بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا أمس (الخميس) عددا من القضايا الثنائية والإقليمية في مقدمتها التطورات في سوريا، ولا سيما الوضع في إدلب، في وقت قصفت فيه طائرات روسية محيط نقطة تركية في ريف حلب.
وقالت الرئاسة التركية، في بيان أمس (الخميس) إن إردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين، هنأه فيه بيوم ميلاده، وبحث عددا من القضايا الخاصة بالعلاقات بين البلدين والقضايا الإقليمية.
وجاء الاتصال الهاتفي بين إردوغان وبوتين بعد أسبوع من لقائهما في سوتشي، الأربعاء قبل الماضي، لبحث الملف السوري والوضع المتوتر في إدلب، حيث أكدا التزام الجانبين التركي والروسي بالاتفاقات والتفاهمات الموقعة بينهما من قبل.
وفي السياق ذاته، حذر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشيليك، من أن أي هجوم من جانب قوات النظام السوري أو أي توتر سيحدث في محافظة إدلب سيؤدي إلى موجات هجرة ومآس إنسانية جديدة، وأن بلاده تتابع عن كثب أي انتهاكات لوقف إطلاق النار الموقع مع روسيا في 5 مارس (آذار) 2020 والهجمات التي تستهدف المدنيين هناك.
وقال تشيليك، في تصريحات عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب برئاسة إردوغان ليل الأربعاء - الخميس برئاسة إردوغان والتي بحثت التطورات في إدلب، إن تركيا تولي أهمية كبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار بشكل دائم في إدلب ومناطق أخرى من سوريا، لافتا إلى أن لقاء إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي مهم في هذا الصدد.
وشدد تشيليك على ضرورة التوصل إلى حل سياسي من أجل ضمان سلام دائم في سوريا، مشيرا إلى أن أنقرة تتابع عن كثب وتقيم التقدم المحرز في أعمال اللجنة الدستورية السورية.
وذكر المتحدث التركي أن تحركات ما سماه بـ«التنظيمات الإرهابية» في شرق الفرات، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والدعم المقدم لها من دول مختلفة، هو موضوع آخر على جدول أعمال بلاده.
كان إردوغان، قال في مقابلة صحافية الثلاثاء، إن بلاده تبذل جهودا كبيرة في منطقة إدلب السورية، مشيرا إلى أن الوجود التركي هناك أنقذ أرواح الملايين وحال دون تهجيرهم.
وأضاف أنه «لا يمكن للمجتمع الدولي السماح للأزمة السورية بالاستمرار لمدة 10 سنين أخرى، وثمة ضرورة لإظهار إرادة أقوى لإيجاد حل سياسي للمشكلة، بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وبشكل يلبي تطلعات الشعب السوري».
وأشار إردوغان إلى أن بلاده تبذل قصارى جهدها لضمان عدم تعطيل عمليات المساعدة الإنسانية في سوريا، مذكرا بترحيب تركيا بتمديد آلية المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة لمدة 12 شهرا.
من ناحية أخرى، سيرت القوات التركية والروسية، أمس، دورية مشتركة جديدة في ريف الحسكة، حيث انطلقت 4 عربات تركية ومثلها روسية من معبر شيريك الحدودي مع تركيا بريف الدرباسية الغربي، وجابت عددا من القرى وسط تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة الحدودية، وذلك في إطار تفاهم سوتشي الموقع بين الجانبين في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، والذي بموجبه تم وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، مقتل أحد جنودها جراء هجوم صاروخي في ريف حلب الشمالي، ضمن المنطقة المعروفة بـ«درع الفرات» الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها في شمال سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الجندي التركي قتل في هجوم نفذته «قوات سوريا الديمقراطية» على القاعدة العسكرية التركية في منطقة التويس بالقرب من مارع في ريف حلب الشمالي.
وقال مأمون السيد ناشط من ريف حلب، إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ، اندلعت صباح الخميس «بين القوات التركية الموجودة في قاعدة تويس من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية من جهة ثانية، بالقرب من منطقة مارع شمال شرقي حلب».
وأضاف أن القوات التركية «قصفت بعدد كبير من قذائف المدفعية والصواريخ مواقع عسكرية تابعة لقسد في مناطق الشهباء والسموقية بريف حلب، أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأخيرة، ترافق مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية وأيضاً طيران الاستطلاع الروسي في الأجواء، وأعقبها 4 غارات جوية نفذتها المقاتلات الروسية، استهدفت محيط القاعدة العسكرية التركية، في منطقة تويس، ضمن منطقة العمليات التركية أو ما تسمى بمنطقة (درع الفرات) شمال سوريا».
ولفت، إلى أن مناطق التماس بين «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة، وقوات سوريا الديمقراطية تشهد على الدوام اشتباكات عنيفة بالإضافة إلى محاولات تسلل من قبل الأخيرة باتجاه مناطق النفوذ التركي، وأيضاً تشهد قصفاً متبادلاً بين الطرفين، فيما زادت حدته خلال الفترة الماضية.
من جهته، قال قيادي في الجيش الوطني السوري إن الغارات الجوية التي استهدفت الخميس، محيط قاعدة عسكرية تركية في شمال سوريا ضمن مناطق خاضعة لنفوذ الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري، هي الثالثة من نوعها، حيث استهدف الطيران الروسي بـ5 غارات جوية في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي معسكراً تابعاً لفصيل من الجيش الوطني السوري (فرقة الحمزة) بعدد من الصواريخ الفراغية، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر وجرح آخرين، وغارات جوية مماثلة نفذتها المقاتلات الروسية في 31 أغسطس (آب) الماضي، على معسكر تابع لفصيل «فيلق الشام» المقرب من المخابرات التركية، في قريتي أسكان والجلمة بريف ناحية جنديرس جنوب مدينة عفرين، في تطور لافت يعتبر حينها الأول من نوعه حول القصف الجوي على أحد المعسكرات لفصائل موالية لتركيا في منطقة غصن الزيتون الخاضعة للنفوذ التركي والفصائل الموالية لتركيا، وأسفرت الغارات الروسية حينها، عن سقوط 5 جرحى من عناصر الفصيل.
وقال «المرصد»، إن قصفاً برياً مكثفاً بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ مصدره قوات النظام، استهدف صباح أمس الخميس 7 أكتوبر، منطقة «خفض التصعيد» شمال غربي سوريا.
مقتل جندي تركي بهجوم لقوات كردية شمال سوريا
إردوغان بحث الوضع في إدلب مجدداً مع بوتين
مقتل جندي تركي بهجوم لقوات كردية شمال سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة