الأمم المتحدة: أطراف الصراع الليبي ارتكبت انتهاكات قد تشمل جرائم حرب

نائب المنفي يلتقي في القاهرة شخصيات محسوبة على نظام القذافي

جانب من اجتماع عبد الله اللافي، نائب المنفي، بمحسوبين على نظام القذافي في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع عبد الله اللافي، نائب المنفي، بمحسوبين على نظام القذافي في القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

الأمم المتحدة: أطراف الصراع الليبي ارتكبت انتهاكات قد تشمل جرائم حرب

جانب من اجتماع عبد الله اللافي، نائب المنفي، بمحسوبين على نظام القذافي في القاهرة (الشرق الأوسط)
جانب من اجتماع عبد الله اللافي، نائب المنفي، بمحسوبين على نظام القذافي في القاهرة (الشرق الأوسط)

خلص محققون بالأمم المتحدة إلى «ارتكاب كل أطراف الصراع الليبي، ومنهم المرتزقة الروس الذين أطلقوا النار على محتجزين، انتهاكات قد تشمل جرائم حرب». وقالت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة التي يقودها محمد أوجار إن التحقيقات التي أجرتها أشارت إلى أن «عدة أطراف في الصراع انتهكت القانون الإنساني الدولي، وربما ارتكبت جرائم حرب»، مشيرة إلى أنها «أعدت قائمة سرية بالمشتبه فيهم».
وأكد الخبراء بعد تحقيق أجروه على الأرض، وفي دول مجاورة، وجود أدلة على حدوث جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا منذ عام 2016، طالت خصوصاً المهاجرين والسجناء، وعدوا أن «ثمة أسباباً تدفع إلى الظن بأن جرائم حرب ارتكبت في ليبيا، بينها أعمال عنف ارتكبت في السجون، وفي حق المهاجرين في البلاد، قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية»، مؤكدين بذلك أحداثاً مشابهة كشفت من قبل.
وامتنعت هذه البعثة المستقلة عن نشر «قائمة بأسماء الأفراد والجماعات (الليبية والأجنبية) التي قد تكون مسؤولة عن هذه الانتهاكات والتجاوزات والجرائم المرتكبة في ليبيا منذ 2016». وقالت إن هذه القائمة «ستبقى سرية إلى أن تظهر الحاجة إلى نشرها، أو تشاركها مع هيئات أخرى يمكنها محاسبة المسؤولين عنها». وأشار الخبراء إلى أن القضاء الليبي يحقق أيضاً في معظم القضايا التي أثارتها البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، لكنهم أوضحوا أن «عملية محاسبة مرتكبي انتهاكات أو سوء معاملة تواجه تحديات كبيرة». وشددت البعثة كذلك، في تقريرها، على أن «المدنيين دفعوا ثمناً باهظاً» للعنف الذي مزق ليبيا على مدى السنوات الخمس الماضية، لا سيما بسبب الهجمات على المدارس والمستشفيات، وأكدت أن «الغارات الجوية قتلت عشرات العائلات، وكان لتدمير البنية التحتية الصحية تأثير على الوصول إلى الرعاية الصحية، كما قتل وجرح مدنيون جراء الألغام المضادة للأفراد التي خلفها المرتزقة في المناطق السكنية».
وسلط الخبراء في التقرير الذي سيقدم بعد غد (الخميس) إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهو أعلى هيئة تابعة للأمم المتحدة في هذا المجال، الضوء على الوضع المأسوي في السجون الليبية، حيث يتعرض المعتقلون في بعض الأحيان للتعذيب يومياً، وتمنع عائلاتهم من زيارتهم.
وفي سياق قريب، قالت السفارة الأميركية في ليبيا، أمس، إنها «تشارك بعثة الأمم المتحدة المخاوف التي أعربت عنها بشأن تعرض المهاجرين واللاجئين في منطقة قرقارش في طرابلس للقتل والاستخدام المفرط للقوة»، معتبرة أن «حقوق الإنسان، وحفظ كرامة جميع الناس، بمن فيهم المهاجرين واللاجئين، يجب أن تظل من أولويات جميع الحكومات»، وطالبت بالتحقيق فيها على الفور.
وفي غضون ذلك، قال عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، إنه بدأ أمس، خلال جلسة رسمية منقولة على الهواء مباشرة، بمقره في مدينة طبرق، مناقشة قانون انتخاب مجلس النواب الجديد، فيما تظاهر عدد من ناشطات المجتمع المدني أمام مقر المجلس للمطالبة بزيادة تمثيل المرأة في الانتخابات المقبلة.
وبدوره، شارك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، في احتفالية أقامتها المؤسسة الوطنية للنفط مساء أول من أمس، بمقرها في طرابلس، لتدشين مشروع إنشاء مصفاة الجنوب، ومصنع إنتاج غاز طهي الطعام داخل حقل الشرارة. كما وقع على قرارين بإعطاء الإذن للمؤسسة بالتعاقد المباشر، وتمويل تنفيذ المشروعين، وصيانة وتطوير البنية التحتية لخطوط شركة نفطية.
ودشن الدبيبة أيضاً إنشاء مصفاة نفطية في بلدية أوباري (جنوب)، بتكلفة 600 مليون دولار خلال 3 سنوات. وأكد خلال اجتماع مع مديري الشركات التابعة لمؤسسة النفط والعاملين في حقل الشرارة على أهمية القطاع النفطي بصفته «مورداً أساسياً لاقتصاد البلاد، وسعي الحكومة لتنميته وفق الموارد المتاحة».
ومن جهته، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال لقائه مساء أول من أمس بوفد من قبيلة المغاربة ببلديتي البريقة وخليج السدرة، على «أهمية تلبية مؤسسات الدولة المعنية لمطالب المواطنين في منطقة الهلال النفطي، وسبل توفير الخدمات للمواطنين، وتحسين ظروفهم المعيشية».
ومن جهة ثانية، اختتم عبد الله اللافي، نائب المنفي، زيارته للعاصمة المصرية القاهرة بلقاء عدد من الشخصيات الليبية المهجرة، بمن فيهم أحمد قذاف الدم، أحد أقارب العقيد الراحل معمر القذافي، لمناقشة ملف المصالحة الوطنية، وآليات المشاركة الفعالة لممثلي الأطياف السياسية والاجتماعية كافة في صياغة مشروع وطني يجمع كلمة الليبيين حول ميثاق يؤسس لمصالحة وطنية شاملة تساهم في تحقيق أمن واستقرار البلاد، وتستجيب لتطلعات الشعب الليبي.
وبعدما أكد «استمرار المجلس الرئاسي في تنفيذ المهام المنوطة به من أجل استقرار البلاد، على الرغم من الصعوبات التي تواجهه»، شدد اللافي، في بيان له، على أنه «لا خيار أمام الليبيين إلا المصالحة الوطنية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها، للعبور بالبلاد إلى مرحلة السلام والاستقرار».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.