«النواب» يُقر قانون الانتخابات الليبية... و«الأعلى للدولة» يرفضه

الدبيبة بحث مع اللجنة العسكرية آليات خروج «المرتزقة»

رئيس الحكومة الليبية مستقبلاً الوفد الممثل لقواتها في اجتماع اللجنة العسكرية في جنيف (الحكومة)
رئيس الحكومة الليبية مستقبلاً الوفد الممثل لقواتها في اجتماع اللجنة العسكرية في جنيف (الحكومة)
TT

«النواب» يُقر قانون الانتخابات الليبية... و«الأعلى للدولة» يرفضه

رئيس الحكومة الليبية مستقبلاً الوفد الممثل لقواتها في اجتماع اللجنة العسكرية في جنيف (الحكومة)
رئيس الحكومة الليبية مستقبلاً الوفد الممثل لقواتها في اجتماع اللجنة العسكرية في جنيف (الحكومة)

متجاهلا الضغوط الدولية، بما فيها الأميركية والأممية، مهد مجلس النواب الليبي أول من أمس الطريق أمام الاستحقاق الانتخابي المقرر قبل نهاية العام الجاري، بإقراره قانون الانتخابات البرلمانية في جلسة عقدها بمقره بمدينة طبرق (شرق)، فيما رفضه المجلس الأعلى للدولة. وفي غضون ذلك، بحث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، آليات خروج «المرتزقة» من البلاد.
وقال عبد الله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب في تصريح مقتضب عقب جلسة المجلس، أمس، إن المجلس أنجز التشريعات اللازمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لافتا إلى أن القانون، الذي وافق عليه البرلمان مساء أول من أمس لإجراء انتخابات برلمانية بعد شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، صوت عليه 70 إلى 75 نائبا كانوا حاضرين، من إجمالي حوالي 200 انتخبوا في 2014.
وأضاف بليحق أن المجلس وافق على جميع مواد القانون، لافتا إلى أنه يستند إلى قواعد الانتخابات البرلمانية الحالية. لكنه سيتحول إلى التصويت للمرشحين الأفراد بدلا من القوائم. كما أوضح أنه تم أمس التصويت بالأغلبية على إضافة مادة في القانون، تنص على إلزام السلطة التشريعية القادمة بضرورة إعادة توزيع المقاعد في كافة الدوائر الانتخابية، مع مراعاة آخر تعداد سكاني، والمساحة الجغرافية لحفظ حقوق الدوائر الانتخابية المُتظلمة من التوزيع الحالي للمقاعد.
كما أعلن بليحق تصويت أعضاء المجلس بالأغلبية على إحالة مقترح دعم الأسرة الليبية بمبلغ 50 ألف دينار ليبي لكل أسرة، وهو المقترح الذي تقدم به عدد من النواب إلى اللجنة التشريعية لإعداد مشروع قانون قصد عرضه على المجلس لإقراره.
في المقابل، أعلن المجلس الأعلى للدولة عن رفضه لما وصفه بـ«خروقات» مجلس النواب، وآخرها إصداره قانون الانتخابات البرلمانية، واتهم على لسان المتحدث باسمه مجلس النواب «بعدم الالتزام باتفاق الصخيرات»، بشأن التوافق بين الطرفين على قانون الانتخابات. وحمل في بيان له أمس المسؤولية لأعضاء مجلس النواب حال حدوث أي تأجيل، أو تعطيل لموعد الانتخابات بسبب ما وصفه بـ«التصرفات أحادية الجانب من البرلمان».
وكان مجلس الدولة قد رحب في اجتماع عقده مساء أول من أمس بنتائج لقاء لجنتي مجلسي النواب و«الدولة» مؤخرا في المغرب، وبالبيان الختامي للاجتماع، الذي أكد على ضرورة الالتزام بالتوافق عند إصدار القوانين الانتخابية.
وصوت المجلس بقبول اقتراح بقاء عدد الدوائر الانتخابية وعدد المقاعد، طبقا للقانون رقم 14 لسنة 2012 الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي، والذي تم على أساسه انتخاب المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب، واعتماد توزيع المقاعد بمجلس الأمة، حسب التوزيع الوارد بمشروع الدستور.
وكان مجلس النواب قد أقر قانون الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، لكن مجلس الدولة رفضه، وقال إنه صمم خصيصا للمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، الذي تقاعد اختياريا من منصبه مؤخرا، استعدادا لخوض أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، ما دفع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، إلى التلويح بإصدار مرسوم رئاسي بقانون الانتخابات التي دعا إلى التوافق بشأنها، أو مقاطعتها في حال غياب الإجماع بشأنها.
ومرر مجلس النواب قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منفردا، رغم الضغوط الدولية والأميركية، التي تطالبه بالتشاور بشأنها مع مجلس الدولة الموالي للسلطة الانتقالية في البلاد.
ورعت البعثة الأممية والسفارة الأميركية لدى ليبيا، الأسبوع الماضي، اجتماعا لممثلي مجلسي النواب و«الدولة» في المغرب، لكنه انتهى من دون اتفاق مشترك.
في غضون ذلك، قال الدبيبة في بيان إنه بحث، بوصفه وزير الدفاع بالعاصمة طرابلس مساء أول من أمس، مع أعضاء اللجنة الممثلة للقوات الموالية لحكومة «الوحدة» الوطنية، آليات خروج «المرتزقة» من ليبيا، قبيل بدء اجتماعات اللجنة بجنيف، برعاية الأمم المتحدة، مؤكدا على دعم حكومته الكامل لجهود اللجنة.
في شأن آخر، أعلنت الهيئة الحكومية للبحث، والتعرف على المفقودين انتشال 10 جثث من مقبرة جماعية جديدة في مدينة ترهونة غرب البلاد، وقالت في بيان أمس إنه تم العثور على مقبرة جماعية جديدة بمكب القمامة العام في المدينة.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).