ليون يدعو إلى استئناف مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات بأسرع ما يمكن

قال إنه يمكن الحديث الآن عن أرضية أكثر صلابة.. وأعلن عن «وجود متطرفين ضد الحل السياسي»

ليون يدعو إلى استئناف مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات	بأسرع ما يمكن
TT

ليون يدعو إلى استئناف مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات بأسرع ما يمكن

ليون يدعو إلى استئناف مفاوضات الأزمة الليبية في الصخيرات	بأسرع ما يمكن

أكد برناردينو ليون، الوسيط الدولي في الأزمة الليبية، أن «الأجواء أكثر إيجابية من قبل، وجد إيجابية» في المفاوضات الليبية التي يحتضنها منتجع الصخيرات (جنوب الرباط)، داعيا إلى «استئناف المفاوضات خلال نهاية الأسبوع المقبل» بـ«أسرع ما يمكن»، وفق تعبيره.
وشدد ليون على «الحاجة إلى الانتهاء من الهندسة الجديدة لليبيا المقبلة»، وقال: «يمكن الحديث الآن عن أرضية أكثر صلابة» في المفاوضات الليبية، مشيرا إلى «ردود إيجابية» من كل أطراف الأزمة. في غضون ذلك، أعلن ليون عن «وجود متطرفين ضد الحل السياسي» في ليبيا، داعيا كل الليبيين إلى المشاركة في الحل النهائي للأزمة. وكشف ليون عن أن الأطراف الليبية الحاضرة في الصخيرات اتفقت على «وقف الجماعات المسلحة القتال»، وعلى «تشكيل حكومة وحدة وطنية»، من دون أن يؤكد «خوض المتفاوضين في التفاصيل». ووجه ليون نداء إلى كل الأطراف في ليبيا بـ«التوقف عن خطف المدنيين»، و«عدم خلط الأمور العسكرية» بـ«الحوار السياسي»، مناشدا من جديد كل الليبيين «عدم إضاعة مزيد من الوقت»، مطالبا بـ«الاجتماع من جديد قريبا».
وقال ليون: «ليس هنالك تقبل كامل للوثائق»، أي وثيقة الحكومة ووثيقة الإجراءات الأمنية»، بيد أنه قال إن «أطراف الأزمة تحتاج لإدخال تعديلات على فقرات وعلى جمل في الوثائق». وأكد ليون، أن «ما نقوم به هنا في الصخيرات لن يجدي نفعا من غير مشاركة العسكريين» الليبيين، في «إيجاد حل سياسي». وكان فرقاء الحوار الليبي - الليبي قد أنهوا أمس مشاوراتهم على أن يستأنفوا الجولة المقبلة من الحوار بعد 10 أيام، حسب ما ذكر مسؤول في مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق المعترف به) للصحافيين.
وقال النائب أبو بكر محمد بايرة: «نحن مسافرون غدا (اليوم) إلى تونس للعودة إلى قواعدنا ومناقشة الأمور هناك وتوضيح بعضها، وتسوية الخلافات ثم نعود إلى الصخيرات في غضون عشرة أيام». وأضاف بايرة: «حينها تكون مسودة الاتفاق موضوعة بشكل نهائي ونتفق عليها ونقدم الأسماء التي ستشارك في حكومة الوحدة الوطنية، لأن مجلس النواب طلب التريث في ذلك وهو طلب معقول».
وحول أهم ملامح الاتفاق، أشار بايرة إلى «وضع سلطة تشريعية واحدة، وكانت عقبة كبيرة أمام الحوار، ذلك أن الأمم المتحدة أقرت من خلال مقترحاتها أنه لا يوجد إلا سلطة تشريعية واحدة هي مجلس النواب (طبرق)». أما النقطة الثانية المهمة، في نظر بايرة، فتكمن في «جمع رئاسة الدولة برئاسة الحكومة، بحيث أصبح النظام الليبي رئاسيا ورئيس الدولة هو رئيس الحكومة، وهذا يقوي الجهاز الإداري. كما جرى الفصل بين كون رئيس الدولة هو رئيس البرلمان تجنبا لأي تناقض بين السلطتين التشريعية والتنفيذية». وجرى الاتفاق أيضا، حسب بايرة «على وضع مجلس رئاسي يستوعب بعض الساسة الذين لم يتمكنوا من الدخول في الحكومة، لكي تستفيد وتستنير بآرائهم، وهو في نظرنا أمر متوازن».
وحول التصور المتعلق بالترتيبات الأمنية المؤدية إلى وقف العمليات العسكرية التي تهدد المفاوضات، قال بايرة: «الأمم المتحدة لم تتقدم فيه كثيرا، وما لم نستطع حل هذه المشكلة لن تكون هناك إمكانية لوضع حكومة في طرابلس».
