موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يضج بمشاركة مليونية بوسم «عاصفة الحزم»

مغردون سعوديون وعرب: فات وقت النصح والقلب الكبير.. وحل وقت الحزم

يمني بعد صلاة الجمعة يمسك العلم السعودي في موقف شكر للتدخل السعودي لحمايتهم في (إب) أمس (غيتي)
يمني بعد صلاة الجمعة يمسك العلم السعودي في موقف شكر للتدخل السعودي لحمايتهم في (إب) أمس (غيتي)
TT

موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يضج بمشاركة مليونية بوسم «عاصفة الحزم»

يمني بعد صلاة الجمعة يمسك العلم السعودي في موقف شكر للتدخل السعودي لحمايتهم في (إب) أمس (غيتي)
يمني بعد صلاة الجمعة يمسك العلم السعودي في موقف شكر للتدخل السعودي لحمايتهم في (إب) أمس (غيتي)

دوّن حشد عربي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تأييدهم للقرار التاريخي للعاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القاضي بتدخل عسكري دعما للشرعية في اليمن بتحالف عربي أطلق عليه «عاصفة الحزم» لضرب الميليشيات الحوثية بعد استغاثة الحكومة اليمنية طلبا للدعم الخليجي والعربي لشرعيتها، بعد بسط المكون الحوثي نفوذه على أراض يمنية وعبثه بأمنه واستقراره.
وبعد ثوانٍ معدودة من انطلاقة حملة «عاصفة الحزم» في ساعات الصباح الأولى أول من أمس لبتر المد الحوثي بعد رفضه سبل الحوار الوطني كافة بالطرق السلمية للخروج من الأزمة بوضع السلاح جانباً والجلوس على طاولة المفاوضات، أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسم حمل عنوان «#عاصفة-الحزم» شارك فيه الملايين بالجنود البواسل والدعاء لهم، مشيدين بما ولدته الأزمة اليمنية من قرار تاريخي للسعودية ساهم في تحالف عربي عسكري.
وتصدر وسم «#عاصفة-الحزم» أكثر «الهاشتاغات» تداولاً في العالم بعد أن شهد مشاركة مفكرين ومثقفين وسياسيين واقتصاديين ورياضيين سعوديين وعرب نصًا وصورًا عبر الـ«وسم» حمل سيلاً من الإشادات والمديح للجنود البواسل الموجودين في أرض الميدان لشجاعتهم ودفاعهم عن نصرة إخوانهم، إلى جانب هاشتاغات مماثلة مثل وسم (السعودية تقصف الحوثي).
وتضمنت التغريدات تجديد الاستنكارات لما فعله الحوثي واعتداءه على الدستور والحكم في اليمن، وتداول المغردون صورا لخادم الحرمين الشريفين، ولزيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد لغرفة العمليات، إلى جانب صور الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي وهو يتابع العملية لحظة بلحظة. كما تداول المغردون خروج الشعب اليمني وهم يحملون صورة الملك سلمان بن عبد العزيز، معبرين عن فرحتهم في تنفيذ هذه العملية العسكرية لتخليص بلدهم من المعتدين الحوثيين. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عبر الشبكة العنكبوتية بالمشاركات بالـ«وسم» الذي وضع لمتابعة الأحداث والإشادة بما يفعله الأبطال البواسل في الحد الجنوبي للسعودي لدحر «الحوثيين» في اليمن، بأبيات شعرية وسيل من الإشادات لمن وهبوا أرواحهم فداء لتراب وطنهم ورفعة لدينهم، رافعين أكفهم برفقة خليجيين وعرب للسماء بالدعاء طوال ساعات الفجر الأولى مع انطلاقة حملة «عاصفة الحزم» بأن يحفظ الجنود البواسل وأن يعودوا لمنازلهم سالمين.
وتداول مغردون سعوديون عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي مقولة: «ما أجمل أن تستيقظ على شجاعة وطن.. وحزم قادة وقوة أمن.. اللهم إنا نستودعك ديننا ووطننا» فيما بينهم، فيما قال آخر: «الشعب كله قام من عز نومه.. وده يشارك جيشه اللي على الحد».. فيما تداول آخرون أبيات شعرية تمتدح الجنود البواسل على الحد الجنوبي وتؤيد القرار وسط مشاركة شخصيات سياسية واقتصادية ورياضية إلى جانب رؤساء أندية وإعلاميين سعوديين.
وكتب الداعية السعودي دكتور عايض القرني عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي: «إلى جنودنا البواسل أنتم في جهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله وحفظ الدين والوطن ثبتكم الله ونصركم».
وقال دكتور ميسرة طاهر: «قرارك يا خادم الحرمين أعاد للمملكة دورها العربي والإسلامي وأثلج نفوس قوم يتحرقون للعزة والرفعة والكرامة». وقالت دكتورة رقية المحارب الأكاديمية وأستاذة الحديث وعلومه بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والمشرفة على موقع «لها أونلاين» ومركز النجاح للاستشارات «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. موقف السعودية تجاه الأشقاء في اليمن لا ينساه الشرفاء».
وقال الإعلامي السعودي أحمد المصيبيح كل الدعوات لقياداتنا ولرجالنا البواسل في تحقيق ما نصبوا إليه.. اللهم احفظ لنا ديننا ووطننا وولاة أمرنا». وكتب الفنان ماجد المهندس عبر حسابه بـ«تويتر»: «كلنا السعودية: ذا وطنا يالهبيل عود لغارك ذليل ذا ملكنا وقائد القوات فينا يفتل الرأي السديد».
فيما قال الفنان فايز المالكي: «كلنا جنود السعودية.. كلنا جنوووودك يابو فهد».



تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
TT

تقلبات المناخ تهدد الأمن الغذائي في اليمن

الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)
الجفاف واضطرابات المناخ يضربان الأراضي الزراعية ويتسببان في خسائر كبيرة للمزارعين اليمنيين (رويترز)

يشتكي غالبية مزارعي الحبوب في اليمن من تراجع إنتاجهم سنوياً بسبب تقلبات المناخ وتغير مواسم الأمطار وما تسببه غزارتها غير المتوقعة من جرف للتربة وتخريب للأراضي، وهو ما يتسبب لاحقاً في الإضرار بأمنهم الغذائي خلال الأشهر المقبلة التي تدخل فيها البلاد حالة من الجفاف الموسمي.

وينتهي، منتصف الخريف، موسم زراعة الحبوب في غالبية أنحاء اليمن، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وانقطاع الأمطار الموسمية ودخول البلاد في حالة من الجفاف، ويبدأ المزارعون حصر إنتاجهم من الحبوب وتخزينها للاستهلاك، كما يتم تخزين الزرع كأعلاف للمواشي التي تعاني من جفاف المراعي وشح الحشائش والأعشاب التي تتغذى عليها.

وبقدر ما يشعر المزارعون بالفرح خلال فترة جمع محصول موسم زراعة الحبوب، التي تشهد احتفاليات متوارثة تتعدد فيها الأغاني والأهازيج، يخالطهم شعور بالحزن بسبب اضطرارهم لانتظار موسم الأمطار المقبل لأشهر طويلة، وأملهم بهطول أمطار شتوية تساعدهم في زراعة أنواع أخرى من الحبوب.

امرأتان يمنيتان في محافظة تعز تنقلان العلف لتخزينه كغذاء للمواشي بعد انتهاء موسم الحصاد وبدء مواسم الجفاف (البنك الدولي)

يقول سعيد محمد، وهو مزارع مخضرم في مديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز (جنوب غرب) إن فصلي الخريف والشتاء يشهدان في الغالب تراجعاً كبيراً في الإنتاج الزراعي، لكن بعض الأعوام قد تشهد سقوط أمطار خفيفة تساعد بعض المزارعين في إنتاج كميات محدودة من حبوب مختلفة عن تلك التي أنتجوها خلال الموسم السابق.

ويوضح المزارع السبعيني في رسالة نقلها لـ«الشرق الأوسط» أحد أبنائه، بسبب عدم خبرته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أن بعض المزارعين يحتاطون لمواسم الجفاف بتجميع مياه السيول في خزانات مبنية من الحجارة والأسمنت لزراعة أنواع من الخضراوات، بينما ينتظر آخرون هطول الأمطار الشتوية الخفيفة، وهي نادرة ويقضي المزارعون شتاءهم في انتظارها.

الأمل بأمطار الشتاء

ينتج المزارعون خلال موسم الأمطار الصيفية الذرة الشامية والذرة الرفيعة بأنواعها ومن البقوليات اللوبياء، أما في الشتاء فيكتفون بالذرة الشامية والشعير والعدس والخضراوات.

لكن المزارع حسين أحمد، من مديرية القبيطة التابعة لمحافظة لحج (جنوب)، يشير إلى أن أمطار الشتاء عادة ما تكون وخيمة على المزارعين، خصوصاً مالكي المواشي التي قد تعاني لأسابيع وأشهر طويلة من الجوع وانقطاعها عن المرعى، واعتمادها على ما جرى تخزينه من أعلاف.

