة، من المشاريع والإصلاحات من الجيل الجديد. وأوضح قائلاً: «إننا نتطلع أن تشكل هذه الولاية التشريعية، منطلقاً لهذا المسار الإرادي والطموح، الذي يجسد الذكاء الجماعي للمغاربة».
وعد الحكومة الجديدة مسؤولة عن وضع الأولويات والمشاريع، خلال ولايتها، وتعبئة الوسائل الضرورية لتمويلها، في إطار تنزيل هذا النموذج. وقال إنها مطالبة أيضاً «باستكمال المشاريع الكبرى، التي تم إطلاقها، وفي مقدمتها تعميم الحماية الاجتماعية، التي تحظى برعايتنا».
في سياق ذلك، قال الملك محمد السادس إن التحدي الرئيسي يبقى هو القيام بتأهيل حقيقي للمنظومة الصحية، طبقاً لأفضل المعايير، وفي تكامل بين القطاعين العام والخاص. ودعا لإجراء إصلاح عميق للمندوبية السامية للتخطيط، لجعلها آلية للمساعدة على التنسيق الاستراتيجي لسياسات التنمية، ومواكبة تنفيذ النموذج التنموي، وذلك باعتماد معايير مضبوطة، ووسائل حديثة للتتبع والتقويم.
وقال العاهل المغربي إن بداية هذه الولاية التشريعية «تأتي في مرحلة واعدة، بالنسبة لتقدم بلادنا». وأضاف مخاطباً الحكومة وبرلمانيي الأمة «أنتم، حكومة وبرلماناً، أغلبية ومعارضة، مسؤولون مع جميع المؤسسات والقوى الوطنية، على نجاح هذه المرحلة، من خلال التحلي بروح المبادرة، والالتزام المسؤول».



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.