إخماد دفاعات الحوثيين في أول ربع ساعة من «عاصفة الحزم»

خادم الحرمين يجري اتصالات مع قادة خليجيين وعرب*ضوء أخضر لإنشاء القوة العربية المشتركة * البيت الأبيض يعلن تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للعمليات

يمنيون يحملون صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء خروجهم في مدينة تعز أمس تأييدًا للعملية العسكرية ضد الحوثيين (أ.ب)
يمنيون يحملون صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء خروجهم في مدينة تعز أمس تأييدًا للعملية العسكرية ضد الحوثيين (أ.ب)
TT

إخماد دفاعات الحوثيين في أول ربع ساعة من «عاصفة الحزم»

يمنيون يحملون صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء خروجهم في مدينة تعز أمس تأييدًا للعملية العسكرية ضد الحوثيين (أ.ب)
يمنيون يحملون صورة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء خروجهم في مدينة تعز أمس تأييدًا للعملية العسكرية ضد الحوثيين (أ.ب)

أعلن التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن أمس, أن عملية «عاصفة الحزم» مستمرة الى ان تحقق «اهدافها»، وأنه تم إخماد دفاعات المتمردين في أول ربع ساعة من بدء العملية.
وقال العميد ركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن عمليات «عاصفة الحزم» التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالبدء في تنفيذها بالتحالف مع 10 دول خليجية وعربية وغربية، تحذر أي إمداد أو دعم عسكري يصل إلى جماعة التمرد الحوثي من الخارج، وذلك بعد أن سيطرت الطائرات السعودية الحربية، خلال 15 دقيقة، على الأجواء اليمنية، وعادت إلى قواعدها سالمة بعد أن حققت أهدافها المحددة بنجاح، مشيرا إلى أنه جرى رصد جماعة حوثية مسلحة تتحرك فجر أمس، نحو الحدود الجنوبية للسعودية، وتم القضاء على عناصرها بالكامل.
وأوضح العميد عسيري خلال الإيجاز اليومي عن عمليات «عاصفة الحزم»، في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، أن المرحلة الأولى للعمليات حققت أهدافها بالتفوق الجوي، وذلك من خلال إخماد وسائل الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية، ومهاجمة القواعد الجوية، وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، وتدمير الصواريخ الباليستية.    
في غضون ذلك, أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، اتصالات هاتفية مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر, والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة. كما اجرى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأثارت العمليات التي انطلقت فجر أمس ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، حالة من الرعب والارتباك، إذ كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن عددا كبيرا من القادة الحوثيين نقلوا أسرهم إلى خارج العاصمة صنعاء وغيروا أماكن سكنهم ووجودهم. وتؤكد المصادر أن عددا من القادة كانوا يتخذون قصر دار الرئاسة و«قاعدة الديلمي» والقصر الجمهوري وبعض المنازل الكبيرة التي استولوا عليها من خصومهم السياسيين مقرات لهم، غادروها إلى أماكن مجهولة. وأعرب مراقبون عن اعتقادهم أن الحوثيين لم يكونوا يتوقعون مثل هذا التحرك العسكري تجاههم، بعد أن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وأصبحوا على مشارف عدن. وأكدت مصادر محلية أن صالح غادر منزله في شارع حدة، بوسط صنعاء، مع بداية الضربات الجوية، فجر أمس، إلى وجهة غير معلومة، حيث تشير بعض المصادر إلى توجهه نحو سنحان التي ينتمي إليها في جنوب صنعاء، فيما تحدثت مصادر أخرى عن لجوئه إلى السفارة الروسية في صنعاء.
بدوره، أعرب الشيخ حميد الأحمر، القيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحد زعماء قبيلة حاشد، عن «عميق شكره وتقديره لدول مجلس التعاون الخليجي، والتحالف الدولي بقيادة المملكة العربية السعودية، والملك سلمان بن عبد العزيز، على مساندتهم للشعب اليمني في هذا الظرف الصعب الذي أوصله إليه تحالف قوى الشر المتمثل في الحوثي والمخلوع علي صالح».
وفي القاهرة، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وزراء الخارجية العرب وافقوا في اجتماعات عقدت في شرم الشيخ أمس، على إنشاء قوة عسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تتعرض لها دول عربية. وقال في مؤتمر صحافي في نهاية الاجتماعات إن {المشاركة في القوة اختيارية من الدول العربية}. أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فأكد أن قرار إنشاء القوة العربية سيرفع إلى القمة العربية التي ستعقد يومي السبت والأحد لمناقشته وإقراره.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض عن تنسيق وثيق بين واشنطن والرياض ودول مجلس التعاون الخليجي، ودعم أميركي للإجراءات التي قامت بها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي للدفاع عن اليمن ضد العنف من قبل الحوثيين. وقالت برناديت ميهان، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان بعد ساعات قليلة من شن الضربة الجوية ضد الحوثيين في اليمن، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على تقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للعمليات العسكرية في اليمن. وأشارت ميهان إلى أن القوات الأميركية لا تقوم بعمل عسكري مباشر في اليمن لدعم جهود الضربات العسكرية لدول التعاون الخليجي ضد الحوثيين، وقالت «نحن نعمل على إنشاء خلية تخطيط مشتركة مع المملكة العربية السعودية لتنسيق الدعم العسكري الأميركي والاستخباراتي».
...المزيد في ملف «عاصفة الحزم»

 



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».