جراحة ورم الحجرة الرابعة في الدماغ
> ابني عمره ثلاث سنوات ونصف. وقبل حوالي أسبوعين تقريباً تمت إزالة ورم بحجم 55 ملم X 33 ملم في الحجرة الرابعة في الدماغ. وبعد العملية تحدث ابني بعض الكلمات، وبين الحين والآخر كان النظر عنده شبه عادي. والآن يقوم بتحريك أطرافه ولكن لا يستطيع الوقوف أو السيطرة على حركة رأسه. كما أنه أصبح لا يتحدث نهائياً كما لا يشعر بالألم عند وضع الإبرة، أو قرصه. علما بأن جميع الصور الأشعة ممتازة. أجو الإفادة.
محمد الخالدي - بريد إلكتروني
- هذا مجمل سؤالك. وبداية لاحظ معي النقاط الثلاثة التالية بشكل متسلسل:
> النقطة الأولى: يوجد داخل الدماغ أربع حجرات أو تجاويف صغيرة الحجم، وهي الحجرة الجانبية اليسرى، والحجرة الجانبية اليمنى، والحجرة الثالثة، والحجرة الرابعة. وهي حجرات متصلة ببعضها البعض وتُسمى بمجموعها بـ«الجهاز البُطيني للدماغ». ويتم فيها تكوين السائل الذي يُحيط بالدماغ والحبل الشوكي، كما يتم فيها إعادة امتصاص هذا السائل وتكوين سائل جديد. وهذا السائل هو الذي يُحافظ على استقرار الدماغ والحبل الشوكي داخل تجويف الجمجمة وداخل تجويف العمود الفقري، وبالتالي يُعطهما الحرية في النمو، وأيضاً يحميهما من الصدمات والضربات التي قد تتعرض لها الجمجمة أو العمود الفقري. كما تتم تغذية الدماغ والحبل الشوكي من خلال هذا السائل.
والحجرة الرابعة لها شكل قطعة الألماس، وتقع فيما بين المُخيخ وجذع الدماغ، أي المنطقة الخلفية السفلية في داخل الجمجمة. ومنطقة المخيخ هي منطقة حساسة جداً وتقوم بمهام عصبية دقيقة، ومنطقة جذع الدماغ أكثر حساسية في الأهمية والوظائف التي تتركز فيها.
> النقطة الثانية: تمثل أورام «داخل البطينات» نسبة 2 في المائة فقط من بين مُجمل الأورام التي تتكون داخل الجمجمة (أنسجة الدماغ والأنسجة المُحيطة بالدماغ والتراكيب الأخرى داخل الجمجمة كالأوعية الدموية وحبال الأعصاب). وتشكل أورام البطين الرابع بالذات، جزءاً صغيراً فقط من هذه المجموعة الفرعية لمُجمل الأورام التي تتكون داخل الجمجمة. وبالتالي فإن هذه الحالات نادرة نسبياً، ولذا فإن الخبرات والمعلومات الطبية الإكلينيكية حولها تُحاول جاهدة بذل أفضل ما يُمكن للتعامل معها جراحياً في المعالجة.
وإحدى أكبر الدراسات الطبية العالمية الصادرة خلال الأعوام القليلة الماضية، لباحثين من مركز الأورام العصبية بجامعة تكساس في هيوستن، حول أورام البطين الرابع، التي جمعت المعلومات طوال 18 سنة، شملت عدداً لا يصل إلى مائة من المُصابين، لبالغين وأطفال. وفيها قال أطباء جراحة أورام الجهاز العصبي في جامعة تكساس: «أورام البطين الرابع نادرة. وحققت هذه الدراسة في النتائج والمضاعفات الجراحية التي تعقب الاستئصال لورم البطين الرابع في مجموعة متنوعة من المرضى. وهذه هي أكبر مجموعة من أورام البطين الرابع الموصوفة في الدراسات الطبية حتى الآن». ولذا فإن إجراء هذه العملية لطفلك، واستئصال الورم بالحجم الذي ذكرته، هو نجاح في تخليص الطفل من كتلة الورم لديه. وهو ما ذكرت في رسالتك بقولك إن صور الأشعة ما بعد العملية الجراحية كانت ممتازة. ولكن لم يتضح لي من رسالتك الخطة العلاجية لطبيب أورام الأطفال لديك ما بعد العملية الجراحية وخطوات إعادة التأهيل والمتابعة.
