«الطاقة الذرية» تأمل بمحادثات رفيعة المستوى مع طهران

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في المنتدى العلمي للوكالة في فيينا الأسبوع الماضي
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في المنتدى العلمي للوكالة في فيينا الأسبوع الماضي
TT

«الطاقة الذرية» تأمل بمحادثات رفيعة المستوى مع طهران

صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في المنتدى العلمي للوكالة في فيينا الأسبوع الماضي
صورة نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في المنتدى العلمي للوكالة في فيينا الأسبوع الماضي

غداة انتقادات إيرانية لاذعة ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال مديرها العام رافائيل غروسي إنه يأمل في العودة إلى إيران قريباً للقاء رئيس البلاد إبراهيم رئيسي أو وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وقال غروسي، في مقابلة خاصة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن الوكالة الدولية مستمرة في الضغط على طهران من أجل الوصول الكامل إلى المواقع النووية الإيرانية، لافتاً إلى إمكانية إحياء الاتفاق النووي. ولكن حذر من أن ذلك سيكون «صعباً للغاية إذا كانت قدراتنا في التفتيش محدودة».
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأحد، أن إيران تقاعست عن الوفاء الكامل بشروط اتفاق أبرمته معها قبل أسبوعين، ويسمح لمفتشيها بصيانة أجهزة المراقبة، وقال إن قرار إيران عدم السماح للوكالة بدخول ورشة تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في كرج يتناقض مع الشروط المتفق عليها للبيان المشترك الصادر يوم 12 سبتمبر (أيلول).
وتعرضت الورشة في مجمع «تسا» بمدينة كرج لأعمال تخريب في يونيو (حزيران)، حيث تم تدمير واحدة من أربع كاميرات للوكالة. وأزالت إيران الكاميرات، ولقطات الكاميرا المدمرة مفقودة.
وقالت الولايات المتحدة، الاثنين، في بيان لمجلس محافظي الوكالة، إنه ينبغي على إيران الكف عن منع دخول المفتشين بموجب مباحثات قبل أسبوعين، وإلا ستواجه رداً دبلوماسياً خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر خلال أيام.
وقال الاتحاد الأوروبي لمجلس محافظي الوكالة إن رفض إيران السماح لمفتشي الوكالة بدخول الورشة «تطور يبعث على القلق»، ويتعارض مع البيان المشترك الذي جرى التوصل إليه يوم 12 سبتمبر.
واعتبرت إيران تقرير غروسي «غير دقيق»، مشددة على أن منشأة كرج لم تكن مشمولة في التفاهم المبرم بين الجانبين هذا الشهر. والثلاثاء، انتقدت طهران البيان الأميركي، قائلة إن واشنطن ليست مؤهلة للمطالبة بعمليات تفتيش دون إدانة الهجوم التخريبي الذي تعرضت له هذه المنشأة.
وقد يقضي أي قرار صادر عن مجلس المحافظين وينتقد إيران على آمال استئناف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإعادة الطرفين للالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وكرر غروسي، أمس، دعوته لإيران باحترام تفاهم توصل إليه في طهران عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية، في تطور دفع الدول الغربية إلى التراجع عن فكرة إدانة إيران، في ثالث حالة من نوعها هذا العام.
وتحدث غروسي عن نيته للعودة إلى إيران والتحدث إلى الحكومة الجديدة، قائلاً إن «لديها وجهات نظر حازمة إلى حد ما حول قضية البرنامج النووي والتعاون مع الوكالة الدولية أو المجتمع الدولي بشكل عام»، وأضاف: «أخبرتهم وقبلوا، وآمل أن نتمكن من القيام بذلك قريباً جداً حتى نتعرف على بعضنا». وقال: «نحن بحاجة لبدء المحادثة… أحتاج إلى الجلوس معهم وأريد الاستماع إلى ما يفكرون به وآمل أن يستمعوا إليّ أيضاً»، وأضاف: «كنت أعمل مع حكومة سابقة وهناك حكومة جديدة الآن، وهناك حكومة لديها برنامجها إذا كان بإمكاننا استخدام هذا المصطلح في حالة النظام السياسي في إيران… إنه نهج أكثر صرامة للتعاون مع المجتمع الدولي».
وعن احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران، بعد الأجواء المحطبة في نيويورك ومخاطر الانزلاق إلى حرب أو تصعيد، قال غروسي إن «في مواجهة إيران لا يمكنني الاستسلام. أنا قلق في الوقت الحالي لأن لدي مشكلة. أنا لا أنكر، أعمل على ذلك، هذا عملي».



إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات. وبينما قتلت الغارات الإسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف جوي، واصلت عمليتها البرية في شمال غزة وقالت إنها تقترب من «هزيمة (حماس)» هناك.

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في قصف جوي في بلدة «طمون» شمال الضفة، بينهم آدم بشارات (24 عاماً)، الذي يعتقد أنه الهدف الرئيسي، والطفلان رضا بشارات (8 سنوات) وحمزة بشارات (10 سنوات) ما يرفع عدد من قتلهم الجيش منذ بدأ عملية واسعة في شمال الضفة إلى 6 فلسطينيين، وكان ذلك بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم فلسطيني قرب قلقيلية يوم الاثنين الماضي. وقتلت إسرائيل 3 فلسطينيين آخرين، يوم الثلاثاء، في طمون وقرب نابلس.

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت «خلية إرهابية» شمال الضفة، لكن بعد اكتشاف مقتل طفلين في القصف، قال الجيش إنه فتح تحقيقاً حول الأمر.

وقال الجيش في بيانه إن «الغارة جاءت بعد رصد إرهابي يقوم بزرع عبوات ناسفة في منطقة تنشط فيها قوات الأمن».

وبحسب مصادر عسكرية فإن التحقيق «يشمل إعادة النظر في تحديد أهداف الغارة، والتأكد من عدم وجود أخطاء في عملية الاستهداف».

ساحة رئيسية

التصعيد في الضفة جاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كاتس قوله في لقاء جمعه مع قادة ورؤساء المستوطنين ومجالسهم في الضفة، إن «يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل ونحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وأضاف: «إننا نرى تهديدات متزايدة للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونحن نستعد مع الجيش الإسرائيلي لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا».

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ رؤساء السلطات بالخطوات الفورية التي وجه الجيش الإسرائيلي باتخاذها لتعزيز الأمن في المنطقة، بما في ذلك زيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات وتعزيز إنفاذ القانون على طول طرق المرور، والتزام الجهاز الأمني بتوسيع العمليات العملياتية في كل ساحة يتم فيها تنفيذ هذه العمليات.

ضغط بموازاة المفاوضات

وبينما قرر الجيش التصعيد في الضفة الغربية، وأنه حولها إلى ساحة تهديد رئيسية، واصلت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في قطاع غزة، في الشمال والوسط والجنوب.

وتعهد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بمواصلة القتال في غزة، حتى تصل حماس إلى «نقطة تفهم فيها أن عليها إعادة جميع المختطفين».

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يواصل عمليته في شمال قطاع غزة بالتوازي مع المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق، وقام بتعميق نشاطه في مناطق مختلفة في الأيام الأخيرة بينها بيت حانون، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الأعنف في قطاع غزة خلال هذه الفترة.

وقالت القناة إن «القوات في المراحل النهائية لتطهير شمال قطاع غزة من الإرهابيين».

ونقلت القناة العبرية أن «الشعور السائد لدى الجنود أن (حماس) قد تنازلت عن شمال القطاع». وزعموا أن انخفاضاً كبيراً في الاحتكاك حدث في جباليا وبيت لاهيا وأن «العديد من المسلحين يفرون إلى الجنوب بأعداد غير مسبوقة».

لكن الجيش الإسرائيلي أعلن مراراً خلال حربه على غزة سيطرته على شمال القطاع، قبل أن يعود المسلحون الفلسطينيون لمفاجأته بعمليات وإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات.

صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي يوم الأربعاء فوق بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، وما يجري (من تحريك للمسلحين) هو تكتيك». وأضافت أن طبيعة المعارك تفرض «قاعدة الكر والفر» في العمل الميداني.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معارك عنيفة في شمال غزة، إذ أعلن، الثلاثاء، عن مقتل المزيد من جنوده في المعارك الدائرة هناك. وإلى جانب المعركة في الشمال، واصلت إسرائيل قصف مناطق في القطاع في مدينة غزة، وخان يونس، وقتلت 15 فلسطينياً على الأقل، الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 45.936 و 109.274 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.