ولاية ثانية للكاظمي... أبرز السيناريوهات

ولاية ثانية للكاظمي... أبرز السيناريوهات
TT

ولاية ثانية للكاظمي... أبرز السيناريوهات

ولاية ثانية للكاظمي... أبرز السيناريوهات

بينما يتحمس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للانتخابات التشريعية المقبلة، تتحرك أحزاب شيعية لمنعه من ولاية ثانية في المنصب.
حماسة الكاظمي مرتبطة، ظاهرياً، بنجاحه في تحقيق أبرز المهام التي أوكلت لحكومته في إجراء الانتخابات المبكرة، لكنه يحاول تمرير رسائل سياسية عن كفاءته لتسلم دورة ثانية. في الساعات الماضية كان الكاظمي في زيارة لمدينة الناصرية، معلناً صندوقاً لمشاريع استثمارية هناك... إعلان بدا سياسياً في المتر الأخير من سباق الحكومة المنقضية، قبل الاقتراع. لكن فرصة الكاظمي في التجديد ستعتمد كثيراً على التوافق السياسي عليه من المعادلة التي ستنتهي إليها نتائج الانتخابات، أكثر مما أنجزه خلال فترة توليه المنصب. ويقول مدافعون عن تجربة الكاظمي إنه نجح في احتواء مرحلة انتقالية عصيبة، وتمكن من تغيير وجه الدبلوماسية العراقية وأعاد لها الفاعلية المفقودة خلال السنوات الماضية، فضلاً عن خلقه أجواء متوازنة في العلاقة بين المكونات العراقية.
لكن خصومه ينتقدونه على سياسته المالية، لا سيما بعد تعديل سعر صرف العملة الصعبة في البلاد، إلى جانب سياسته غير الصارمة مع الجماعات الخارجة عن القانون؛ تحديداً الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
وكشف قيادي رفيع في حركة «عصائب أهل الحق»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «الإطار التنسيقي الشيعي أجمع على عدم تولي الكاظمي المنصب في دورة جديدة». وقال: «لقد حددنا مواصفات وشروط المنصب، ولا تنطبق جميعها عليه».
وتحاول الفصائل المقربة من إيران زيادة نفوذها بمقاعد أكبر في البرلمان العراقي، وترى أن التخلص من الكاظمي سيمثل فرصة ذهبية لبسط نفوذها على النظام السياسي.
وبحسب مصدر آخر في «الإطار التنسيقي»، فإن القوى الشيعية اتفقت على تفادي تداول أسماء مرشحة لمنصب رئيس الوزراء المقبل؛ بل تحديد شروط توليه المنصب. ويقول المصدر أيضاً إن الصيغة التي تطرحها القوى الشيعية المنضوية في «تحالف الفتح»، لملامح هذا المنصب هي أن تقسم مهامه إلى قسمين؛ يتولى في الأول تشغيل مؤسسات الدولة، بعملها الروتيني، على أن تترك في الثاني القضايا الاستراتيجية والسياسة العامة للبلاد للكتلة أو التحالف الذي رشحه وكلفه هذا المنصب.
ومن دون تفسيرات، تعني هذه الطبخة استبعاد الكاظمي من السباق، بشكل نهائي، في حال فوز «تحالف الفتح» بتشكيل الكتلة الكبرى داخل البرلمان الجديد.
ويزيد من احتمالية هذا السيناريو، التوقعات العامة بأن تفضي الانتخابات المقبلة إلى نتائج مقاربة لما حدث في انتخابات 2018، مع تغييرات طفيفة، قد يساهم في إحداثها القانون الانتخابي الجديد الذي اعتمد الدوائر الصغيرة المتعددة، والترشح المنفرد.
غير أن السيناريو المكرر للانتخابات الماضية، قد يمنح هو الآخر فرصة ثانية للكاظمي للبقاء في المكتب الحكومي، في حال مالت كفة النتائج لصالح تحالف يقوده «التيار الصدري» وينضم إليه تحالفا «النصر» و«الحكمة».
ولا يخفي قياديون في حزبي حيدر العبادي وعمار الحكيم انسجام المعايير المحددة لرئيس الوزراء المقبل مع الكاظمي، لكن مصادر مختلفة تقول إن «صفقة توزير الكاظمي للمدة الثانية ستتضمن التفاهم على مصير (الحشد)، وإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية، والإصلاح الاقتصادي». وتعلق مصادر مقربة من زعيم «التيار الصدري»، على هذه الصفقة، بالقول إن «الوقت مبكر لإطلاق التكهنات، لكن كل شيء وارد».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».