«ناسا» تستعد لإطلاق مهمة «لوسي» إلى كويكبات المشتري

عاصفة على كوكب المشتري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عاصفة على كوكب المشتري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«ناسا» تستعد لإطلاق مهمة «لوسي» إلى كويكبات المشتري

عاصفة على كوكب المشتري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عاصفة على كوكب المشتري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تستعد «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» لتطلق الشهر المقبل مهمة «لوسي» التي تستمر 12 عاماً، وتهدف من خلالها إلى أن تراقب من كثب للمرة الأولى الكويكبات الواقعة عند المدار عينه مع كوكب المشتري، بهدف فهم طريقة تكوّن مجموعتنا الشمسية بصورة أفضل، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتدور «كويكبات طروادة»؛ البالغ عدد المعروف منها نحو 7 آلاف، حول الشمس ضمن مجموعتين؛ إحداهما تسبق المشتري والثانية تتبعه.
وستحلق المركبة خلال رحلتها في بادئ الأمر بحلول عام 2025 فوق كويكب من حزام الكويكبات الرئيسي (بين المريخ والمشتري)، ثم خلال السنوات اللاحقة فوق 7 كويكبات من «طروادة».
وأوضح الباحث الرئيسي في هذه المهمة في «معهد ساوثويست للبحوث» في بولدر بولاية كولورادو الأميركية، هال ليفيسيون، خلال مؤتمر صحافي، أن هذه الكويكبات الأخيرة «يختلف كثيراً أحدها عن الآخر رغم أنها موجودة في منطقة ضيقة جداً من الفضاء»، وأضاف: «على سبيل المثال؛ ألوانها مختلفة تماماً؛ بعضها رمادي والآخر أحمر».
ومن بين الفرضيات أن تكون قد تشكلت في موقع أبعد من مدار المشتري قبل جذبها إلى موقعها، وأن تكون هذه الألوان انعكاساً للمكان الذي أتت منه.
وقالت مديرة «قسم علوم الكواكب» في وكالة «ناسا»، لوري غليز: «أياً كانت الاكتشافات التي ستخرج بها المهمة (لوسي)، فهي ستعطينا مؤشرات ضرورية بشأن تشكّل مجموعتنا الشمسية».
وستقترب المركبة من الأجرام المختارة بمسافة تتراوح فقط بين 400 كيلومتر و950.
وبفضل 3 أدوات علمية على متن المركبة وهوائي كبير، يسعى الباحثون إلى درس جيولوجيا هذه الكويكبات وتركيبتها، إضافة إلى كثافتها وكتلتها وحجمها المحدد.
ومن المقرر أن ينطلق الصاروخ «أطلس5» المكلف دفع المركبة من فلوريدا في 16 أكتوبر (تشرين الأول).
وتُقدّر قيمة المهمة بما يشمل تكاليف العمليات التي ستستمر 12 عاماً، بـ981 مليون دولار.
وقد صُنعت المركبة لدى شركة «لوكهيد مارتن» وهي «عمل فني» حقيقي، وفق مدير برنامج «لوسي» في الشركة ريتش لايب.
وتضم المركبة أكثر من 3 كيلومترات من الكابلات، إضافة خصوصاً إلى ألواح شمسية ضخمة يوازي طولها عند وضعها جنباً إلى جنب طول مبنى من 5 طبقات.
وستكون هذه أول مركبة بالطاقة الشمسية تصل إلى هذه المسافة من الشمس، وهي ستراقب الكويكبات من كثب أكثر من أي مركبة سابقة.
وسُميت المهمة «لوسي» نسبة إلى متحجرة القرد الجنوبي التي اكتُشفت في إثيوبيا سنة 1974 وسمحت بالإضاءة على تطور البشرية؛ إذ تسعى «ناسا» إلى تسليط الضوء على تطور المجموعة الشمسية.
وكان الباحثون الذين اكتشفوا هذا الهيكل العظمي حينها يستمعون إلى أغنية فرقة «بيتلز» الشهيرة «لوسي إن ذي سكاي ويذ دايمندز».
وقد اختارت وكالة «ناسا» شعاراً للمهمة الجديدة على شكل قطعة ماس، وهو مستوحى من تلك الواقعة.


مقالات ذات صلة

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بين يدَي تاكاو دوي نموذج هندسي لـ«ليغنوسات» (رويترز)

أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء

انطلق أول قمر اصطناعي خشبي في العالم صنعه باحثون يابانيون إلى الفضاء، الثلاثاء، في اختبار مُبكر لاستخدام الأخشاب باستكشاف القمر والمريخ.

«الشرق الأوسط» (كيوتو اليابان)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
TT

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه «برنامج جدة التاريخية»، التابع لوزارة الثقافة السعودية، بوابةً تربط بين الماضي والحاضر من خلال موقعه المميز الذي عكس تصميمه ووظائفه هذه الثنائية الزمنية ليمثل معلماً حضارياً كبيراً كإحدى الوجهات الثقافية المهمة بالمدينة الساحلية جدة (غرب السعودية).

ويأتي المشروع في إطار جهود إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وتعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبما يوفر تجارب ثقافية وفنية ثرية متنوعة، تعزز من تجربة الزوار، وتسهم في جعل المنطقة وجهةً سياحيةً عالميةً، وذلك تماشياً مع «رؤية المملكة 2030».

