وينسلاند يعبر عن «قلق بالغ» من عنف المستوطنين

جرافة تزيل الأنقاض من على سطح برج الجوهرة الذي أصابته غارات جوية إسرائيلية في مايو الماضي بغزة (رويترز)
جرافة تزيل الأنقاض من على سطح برج الجوهرة الذي أصابته غارات جوية إسرائيلية في مايو الماضي بغزة (رويترز)
TT

وينسلاند يعبر عن «قلق بالغ» من عنف المستوطنين

جرافة تزيل الأنقاض من على سطح برج الجوهرة الذي أصابته غارات جوية إسرائيلية في مايو الماضي بغزة (رويترز)
جرافة تزيل الأنقاض من على سطح برج الجوهرة الذي أصابته غارات جوية إسرائيلية في مايو الماضي بغزة (رويترز)

عبر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن «قلق بالغ» من استمرار عنف المستوطنين الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعمليات هدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من منازلهم، داعياً الى العودة للمحادثات بين الطرفين أملاً في التوصل الى تسوية على أساس حل الدولتين.
وعقد مجلس الأمن جلسة لمتابعة تنفيذ القرار 2334 المتعلق بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، استمع فيها إلى المنسق الأممي، الذي عرض للتقرير الأخير للأمين العام أنطونيو غوتيريش في شأن القرار. وعبر وينسلاند عن «قلق عميق» بسبب «استمرار العنف المرتبط بالمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية».
وإذ دعا إلى «وقف إطلاق الصواريخ العشوائية والأجهزة الحارقة في اتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية»، أكد أن «غزة تتطلب حلولا سياسية تركز على العمل من أجل تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية، ورفع عمليات الإغلاق المنهكة في القطاع. وفي نهاية المطاف، العودة إلى عملية السلام التي ستنهي الاحتلال وتفضي إلى حل دولتين قابلتين للحياة». وجدد أن «المستوطنات كافة غير شرعية بموجب القانون الدولي»، معرباً عن «قلقه» من استمرار القوات الإسرائيلية في عمليات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم، ومنها الممولة دولياً، كما أكد أنه «يجب على إسرائيل أن توقف عمليات الإخلاء».
وأوضح أن القوات الإسرائيلية «دمرت 302 من المباني الفلسطينية أو وضعت سلطات الاحتلال اليد عليها خلال العام الحالي، كما قتلت 24 فلسطينيا بينهم نساء، وهجرت 433 شخصاً بينهم 251 طفلا جراء عمليات هدم منازل فلسطينية». وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية لا تزال تواجه أزمة مالية تؤثر بشدة على قدرتها على تغطية الحد الأدنى من النفقات، بما في ذلك الرواتب الحكومية والمدفوعات للأسر المحتاجة. لكنه رأى أن هناك تطوراً إيجابياً تمثل باجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الدفاع الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، وإعلان إسرائيل أنها ستقدم قرضاً بقيمة 150 مليون دولار للسلطة الفلسطينية يتم تسديده من خلال اقتطاعات متناسبة من عائدات المقاصة.
ولفتت مديرة وحدة التخطيط وتجنيد الأموال لدى مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، مي فرسخ، إلى «تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الدولي في توسعها الاستيطاني المستمر في الأرض الفلسطينية، على حساب حق الفرد الفلسطيني في السكن والحق الجماعي في تقرير المصير من بين حقوق أخرى».
وتحدثت الرئيسة التنفيذية لمنظمة «أمل تيكفا» الإسرائيلية ميريديث روثبارت، عن مبادرة تعاونية تجمع فاعلي الخير والخبراء والمنظمات، معا، لدعم بناء السلام في المجتمع المدني بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأقر نائب المندوب الأميركي ريتشارد ميلز، بأن «الظروف الحالية صعبة وتدعو للقلق»، معتبراً أن «هناك خطوات يمكن أن نتخذها لتحسين حياة للفلسطينيين والإسرائيليين». ودعا إلى الوصول إلى غزة «بشكل مستدام ودون عراقيل». وقال إن الولايات المتحدة ساهمت بـ300 مليون دولار، دعماً لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى، الأونروا، داعيا للمساعدة في معالجة عجز الأونروا التي تقدم فرص تعليم لأكثر من 500 ألف طفل في المنطقة.
وفيما دعا ممثل روسيا، إسرائيل، إلى تفادي التدابير الأحادية وأعمال التهجير والاستيطان، أعلن نظيره من الصين، تأييد بلاده لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، ومشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، سعياً إلى تسوية على أساس حل الدولتين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».