مهندسة مصرية تحارب الأمراض بـ«الخبز الصحي»

تتجنب السكر والدقيق وتعتمد على طحن الحبوب الكاملة والعسل

TT

مهندسة مصرية تحارب الأمراض بـ«الخبز الصحي»

في مطبخ منزلها، تمكنت مهندسة مصرية قبل نحو 7 أعوام من إحداث تغيير نمط غذائي جديد في تناول الخبز يعتمد على كل ما هو طبيعي بعدما مر أحد أفراد أسرتها بظرف صحي قاسٍ، لتنطلق بعد نجاحها في تأسيس مشروع لإنتاج المخبوزات الصحية بالحبوب الكاملة، وتنظيم فعاليات مع مراكز ومؤسسات ونواد لنشر ثقافة الخبز الصحي.
ولخصت سارة عبد الله، وهي مدونة أيضاً، تجربتها التي استلهمتها من زوجها، في حديثها إلى «الشرق الأوسط» بطحن الحبوب الكاملة من قمح وشعير وشوفان وبذر كتان، وخلطهم وتصنيع الخبز: «وبالفعل نفذنا الفكرة، وأصبحت أنتج الخبز بنفسي في مطبخي للأسرة، وكانت هذه هي البداية».
وتصيف: «تلقيت إشادة من الأطباء الذين كانت أسرتي تتردد عليهم، وجميع من يتذوق الخبز من الأهل والأصدقاء، وهو ما شجعني على البدء في مشروع غذائي متكامل يضم إنتاج الخبز والحلويات التي تتميز جميعها بالعناصر الصحية والابتعاد عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بها».
وتحدثت المدونة المصرية، عن «حالة من الشغف والإقبال المتزايد على ما تصنعه من خبز، وخصوصاً مرضى السكر، والباحثين عن الرشاقة؛ باعتبار أن (العيش) -كما نسميه في مصر- ضيف دائم على مائدة الطعام»، متابعة: «وجدت نفسي مدفوعة في التوسع نحو تطوير فكرتي فأسست مشروعا متخصصا في إنتاج خبز الحبوب المتنوعة، بجانب مخبوزات وحلويات صحية».
وإضافة إلى مشاركاتها في فعاليات متعددة، أطلقت سارة مدونة متخصصة في المجال نفسه، تقدم من خلالها «خلاصة خبرتها من وصفات ونصائح وبدائل صحية ولذيذة لعناصر ضارة اعتدنا استخدامها في المخبوزات رغم تأثيرها السلبي على صحتنا وجسدنا».
وتستطيع عبر مدونة المهندسة الكيميائية المصرية «الخير للمخبوزات» أن تتعرف على أنواع الخبز المختلفة والبسكويت والكيك والبيتزا والكوكيز والبقسماط والسايزون، والبتيفور بنفس الشكل المعتاد والمذاق اللذيذ لكن بمكونات أخرى، تقول: «أنصح المتابعين بإعداد الخبز الذي تعودوا عليه لسنوات طويلة من حيث الشكل لكن من دون أي قلق على صحتهم وذلك من الشوفان والشعير، والأرز البني وغير ذلك».
وتلفت سارة إلى أنها تعلمت أسرار صناعة أنواع الخبز والمخبوزات بحرفية بعد حصولها على بعض الكورسات والمتابعة المتعمقة لمواقع أشهر الشيفات العالميين المتخصصين في هذا المجال، ومن خلال ذلك توصلت إلى الفوائد المذهلة لخبز الحبوب على وجه التحديد.
ورأت أن هذه الأصناف من الخبز تقي من الأزمات القلبية لأنها تساعد على إزالة تراكمات الكوليسترول في الشرايين، كما أنها تقلل من الشعور بالجوع لأنه يعطي شعوراً طويلاً بالشبع والامتلاء، وبالتالي فهو يعتبر من الأمور التي يجب التركيز عليها عند السعي إلى اتباع حمية غذائية، وفي الوقت نفسه يزيد من طاقة الجسم لأنه مثل أي نوع خبز آخر يحتوي على النشويات، كما يحسن هذا النوع من الخبز عملية الهضم بسبب احتوائه على الألياف.
وتضيف المدونة سارة: «تكون مفاجأة للبعض أن لخبز الحبوب الكاملة تأثيرا إيجابيا بارزا على الصحة النفسية، فقد أثبتت الدراسات أنه يعالج الاكتئاب، لكون يحفز على إفراز هرمون «السيروتونين» في المخ، ويعزز من صحة الجلد والشعر لاحتوائه على نسبة عالية من البروتينات وفيتامين «B».
وتبدي سارة اهتماماً خاصاً بخبز الشوفان بشكل خاص، وتلفت إلى أنه مصدر مهم للكربوهيدرات الفعال، كما أنه خال تماما من أي دهون، لذلك فهو لا يحتوي على سعرات حرارية عالية، فضلاً عن ذلك فقد يجد الباحثون عن نظم غذائية دقيقة على مدونتها أيضاً احتفاءً خاصاً بالخبز الخالي من الغلوتين تقول: «أنسب خيار لمن يبحث عن الرشاقة والصحة المثالية، كما أنه يتمتع بنكهة مميزة للغاية». وتضيف: «من أنواع الخبز المفيدة للغاية لمرضى السكر هو خبز الشعير فقد أثبتت الدراسات أنه لا يساعد على ارتفاع السكر في الدم، ولذلك ينصحهم به الأطباء لكن من دون إفراط».
ولم تكتف سارة بدمج الحبوب لمخبوزاتها إنما استغنت تماماً في وصفاتها التي تقدمها لمتابعيها عن السكر، تقول: «أستخدم العسل الأبيض وأنصح المتابعين لي على المدونة دوماً به كبديل آمن ومثالي للسكر، وكذلك أمتنع تماماً عن إضافة الدقيق الأبيض، فقد أثبتت الدراسات أضراره على الصحة، ومنها زيادة الوزن والشعور بالانتفاخ وعسر الهضم، كما أنه لا مكان إطلاقاً للزيوت المهدرجة، التي أعتبرها مدمرة للصحة، في منتجاتي، وأستخدم بدلاً منها زيوتا صحية في مقدمتها زيت جوز الهند والزيتون».
وتقدم الشيف سارة نصائح سريعة لتصنيع الخبز في المنزل قائلة: «يمكن للمهتمين الحصول على خبز صحي ولذيذ في المنزل مع اتباع بعض النصائح المفيدة، على سبيل المثال من المهم عند إعداد خبز الشوفان ترك العجين يتخمر جيداً مدة لا تقل عن ساعتين، مع استخدام الماء الدافئ للعجن، وألفت النظر إلى أن أسهل نوع خبز يمكن إعداده في مطبخك هو خبز القمح الكامل، أما الأكثر فائدة فهو المصنوع من الحبوب المتنوعة»، وحول أهم الأخطاء التي يجب تجنبها تقول: «عند تصنيع الخبز بشكل عام يقع البعض في أخطاء مثل التعجل وعدم التخمير جيداً، واستخدام حرارة عالية في التسوية، والمبالغة في استخدام بعض المكونات كالحبوب أو الزيت»، وهو ما لا أنصح به.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات «عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.