الأمم المتحدة: أسعار المواد الغذائية ارتفعت 60 % ‎في اليمن

طباخ في أحد مطاعم عدن (رويترز)
طباخ في أحد مطاعم عدن (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: أسعار المواد الغذائية ارتفعت 60 % ‎في اليمن

طباخ في أحد مطاعم عدن (رويترز)
طباخ في أحد مطاعم عدن (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن مع تقلص الاقتصاد أدى إلى استمرار انخفاض قيمة الريال اليمني وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو 60 في المائة في بعض أجزاء البلاد، وهو ما يفاقم الجوع، حيث يواجه حوالي 16.2 مليون شخص بالفعل انعدام الأمن الغذائي هذا العام.
وفي تحديث عن الحالة الإنسانية وزعه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أشار إلى أنه ومنذ بداية العام، تفاقمت حالة انعدام الأمن الغذائي مدفوعة بانهيار سعر الريال اليمني والاستهلاك الغذائي - غير الكافي بالفعل - وهو مقياس للجوع يتتبعه برنامج الأغذية العالمي، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا حيث أصبح الغذاء باهظ الثمن.
وبين التقرير أن قيمة الريال اليمني انخفضت بنسبة 40 في المائة تقريبًا مقابل الدولار الأميركي في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، متجاوزًا 1000 ريال يمني لكل دولار أميركي لأول مرة، وأنه ابتداء من نهاية سبتمبر(أيلول) الماضي، فقد تجاوز الدولار 1200 ريال في المناطق الجنوبية من البلاد وهو الأمر الذي جعل من الصعب على الناس العاديين في اليمن تحمل تكاليف الغذاء الأساسي.
وأشار التقرير إلى أنه وبعد أكثر من سبع سنوات من الصراع، وتشريد أكثر من أربعة ملايين شخص، وتأثير جائحة «كورونا» مضافا إليها ارتفاع تكاليف النقل الناتجة عن ارتفاع تكاليف الوقود، وتأثيرات الزيادة العالمية في أسعار المواد الغذائية في بلد يوجد فيه حوالي 90 في المائة من المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى يتم استيرادها، فقد وصلت كلفة سلة الغذاء المحلية الدنيا في اليمن - وهو مؤشر لتكلفة المعيشة – إلى أكثر من 62 ألف ريال يمني في أغسطس (آب) 2021، وهي أعلى بنحو 36 في المائة مما كانت عليه في بداية هذا العام، كما تعد أربعة أضعاف التكلفة في يناير(كانون الثاني) 2015.
وبحسب التحديث الأممي، فإن خمس السكان على الأقل يعانون من سوء استهلاك غذائي أكثر خطورة في الضالع والجوف وعمران ولحج وريمة، خلال الربع الثالث من العام الحالي، بينما يُتوقع تعديل مستوى الأمن الغذائي في محافظة الجوف من حالة المخاطر العالية إلى حالة التأهب، وأنه من المتوقع أن تتدهور أربع محافظات من حالة الحد الأدنى من المخاطر إلى حالة التنبيه، وهي (البيضاء وحضرموت والمهرة وسقطرى).
وذكر التقرير أن الوضع تفاقم في بعض الأماكن لدرجة أن بعض العائلات لجأت إلى تناول أوراق الشجر لإخماد جوعها، كما أوضح برنامج الأغذية العالمي مؤخرًا.
ووفق ما أكدته الأمم المتحدة تمكن شركاء الأمن الغذائي من زيادة مساعداتهم المنقذة للحياة في اليمن بفضل 1.2 مليار دولار ساهم بها المانحون هذا العام، على الرغم من الحاجة إلى 797 مليون دولار أخرى.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.