من جهته، سجل محمد علي شعيب، نائب رئيس مجلس النواب الليبي (برلمان طبرق)، ورئيس لجنة الحوار، الكثير من «الأفكار الإيجابية» التي جرى طرحها خلال الأيام الأخيرة من المشاورات، معتبرا أن هناك «حظوظا كبيرة» للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال إن كل طرف قدم على حدة ملاحظاته واقتراحاته، مضيفا أن المفاوضين ينتظرون التوصل بالصيغة النهائية لهذه الوثائق من قبل البعثة الأممية. وقال شعيب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن النقط الست التي قدمها ليون فيها الكثير من الأفكار الإيجابية التي تتلاقى أيضا مع بعض المطالب التي تقدم بها مجلس النواب (برلمان طبرق)، بيد أنه أضاف أن هناك أيضا بعض النقاط يقتضي الموقف المزيد من التوضيح لها.
وذكر شعيب أن ليون خلال لقائه بوفد مجلس النواب أول من أمس «قدم لنا اختصارا لكل ما جرى إنجازه، وقمنا بدراسته في ليلة نفس اليوم، وسنقدم ملاحظاتنا بشأنه». وزاد قائلا: «إن مجلس النواب حريص على بعض القضايا الأساسية، وإذا وجدها مضمنة في الورقة التي قدمها لنا ليون أول من أمس، وهي عبارة عن حصيلة لما جرى إنجازه حتى الآن، فلن تكون هناك مشكلة».
وأشار شعيب إلى أن ليون من خلال هذه الورقة وصل إلى صيغة توافقية بين كل الصيغ المقدمة. وقال: «سنراجع هذه الورقة مراجعة نهائية، وإذا وجدنا أنها تستجيب لمطالب مجلس النواب فإننا سنعرضها على المجلس، ومتوافقة مع ثوابت المجلس سنعيدها له حتى يضع اللمسات الأخيرة عليها».
وكشف شعيب بدوره عن أن وفد مجلس النواب سيغادر المغرب اليوم، وتوقع أن يتسلم الوفد دعوة من الوسيط الدولي لاستئناف الحوار نهاية الأسبوع المقبل. ونفى شعيب أن يكون وفد مجلس النواب قد قدم أسماء بخصوص منصب نائب رئيس الحكومة، وقال إن السبب بسيط يكمن في أن مجلس النواب يرغب في الاطمئنان على بعض القضايا الأساسية، ويرى أن تقديم الأسماء يجب أن يتم في مرحلة لاحقة. كما نفى شعيب أن يكون ليون قد اقترح أسماء لشغل منصب رئيس الحكومة.
وردا على سؤال يتعلق بمال الجسم التشريعي، قال إن مجلس النواب جاء بواسطة انتخابات حرة ونزيهة تخضع للمعايير الدولية، وبالتالي على الجميع الاعتراف به، مشيرا إلى أن الدعوة لإصلاحه وتصحيح مساره جائزة، ولكن داخل البرلمان.
وقال شعيب إن الصراع لا يمكن أن يكون في الهواء الطلق، بل يجب أن يكون داخل منظومة، نظرا لأن الصراع في الهواء الطلق معناه اللجوء للسلاح. وشدد على القول: «علينا أن نتحالف أو نتصادم داخل هذه العتبة».
وعبر شعيب عن تفاؤله بالوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية، وقال إن جميع الأطراف أرهقوا، وكل الليبيين مجروحون، وبالتالي فإن الظرف الموضوعي أصبح جاهزا لإنجاز شيء ما.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد قدمت، أخيرا مجموعة من «الأفكار» تمثل «قاعدة يمكن للأطراف أن تشتغل انطلاقا منها» بغرض إيجاد حل للأزمة السياسية والنزاع المسلح الذي تشهده ليبيا، والمتمثلة في تشكيل حكومة وحدة وطنية يرأسها رئيس، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة لا تنتمي لأي حزب ولا ترتبط بأي مجموعة وتكون مقبولة من قبل جميع الأطراف وجميع الليبيين. كما يقضي مقترح بعثة الأمم المتحدة بإحداث مجلس للنواب، باعتباره هيئة تشريعية تمثل جميع الليبيين، ثم مجلسا أعلى للدولة مستلهما من مؤسسات مماثلة موجودة في عدد من البلدان، باعتبارها هيئة أساسية في إدارة الدولة، وجمعية تأسيسية.
من جهته، قال محمد صالح مخزوم، النائب الثاني للمؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) المنتهية ولايته، إن «جميع الأطراف ممن حضروا إلى الصخيرات أجمعوا على أنه لا بديل للحل في ليبيا إلا الحوار، وأصبحت هناك الآن مقترحات جاهزة لإعطاء بعض الملاحظات عليها بعضها تتعلق بالصياغة وبعضها يتعلق بالاختصاصات، وهذا ما يكون في الحوارات عادة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.