اقتراحات لتعديلات في قانون الانتخابات تواكب الاستعدادات لخوضها

كلودين عون تطالب بحصة نسائية... وإصرار على اقتراع المغتربين

TT

اقتراحات لتعديلات في قانون الانتخابات تواكب الاستعدادات لخوضها

تواكب شخصيات سياسية الاستعدادات للانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل، بجملة اقتراحات لتعديل قانون الانتخابات، ومن بينها مطالب بفرض «كوتا» نسائية ضمن المقاعد الانتخابية، وإلغاء مادتين تتعلقان بالمقاعد الستة المخصصة لتمثيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية.
وسلمت رئيسة «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» كلودين عون رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نص تعديل على قانون «انتخاب أعضاء مجلس النواب» بهدف اعتماد كوتا نسائية في الانتخابات.
ويأتي الاقتراح بعد أن تقدم عدد من الكتل النيابية باقتراحات لاعتماد كوتا نسائية في قانون الانتخابات، بينها اقتراح النواب هاني قبيسي وأنور الخليل وإبراهيم عازار واقتراح النائبة ديما جمالي واقتراح الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين نقولا نحاس وعلي أحمد درويش واقتراح النائب بلال عبد الله واقتراح النائبة عناية عز الدين.
وقالت عون إن «تعدد الجهات التي تطالب بإجراء هذا التعديل يدل على رغبة حقيقية من قبل معظم الأطراف في المجتمع، بأن يتم هذا الإصلاح القانوني بهدف تفعيل دور المرأة في العمل السياسي، مما يحمل نواب الأمة مسؤولية التجاوب مع هذا المطلب». ويقتصر النص القانوني الذي تقدمت به الهيئة أمس، على تعديل الفقرة «أ» من المادة الثانية من قانون «انتخاب أعضاء مجلس النواب» 44 - 2017 وعملت على صياغته اللجنة القانونية في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية.
وقالت عون: «لقد حرصنا من خلال التعديل الذي نقترحه، على تأمين حد أدنى من التمثيل النسائي في 24 مقعدا من بين المقاعد النيابية، استنادا إلى معطيات ودراسات علمية وقانونية ومع مراعاة التوزيع الطائفي للمقاعد النيابية في البرلمان».
ويأتي إعداد هذا المقترح إنفاذا لخطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن التي تتولى الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية تنسيق تنفيذها بدعم ومؤازرة العديد من الشركاء، وفي طليعتهم هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وشددت عون على الحرص على ألا يتم استغلال مناقشة هذا التعديل كذريعة لتبرير تأجيل الانتخابات «لأسباب تقنية». وقالت: «إننا بالعكس، ندعو ونصرّ على أن تجري دراسة هذا الاقتراح كما الاقتراحات والمشاريع كافة الرامية إلى تضمين قانون الانتخاب كوتا نسائية، والتصويت بشكل عاجل على هذا التعديل، كي تجري الانتخابات في موعدها». وأضافت «للشعب اللبناني أن يجدد من خلال صندوق الاقتراع إيمانه بالمؤسسات الديمقراطية والدستورية التي هي أساس لبنان وفي صلب حياته السياسية».
بالموازاة، ظهرت قضية تحديد المقاعد الستة للمغتربين التي تضمنها قانون الانتخاب القائم، مرة أخرى، في ظل نقاش حول تنفيذ هذا البند في الانتخابات المقبلة، بالتزامن مع مطالب بالإبقاء على حق اللبنانيين المغتربين بالاقتراع.
وتقدم النائب شامل روكز باقتراح قانون معجل مكرر لتعديل قانون الانتخاب وإلغاء مادتين، وتحديداً ما يتعلق بالمقاعد الستة المخصصة لتمثيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية. وقال روكز في مؤتمر عقده في مجلس النواب: «يخشى من استغلال النقاش الدائر حول توزيع المقاعد على القارات وتكلفة تنظيم الانتخابات في الخارج لإلغاء حق انتخاب اللبنانيين المقيمين في الخارج الذي انتزع بعد نضال طويل، أو أسوأ من ذلك إلغاء أو تأجيل الانتخابات برمتها، مع تعريضها للطعن أمام المجلس الدستوري. نطالب بتعديل قانون الانتخابات الحالي لكي يعاد العمل بحق اقتراع اللبنانيين غير المقيمين في لبنان في أماكن قيدهم، تماما كما حصل سابقا في دورة انتخابات العام 2018.
ورأى روكز ضرورة إلغاء هذه المواد، «لأنها تشكل انتهاكا لمبدأ مساواة اللبنانيين واللبنانيات أمام القانون المصون في الدستور»، و«مخالفة مبدأ التساوي في حجم الدوائر الانتخابية الذي أرساه المجلس الدستوري في عدد من قراراته السابقة»، و«كونها تشكل طعنا في ديمقراطية الانتخابات وحسن التمثيل، وإجحافا كبيرا بحق الكم الهائل من اللبنانيين الذين اضطروا إلى الهجرة من لبنان طلبا للعيش الكريم، لا سيما بعد استفحال الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية في الآونة الأخيرة». ووضع روكز اقتراح القانون هذا بعهدة المجلس النيابي والرأي العام طالباً البت به سريعاً.
وتصر قوى سياسية على ضمان اقتراع المغتربين، وباشرت وزارة الخارجية الإجراءات التنفيذية لهذا الغرض. وأصدر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب تعميما إلى جميع البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج حدد فيه موعد تسجيل اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية للاقتراع في الانتخابات النيابية 2022 وذلك ابتداء من اليوم ولغاية 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وفي سياق الدعم السياسي لاقتراع المغتربين، أكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بوعاصي أن «القوات اللبنانية» رأس حربة في معركة تأمين حق اللبنانيين المنتشرين في العالم بالمشاركة بإعادة إنتاج السلطة عبر الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة، لأن الاقتراع هو حق مقدس لكل مواطن لبناني مكرس في الدستور.
وقال بوعاصي في حديث تلفزيوني: «المغتربون هم دوماً الشريان الحيوي للبنان، فكيف بالحري في هذه المرحلة التي تشهد موجة هجرة كبيرة. لذا علينا أن نبقيهم مرتبطين بلبنان ونظهر لهم أن وطنهم مؤمن بحقهم في ممارسة العملية الديمقراطية». وأشار بوعاصي إلى أنه «ثمة استحالة لتحديد 6 نواب للخارج جراء ضيق الوقت والفراغ الذي حصل حيث لم يتم التحضير لذلك، لذا يكفي تعليق المادة 112 من قانون الانتخاب المعمول به كي يقترع المغتربون لنواب الداخل».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».