> النقطة الثالثة: موقع البطين الرابع هو موقع دقيق جداً، فيما بين المُخيخ ومنطقة جذع الدماغ. وكما يقول جراحو الأورام العصبية في جامعة هيوستن: «تمثل الأورام داخل حجرات البطينات تحدياً جراحياً كبيراً، وخاصة لدى الأطفال». ولذا من المتوقع حصول تداعيات عصبية رغم اجتهاد الطبيب الجراح في محاولة الوصول إلى منطقة الورم وعمله المضنى في استئصاله كله. وهو ما يحصل في غالبية الحالات بدرجات متفاوتة، ولعدد من الأعراض. مثل اضطراب المشي، أو درجات متفاوتة من العجز في الحركة، أو عدم القدرة على الوقوف، أو عجز الكلام، أو صعوبات في البلع، أو مشاكل بصرية، أو اضطرابات في الإحساس. وجزء كبير من هذه التداعيات له صلة باضطرابات في عمل المخيخ. ويجمعها الاضطرابات الوصف الطبي بأنها «المتلازمة العاطفية المعرفية المخيخية». وعدم القدرة على الكلام يكون دائماً عابراً، ولكن التعافي من بقية الأعراض قد يستغرق وقتاً، ويتطلب جهداً في المتابعة الطبية لدى طبيب الأعصاب.
ومن أمثلة الاهتمام الطبي بهذه المُضاعفات، ما تم في يونيو (حزيران) الماضي حيث عقد مؤتمر طبي في ليفربول ببريطانيا (Pediatric Post - Operative CMS &CCAS) حول هذه الأعراض ما بعد الجراحة الخاصة بأورام البطين الرابع لدى الأطفال، وكيفية التعامل العلاجي معها.
ألم ما بعد جراحة الفتق الأربي
> أعاني من ألم في منطقة جراحة الفتق الأربي، وكنت أجريتها قبل سنة. ما تنصح؟
- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ أن الفتق الأربي يحصل عندما تخرج أو تبرز أنسجة من تجويف البطن، كجزء من الأمعاء أو الشحوم المحيطة بها مثلاً، من خلال منطقة ضعيفة الترابط في عضلات الغلاف الخارجي للبطن. ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تنشأ لدى الرجال هذه النقطة العضلية الضعيفة عادة في القناة الأربية، أي في موضع مرور الحبل المنوي للوصول إلى كيس الصفن. أما بالنسبة إلى النساء، فتحمل القناة الأربية رباطاً يساعد على تثبيت الرحم في موضعه، وينشأ الفتق أحياناً عندما يلتصق النسيج الضام الرحمي بالنسيج المحيط بعظمة العانة.
وهذا البروز للفتق قد لا يكون مؤلماً للبعض. ولكن قد يكون مؤلماً للبعض الآخر، وبالذات عند السعال أو الانحناء أو رفع شيء ثقيل.
وعادة ما يُنصح بإجراء عملية جراحية لإصلاح الفتق الأربي عندما يكون الألم مشكلة مزعجة، أو يتضخم حجم الفتق ويتكرر خروج أنسجة تجويف البطن، أو يتسبب بحجز تلك الأنسجة خارج تجويف البطن وفي تجويف الفتق ولا يُمكن إعادتها إلى تجويف البطن وتظهر مُضاعفات لذلك.
وعملية الفتق الأربي الجراحية هي إجراء جراحي شائع. والألم المزمن بعدها، هو مشكلة شائعة، بغض النظر عن التقنية التي استخدمها الطبيب في إجراء العملية. وتشير بعض المصادر الطبية أن حوالي 20 في المائة ممنْ تم إجراء هذه العملية لهم يُعانون من تلك المشكلة. وتُوصف المشكلة هذه بأنها مزمنة عندما يستمر الألم لمدة تتجاوز 3 أشهر بعد إجراء العملية.
وهناك خطوات إكلينيكية متدرجة للتعامل مع هذه المشكلة، وتتمثل في:
- تخفيف تأثير العوامل التي تتسبب بالأصل في حصول الفتق. أي منع تكرار السعال، والتوقف عن التدخين، وخفض زيادة الوزن (وخاصة حجم البطن)، والاهتمام بعلاج الإمساك، وتناول الألياف (منعاً للاضطرار إلى الضغط أثناء عُسر الإخراج)، وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، وغيرها من السلوكيات الوقائية.
- محاولة التغلب على الألم بتناول الأدوية المُسكنة للألم.
- اللجوء إلى إجراء قطع الأعصاب التي تنقل الإحساس بالألم في تلك المنطقة.
- اللجوء إلى عملية جراحية أخرى قد يكون هو الحلّ. وفيها تتم إزالة الشبكة والأربطة التي تم وضعها في العملية الجراحية الأولى، مع قطع العصب المُغذي لتلك المنطقة.