النفط يهبط مع زيادة مفاجئة للمخزونات

واشنطن تبحث ورقتي «الاحتياطي» و«حظر الصادرات»... و«أوبك بلس» تقاوم الضغوط

تحالف «أوبك بلس» قاوم ضغوطاً لزيادة الإنتاج في اجتماعه الأخير (أ.ب)
تحالف «أوبك بلس» قاوم ضغوطاً لزيادة الإنتاج في اجتماعه الأخير (أ.ب)
TT

النفط يهبط مع زيادة مفاجئة للمخزونات

تحالف «أوبك بلس» قاوم ضغوطاً لزيادة الإنتاج في اجتماعه الأخير (أ.ب)
تحالف «أوبك بلس» قاوم ضغوطاً لزيادة الإنتاج في اجتماعه الأخير (أ.ب)

انخفضت أسعار النفط للجلسة الثانية، يوم الخميس، تحت ضغوط ناجمة عن زيادة غير متوقعة لمخزونات الخام الأميركي أثارت مخاوف بشأن الطلب بعد ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في سنوات عديدة.
ونزل الخام الأميركي 1.49 في المائة أو 1.15 دولار، إلى 76.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 1149 بتوقيت غرينتش، بعد صعود السوق، أول من أمس (الأربعاء)، إلى 79.78 دولار، وهو المستوى الأعلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. وخسر خام برنت 1.12 في المائة أو 1.12 دولار، إلى 80.17 دولار للبرميل.
وقالت «إيه. إن. زد» في مذكرة: «ارتفعت المخزونات التجارية للخام... الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وزادت أيضاً مخزونات البنزين، ما أثار مخاوف من ضعف الطلب». وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، الأسبوع الماضي، 2.3 مليون برميل، مقارنة مع توقعات لانخفاض متواضع قدره 418 ألفاً. وارتفعت مخزونات البنزين أيضاً، في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير قليلاً.
وقفزت أسعار النفط العالمية هذا العام أكثر من 50 في المائة، ما زاد من الضغوط التضخمية التي قد تبطئ التعافي من جائحة «كوفيد – 19» وتؤثر في طلب العملاء. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها «أوبك بلس» يوم الاثنين، إنها ستتمسك باتفاقها على زيادة إنتاج النفط بالتدريج، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخام لأعلى مستوياتها منذ سنوات.
وقالت مصادر مقربة من المجموعة لـ«رويترز» إن قرار «أوبك بلس» زيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، رغم ارتفاع الأسعار هذا العام، يرجع جزئياً إلى مخاوف من أن يتراجع الطلب وتنخفض الأسعار.
وكان مصدر من «أوبك بلس» قد قال قبل اجتماع يوم الاثنين إن المجموعة تعرضت لضغوط لزيادة الإنتاج بسرعة أكبر، لكنه أضاف: «نحن خائفون من الموجة الرابعة من كورونا لا أحد يريد أي تحركات كبيرة».
وأبدى بعض أعضاء المجموعة مخاوفهم كذلك من أن أي زيادة إضافية في الإنتاج قد تخل بتوازن السوق في العام المقبل، الذي تتوقع «أوبك بلس» أن يشهد فائضاً في العرض، وتخشى من تكون مخزونات تزيد على متوسط خمس سنوات في النصف الثاني من العام.
ولم تستبعد غرانهولم حظراً على صادرات النفط الأميركية، الذي جرى رفعه في 2015. وأبلغت مؤتمراً لصحيفة فايننشال تايمز: «تلك أداة لم نستخدمها، لكنها تظل أداة». وقالت أيضاً إنه يجري النظر في استخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة.
كما قالت مصادر أميركية إن الرئيس جو بايدن يضغط على الدول المنتجة للنفط الأعضاء في تجمع «أوبك بلس» لزيادة إنتاجها من النفط الخام، في ظل تزايد المخاوف من حدوث أزمة طاقة عالمية واستمرار ارتفاع الأسعار.
وبعد دعوات سابقة من جانب الإدارة الأميركية، وافق تجمع «أوبك بلس» الذي يضم 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، اعتبارا من بداية الشهر المقبل، لكن التجمع رفض أي زيادة إضافية في الإنتاج.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مسؤول في البيت الأبيض القول إن مسؤولين أميركيين كباراً كانوا يضغطون على العديد من الدول الأعضاء في تجمع «أوبك بلس» قبل اجتماع الاثنين الماضي.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان قد دعا، في أغسطس (آب) الماضي، دول «أوبك بلس» إلى بذل المزيد من الجهد، من أجل دعم التعافي الاقتصادي العالمي من خلال التحرك للحد من ارتفاع أسعار النفط.



فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ارتفعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء، بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض.

مع هذا الفوز، تتوقع الأسواق الاقتصادية الأميركية موجة من التعديلات الكبرى، تشمل تخفيضات ضريبية، وتخفيف القيود التنظيمية، وتطبيق سياسات قد تعيد هيكلة المشهد الاقتصادي الأميركي.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون تأثير السياسات المحتملة لترمب على الأسواق، من بينها احتمالات زيادة التعريفات الجمركية التي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم والعجز. ونتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم قفزات ملحوظة، مع ارتفاع العوائد على السندات الأميركية، وصعود «بتكوين» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، كما عزّز الدولار من موقعه في الأسواق العالمية.

