بلاسخارت: نعمل لمنع تكرار تجربة 2018 وتزوير الانتخابات

المبعوثة الأممية قالت إن «المناخ السياسي العراقي معقد جداً»

المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت تتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت تتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

بلاسخارت: نعمل لمنع تكرار تجربة 2018 وتزوير الانتخابات

المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت تتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت تتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)

في اعتراف صريح هو الأول من نوعه بشأن الخروقات وعمليات التزوير وحرق الصناديق التي ارتبطت بالانتخابات النيابية في دورتها السابقة عام 2018، أكدت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، جينين بلاسخارت، أن انتخابات الدورة الجديدة؛ التي ستجرى الأحد، ستكون مختلفة عن الانتخابات السابقة.
وقالت بلاسخارت، خلال مؤتمر صحافي عقدته في بغداد، أمس الثلاثاء: «إننا نعمل على منع التزوير وتكرار تجربة 2018، ونحاول التعاون من أجل منع التزوير». وأضافت: «الانتخابات (الجديدة) لديها القدرة لتكون مختلفة لتجنب ما حدث في انتخابات 2018، ولدى الأمم المتحدة تفويض أكبر في عملية الرصد، وهناك دروس مستخلصة من التجارب السابقة». وتابعت: «نريد إعادة الثقة ونحن نقوم بالمراقبة وليس من شأن الأمم المتحدة المصادقة. الحكومة العراقية مسؤولة عن الانتخابات، ودورنا المساعدة فقط».
ورأت بلاسخارت أن «المناخ (السياسي) العراقي معقد جداً، وأن هذه الانتخابات بقيادة عراقية، وهي التي تقوم بالمصادقة على الانتخابات».
وتسعى حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ومفوضية الانتخابات والبعثة الأممية، منذ أشهر، إلى طمأنة الناخبين العراقيين بشأن قضايا التزوير والتلاعب التي حدثت في أغلب الدورات البرلمانية السابقة من خلال اعتماد آليات جديدة للتصويت وحساب الأصوات. وقد تعهد رئيس الوزراء الكاظمي قبل أيام بـ«الإشراف شخصياً على الأمن الانتخابي».
وشددت بلاسخارت على «ضرورة أن يشعر الناس بالحرية لممارسة العملية الانتخابية، وأهمية أن يؤمن الجميع بالانتخابات حتى وإن جاءت على غير الرغبات».
وبشأن أعداد المراقبين الدوليين والمحليين للانتخابات، أكدت أن «هناك 900 مراقب دولي؛ وهو أمر غير مسبوق، والعراق لديه آلاف المراقبين المحليين، ولا يمكن أن يكون جميعهم في مكان واحد، وسيكونون في جميع المناطق». وأشارت إلى أن «المراقبين الدوليين سيكونون موجودين في التصويت الخاص».
وذكرت بلاسخارت: «الأمم المتحدة ستكون في 5 محافظات؛ هي: بغداد، وأربيل، وكركوك، ونينوى، والبصرة، ولديها تفويض مختلف عمّا كان سابقاً؛ لأن الحكومة هي التي طلبت هذا الأمر».
من جانبه، أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا لتأمين الانتخابات، العميد غالب العطية، أمس، مباشرة القوات الأمنية الانتشار قرب مراكز الاقتراع استعداداً ليوم الانتخابات. وقال العطية في بيان: «القطعات الأمنية باشرت مهام مسك مراكز الاقتراع البالغ عددها 8273 مركزاً في بغداد والمحافظات». وأضاف: «مسك المراكز جاء بعد قيام فرق الكلاب البوليسية بعمليات تفتيشية شملت مراكز الاقتراع ومحيطها، حيث جرى توزيع القوات الأمنية عليها، استعداداً ليومي الاقتراع الخاص والعام».
وأكد العطية أن «القوات الأمنية بمختلف صنوفها قد أتمت استعداداتها ليوم الاقتراع، وهي بكامل جهوزيتها الأمنية واللوجيستية».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.