تحسن الإنتاج التونسي من النفط

الاستقلالية الطاقية في حدود 55%

TT

تحسن الإنتاج التونسي من النفط

أظهرت البيانات التي قدمتها وزارة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية، تطور الإنتاج التونسي من النفط من 35.9 ألف برميل إلى نحو 40.6 ألف برميل مع نهاية شهر يوليو (تموز) المنقضي، وذلك بعد عودة الإنتاج في عدد من المناطق البترولية الواقعة جنوب تونس.
ووفق عدد من الخبراء في الاقتصاد، من شأن تحسن الإنتاج المحلي من المحروقات التقليدية (النفط والغاز أساساً)، أن يخفض الضغوط المسلطة على ميزانية تونس التي باتت تعاني من ثغرة كبرى بعد أن اعتمدت سعراً مرجعياً لبرميل النفط في ميزانية 2021 في حدود 45 دولاراً فقط، والحال أن هذا السعر تم تجاوزه بشكل كبير.
ويرى هؤلاء الخبراء أن هذا الإنتاج لا يكفي للعودة إلى نفس المستويات التي كانت عليها مساهمة الإنتاج المحلي في تغطية حاجيات تونس، إذ إن الإنتاج المحلي كان في حدود 80 ألف برميل في اليوم الواحد، وقد انخفض نتيجة عدة عوامل إلى النصف.
ويقدر عدد رخص الاستكشاف والبحث الحاصلة على موافقة الدولة التونسية بـ23 رخصة، منها 15 رخصة بحث و8 رخص تنقيب عن المحروقات. وخلال السنة الحالية، لم يقع تسجيل أي رخصة استكشاف جديدة.
في السياق ذاته، كشف المرصد التونسي للطاقة والمناجم (حكومي) عن تقلص عجز ميزان الطاقة الأولية في تونس بنسبة 12 في المائة مع نهاية شهر يوليو الماضي، ليبلغ نحو 2.5 مليون طن مكافئ نفط، مقابل عجز بنحو 2.8 مليون طن مكافئ نفط خلال الشهر ذاته من السنة الماضية. وفسّر المصدر ذاته تقلص هذا العجز بتحسن موارد الدولة من الطاقة الأولية، فقد سجلت نسبة الاستقلالية الطاقية تحسناً لتبلغ 55 في المائة مقابل نسبة 45 في المائة، خلال الفترة نفسها من السنة المنقضية.
وشهدت موارد الدولة من الطاقة الأولية تطوراً بنسبة 33 في المائة، لتبلغ 3.03 مليون طن مكافئ نفط. وشهد الإنتاج التونسي من النفط والغاز الطبيعي والإتاوة الموظفة على الغاز الجزائري الموجه إلى السوق الإيطالية، زيادة بأكثر من 185 في المائة حتى نهاية شهر يوليو الماضي.
وفي السياق ذاته، تقلص عجز الميزان التجاري الطاقي بنسبة 16 في المائة خلال نفس الفترة، ليمر من 2.934 مليار دينار تونسي سنة 2020 إلى 2.46 مليار دينار خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة الحالية. وسجلت قيمة الصادرات ارتفاعاً بنسبة 120 في المائة وتطورت قيمة الواردات بنحو 12 في المائة. وشهد الطلب على الطاقة الأولية تحسناً بنسبة 8 في المائة، كما تطور الطلب على الغاز الطبيعي بنحو 6 في المائة والمواد البترولية بنسبة 11 في المائة.
على صعيد آخر، كشفت وثيقة نشرتها وزارة الاقتصاد والمالية والاستثمار حول تنفيذ ميزانية الدولة للسنة الحالية، عن ارتفاع الديون الداخلية في تونس بنسبة 30 في المائة مع نهاية شهر يوليو الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من السنة المنقضية، وهو ما يعادل نسبة 44.7 في المائة من إجمالي خدمة الدين العمومي، الذي يقدر بنحو 99.1 مليار دينار (36.7 مليار دولار).



بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.