قفزات ملحوظة للأسواق الأميركية

مع بداية يوم التداول، شهدت أسواق الأسهم الأميركية قفزات قوية، حيث سجّل مؤشر «داو جونز» الصناعي زيادة قدرها 1190 نقطة، ما يعادل 2.82 في المائة ليصل إلى 43412.81 نقطة.

كما سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 1.62 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.69 المائة.

وأوضح المحلل الأول في شركة «تريد نيشن»، ديفيد موريسون، أن الأسواق شعرت «بارتياح» نتيجة للنتيجة السريعة والواضحة للاقتراع، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة بشكل كبير.

كما حقّق مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة أكبر المكاسب بين المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع بنسبة 4.1 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات.

ويتوقع المستثمرون أن تستفيد الشركات المحلية من بيئة تنظيمية وضريبية أكثر تساهلاً، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ستكون أقل تأثراً بالتعريفات الجمركية التي قد يتم فرضها على الواردات الأجنبية.

كما انخفض مؤشر الخوف، الذي يقيس تقلبات السوق، بما يقارب 5 نقاط، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول). وقبل النتائج، كان المستثمرون يستعدون لعدة أيام من عدم اليقين بشأن من سيفوز في الانتخابات.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «سي إف آر إيه»، سام ستوفال: «مع احتمال زيادة التحفيز وتخفيف القيود أو اللوائح على الصناعات، قد نرى السوق تحقق انتعاشاً قوياً بين الآن ونهاية العام».

وشهدت الأسهم المرتبطة بسياسات ترمب القوية خلال ولايته الثانية مكاسب كبيرة، حيث ارتفعت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» بنسبة 16 في المائة.

متداول يرتدي قبعة ترمب في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الذهب يتراجع والدولار يقوي من موقفه

على الرغم من المكاسب التي حقّقتها أسواق الأسهم والعملات المشفرة، فإن الذهب الذي يعدّ ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين شهد انخفاضاً حاداً.

فقد انخفض سعر الذهب بنسبة تزيد عن 3 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع، في وقت توجه فيه المستثمرون نحو الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعاً هو الأكبر له في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) 2016.

ويرى كثير من المستثمرين أن السياسات الاقتصادية لترمب قد تساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي، ما يؤدي إلى تعزيز قوة الدولار.

كما أن احتمالات فرض زيادة في التعريفات الجمركية وارتفاع التضخم قد يؤديان إلى رفع عوائد السندات الأميركية، وهو ما يضغط على الذهب.

المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يلوح بيده في فعالية بيتكوين 2024 في ناشفيل 27 يوليو 2024 (رويترز)

قطاعا البنوك والمالية في الصدارة

ارتفعت معظم قطاعات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، حيث قادت المالية المكاسب بزيادة قدرها 5.1 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، في ظل ارتفاع العوائد وتوقعات بفوائد أقل من اللوائح.

كما سجّلت أسهم البنوك الكبرى مكاسب ملحوظة. وارتفعت أسهم «جيه بي مورغان تشيس» بنسبة 8.3 في المائة، في حين زادت أسهم القطاع المالي في «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 5.1 في المائة، وهي الزيادة الأكبر بين 11 قطاعاً ضمن المؤشر.

ويعزى هذا الارتفاع إلى التفاؤل بنمو اقتصادي أقوى، ما سيساهم في زيادة الطلب على القروض والتمويل، وكذلك تخفيف اللوائح التي تفرضها الحكومة على القطاع المالي.

«تسلا» وصعود العملات المشفرة

ومن بين الشركات التي استفادت بشكل خاص من فوز ترمب، برزت أسهم «تسلا»، التي ارتفعت بنسبة 15.1 في المائة، ما يعكس الثقة المتزايدة في الشركة تحت قيادة ترمب.

ويرتبط هذا الصعود أيضاً بدعم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لترمب في الحملة الانتخابية الأخيرة.

في المقابل، انخفضت أسهم منافس تسلا «ريفيان» بنسبة 7.3 في المائة، في حين كانت أسهم «تسلا» تواصل تقدمها نحو آفاق جديدة.

ومن المتوقع أن تحقق «تسلا» مكاسب كبيرة تحت إدارة ترمب بسبب حجمها، مع توقعات بأن الإعانات الموجهة للطاقة البديلة والسيارات الكهربائية قد تكون مهددة.

وبينما سيكون هذا الأمر سلبياً بشكل عام للصناعة كلها، فإنه قد يعطي «تسلا» ميزة بفضل حصتها في السوق.

في المقابل، هبطت أسهم الشركات المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية بشكل حادّ يوم الأربعاء.

وفي قطاع العملات المشفرة، أعلن ترمب عزمه جعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة في العالم»، ما عزّز من قيمتها في الأسواق.

وسجّلت عملة «بتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة حاجز 75000 دولار، كما شهدت العملات المشفرة الأخرى مثل «دوجكوين» مكاسب ملحوظة.

وارتفعت أسهم شركات مثل «كوينباس» بنسبة 19.4 في المائة.

التضخم والفائدة

بينما يترقب المستثمرون ما سيسفر عنه قرار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يتم تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإن سياسات ترمب قد تؤدي إلى ضغط إضافي على التضخم، خاصة في ظل احتمالات رفع التعريفات الجمركية.

وتشير التوقعات إلى أن هذه السياسات قد ترفع العوائد على السندات الأميركية، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.47 في المائة، من 4.29 في المائة، في أواخر يوم الثلاثاء، وهو تحرك كبير لسوق السندات. كما أنها ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أغسطس (آب)، عندما كانت دون 4 في المائة.