يعد متحف «تيم لاب» الأول من نوعه ويقام وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط (واس)

ويقع «ميدان الثقافة» الذي يضم مركز الفنون المسرحية (مسرح وسينما)، ومتحف الفنون الرقمية «تيم لاب بلا حدود» (حاصل على جائزة مكة للتميز في فرع التميز الثقافي)، على ضفاف بحيرة الأربعين، ويطل على منطقة جدة التاريخية.

ويقدم مركز الفنون المسرحية فعاليات ثقافية متنوعة تشمل عروضاً مسرحيةً، ومهرجانات عالمية، ودور سينما، وجلسات تجسد أجواء «المركاز»، إلى جانب مطاعم ومقاهٍ تمثل نقاط تجمع وحوار، أما متحف «تيم لاب بلا حدود» فيُبرز الطابع الحديث للثقافة، الذي يجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا. وفي قلب هذا المشهد الثقافي، يبرز «بيت أمير البحر» التاريخي متوسطاً مركز الفنون المسرحية ومتحف «تيم لاب بلا حدود»، ومطلاً على «شارع حمزة شحاتة» (الشاعر السعودي الراحل)، ليعكس الثراء الثقافي المتأصل في الموقع. وقد قام البرنامج وفي إطار جهوده للحفاظ على تراث المنطقة المعماري والثقافي بترميم «البيت» وإعادة تأهيله. ويتميز «بيت أمير البحر» بتصميمه المعماري الفريد، إذ يأتي على شكل هندسي ثماني، ويتكون من دور واحد، وهو محاط بنوافذ كبيرة على شكل أقواس، وقد استُخدم في الماضي مناراً لإرشاد السفن.

مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» جعل المنطقة مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العالم (واس)

ويجسد مشروع «ميدان الثقافة» الهندسة المعمارية التي تعكس القيم الجوهرية لجدة التاريخية، مع رؤية تجديدية دمجت بين الماضي والمستقبل في تناغم فريد، إذ مزج التصميم بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري المترابط، في استمرارية لهوية المنطقة وثقافتها. وفي الوقت ذاته تماشى التصميم مع فلسفة متحف «تيم لاب» التي تقوم على الانسجام بين الزائر والأعمال الفنية، وهو ما يظهر بوضوح في سطح المبنى المائل نحو المسطحات المحيطة، مما يعزز من فكرة الاندماج والانسجام.

ويشتمل «ميدان الثقافة» على مبنيين رئيسيين، بإجمالي مساحة بناء تبلغ حوالي 26 ألف متر مربع ويمتد مركز الفنون المسرحية والسينما على مساحة 16 ألف متر مربع، ويضم مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويتكون من مدخل رئيسي (الردهة)، وقاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعداً، بالإضافة إلى خمس قاعات سينما بسعة 564 مقعداً، وردهة داخلية (غرفة متعددة الأغراض)، وتسع قاعات للجلسات الحوارية، و«سينماتيك»، ومطعم وثلاثة مقاهٍ.

الممثل ويل سميث يوثق زيارته للمنطقة التي تشهد إقبالاً من الزوار على مدار العام (جدة التاريخية)

فيما تبلغ مساحة متحف «تيم لاب بلا حدود» 10 آلاف متر مربع، ويضم قرابة 80 عملاً مستقلاً ومترابطاً، تُجسِد عالماً واحداً بلا حدود. ويجمع المتحف بين الفنون والتكنولوجيا والطبيعة في مساحة إبداعية مبتكرة، ويُشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة.

وكان الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز الاستدامة البيئية من الأهداف المهمة التي سعى إليها برنامج جدة التاريخية في تصميم وتنفيذ مشروع «ميدان الثقافة»، إذ تم استخدام وحدات تكييف عالية الجودة، مُجهزة بتقنية تُنقي الهواء بنسبة 100 في المائة، بالإضافة إلى تركيب مصاعد تعمل بدون لمس، وسلالم كهربائية مُزودة بتقنية تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وذلك للحد من انتقال الفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض.

ديفيد فيا نجم الكرة الإسباني خلال زيارة سابقة للمنطقة (برنامج جدة التاريخية)

كما اهتم البرنامج بالحفاظ على الموارد المائية من خلال استخدام نظام يعيد تدوير مياه التكثيف الناتجة عن وحدات التبريد لتلبية احتياجات الري، وهو ما يعزز من كفاءة استهلاك الموارد ويساهم في الحفاظ على البيئة.

وجاء مشروع «ميدان الثقافة» ضمن جهود برنامج جدة التاريخية في إعادة إحياء المنطقة، والحفاظ على تراثها المادي وغير المادي، وإثراء تجربة الزوار، ويعد الميدان معلماً حضارياً وبصرياً متميزاً في جدة، بتصميمه الذي راعى الحفاظ على النسيج الحضري في المنطقة، وجمع بين استخدام الهندسة المعمارية المعاصرة في بنائه، والحفاظ على الطابع المعماري التراثي الذي يستلهم من المباني التاريخية في المنطقة، ويأتي ضمن استثمار تاريخ المنطقة وعناصرها الثقافية المميزة وتحويلها إلى روافد اقتصادية، وجعل المنطقة وجهة مميزة على خريطة السياحة العالمية.