مزروعات حبوب يبست في انتظار الأمطار بسبب عدم خبرة المزارعين اليمنيين بتغير مواسم الأمطار (غيتي)

ويبين أحمد، لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الشتوية تأتي خفيفة وعلى مدى أيام طويلة متصلة مصحوبة بانتشار ضباب كثيف، خصوصاً في المرتفعات الجبلية، ويمنع المزارعون من استخدام الأراضي بشكل جيد، بينما لا تتمكن المواشي من مغادرة مأواها بسبب هذه الأمطار.

إلا أنه، وبعد انقشاع الضباب وتوقف الأمطار، تعود الحياة إلى المراعي التي تعود الحشائش للنمو فيها، وهو ما يفيد المزارعين في الحصول على المزيد من الألبان ومنتجاتها.

وتساهم أمطار الشتاء، على ندرتها، في زيادة المياه الجوفية بفضل هطولها البطيء والطويل مما يساهم في تغلغلها داخل طبقات الأرض وفقاً للخبراء الجيولوجيين، كما تعمل على تحسين جودة الإنتاج الحيواني.

وتراجعت المساحة التي تحتلها زراعة الحبوب في اليمن من أكثر من 585 ألف هكتار قبل الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2014، إلى أقل من 529 ألف هكتار بحسب بعض البيانات والتقديرات عن هيئات حكومية وأخرى تحت سيطرة الجماعة الحوثية، أي بما يزيد على 56 ألف هكتار، من إجمالي المساحة المحصولية المقدرة بـمليون و 124 ألف هكتار.

استثمار بلا ضمانات

يستمر موسم زراعة الحبوب أكثر من 5 أشهر، ويبدأ غالباً منتصف مايو (أيار) الذي يشهد إلقاء البذور في التربة، لينتهي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) وبدايات نوفمبر (تشرين الثاني) بحصد السنابل، ثم نزع الزرع.

مزارع يمني يحصّل منتوجاً قليلاً من قصب السكر الذي يزرع على نحو محدود في البلاد (رويترز)

ويرى الخبير الزراعي محمد سيف ثابت أن أوضاع المزارعين في السنوات الأخيرة تتشابه في جميع الفصول، خصوصاً مع تبدل مواسم الأمطار الصيفية وتغير مواقيتها، ما يصعِّب عليهم تحديدها أو توقعها، إلى جانب التغير الكبير في كمياتها وما تتسبب به من جرف للتربة وتخريب للأراضي.

ويقول ثابت في إيضاحاته لـ«الشرق الأوسط» إن ما يعاني منه المزارعون في الصيف خلال الأعوام الأخيرة، يشبه إلى حد كبير ما يمرون به في الشتاء، حيث يلجأ الكثير منهم إلى بذل جهد كبير وإنفاق أموال في تسوية الأرض ودفن البذور متوقعاً هطول الأمطار. إلا أن تلك البذور قد تتحلل قبل هطول الأمطار، أو تنبش الطيور التربة لتناولها، وهو ما يدفع بعضهم إلى دفن بديل عنها. أما إذا هطلت الأمطار ولم تنبت تلك البذور بسبب تحللها أو نبشها من قبل الطيور، فإنه يستحيل على المزارعين إعادة التجربة قبل أن تعود التربة إلى الجفاف مرة أخرى.

الذرة الرفيعة من أكثر أنواع الحبوب التي يفضلها المزارعون اليمنيون لسهولة الحصول على منتوج وفير منها (إكس)

وأبدى مصدر في وزارة الزراعة اليمنية انزعاجه من لجوء غالبية المزارعين إلى حصد سنابل الحبوب قبل نضجها وتناولها بعد شيها أو سلقها بوصفها وجبات إضافية، فيما يُعرف محلياً بـ«الجهيش»، وهو ما يتسبب في إهلاك الكثير من المحصول والإضرار بالأمن الغذائي للمزارعين خلال الأشهر اللاحقة.

وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن هذه العادة المتوارثة أصبحت غاية لغالبية المزارعين، لكن الفارق أن المزارعين في السابق، قبل عشرات وربما مئات السنين،كانوا يعتمدون على «الجهيش» بوصفها وجبات أساسية، إلى جانب قلة استهلاكهم لها، في الوقت نفسه الذي يملكون فيه كميات من ناتج الحبوب يغطي موسم الجفاف.

أما في الوقت الراهن؛ فإن غالبية المزارعين يكتفون بالحصول على «الجهيش» ولا يقومون بتخزين سوى كميات قليلة من الحبوب.