الرئيس العراقي يناشد القمة مساعدة بلاده في حل مشكلة النازحين

معصوم في كلمته: الجماعات الإرهابية استهدفت جميع المكونات

الرئيس العراقي يناشد القمة مساعدة بلاده في حل مشكلة النازحين
TT

الرئيس العراقي يناشد القمة مساعدة بلاده في حل مشكلة النازحين

الرئيس العراقي يناشد القمة مساعدة بلاده في حل مشكلة النازحين

في الوقت الذي سرقت فيه أحداث اليمن وعملية «عاصفة الحزم» الأضواء إلى حد كبير من الأحداث الجارية في العراق، لا سيما حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، حاول الرئيس العراقي فؤاد معصوم لفت انتباه القادة العرب إلى المأساة الجارية في العراق، لا سيما على صعيد النازحين.
وقال معصوم، خلال كلمته أمام القمة العربية، أمس، في منتجع شرم الشيخ إن «انعقاد القمة يتزامن مع الذكرى السبعين لتأسيس الجامعة العربية، وفي مرحلة بالغة الحساسية، في ظل استشراء ظاهرة الإرهاب في مختلف دول العالم فضلا عن الدول العربية»، مبينا أن «الجماعات الإرهابية مارست جرائمها ضد جميع المكونات العراقية، ومنها جرائم إبادة جماعية ضد مكونات عراقية أصيلة، بالإضافة إلى تدمير المعالم الأثرية».
وأضاف معصوم: «هناك أكثر من مليوني نازح في عدد من المحافظات نتيجة أحداث العاشر من يونيو (حزيران) من العام الماضي»، داعيا إلى «عقد اجتماع في العراق بمشاركة دول الجامعة العربية والأمم المتحدة وروسيا والصين لحل مشكلة النازحين ودعمهم».
وأبدى معصوم «حرص العراق على تطبيق المصالحة الوطنية لإرساء السلم الاجتماعي»، مشيرا إلى أن «القوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر نجحوا في تحرير عدد من المدن وفك الطوق عن مدن أخرى».
وعلى صعيد الأحداث الجارية في اليمن، دعا الرئيس العراقي إلى إعادة جميع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات السلمية، وتوحيد الجهود لحقن الدماء وإحلال الأمن والسلام، وشدد على أهمية العمل المشترك، وتعميق الحوار بين الدول العربية لتحقيق أهداف القمة الاستثنائية. من ناحية ثانية، أعرب معصوم عن أمله في أن «تنجح الجهود الليبية في بناء دولة مستقرة».
من جهته، أكد خالد شواني المتحدث باسم رئاسة الجمهورية العراقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العراق مع الإجماع العربي في القضايا المطروحة، التي تهم العرب جميعا، ولا يمكنه الخروج عن هذا الإجماع»، وهو ما حرص عليه الرئيس معصوم، سواء في كلمته في القمة أمام القادة العرب أو التصريحات التي أدلى بها إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، التي استبق بها القمة، والتي تؤكد ثوابت الموقف العراقي من القضايا المطروحة.
وأشار إلى أن «العراق يؤيد إنشاء قوة عربية مشتركة، لكنه على صعيد ما يجري في سوريا أو اليمن يدعو إلى تغليب لغة الحوار».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.