مجلس الوزراء التونسي يصادق على مشروع قانون مكافحة الإرهاب

الداخلية تتعقب الإرهابي الثالث المشارك في الهجوم على {باردو}

مجلس الوزراء التونسي يصادق  على مشروع قانون مكافحة الإرهاب
TT

مجلس الوزراء التونسي يصادق على مشروع قانون مكافحة الإرهاب

مجلس الوزراء التونسي يصادق  على مشروع قانون مكافحة الإرهاب

بعد انتظار دام عدة أشهر، صادق مجلس الوزراء التونسي خلال اجتماع عقده أمس داخل قصر الحكومة بالقصبة (العاصمة التونسية) على مشروع قانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال.
وقال أحمد زورق، المتحدث باسم مجلس الوزراء، في تصريح إعلامي، إن المجلس سيحيله فورا إلى مجلس نواب الشعب (البرلمان) ليبدأ قريبا في مناقشة مختلف فصوله القانونية، وإجراء التعديلات الضرورية عليها، قبل التصديق على القانون برمته، على حد قوله.
وكانت عدة منظمات حقوقية ونقابية وأمنية قد اتهمت الحكومة والبرلمان بالتباطؤ في سن هذا القانون، الذي ينتظر منه أن يقدم الحماية القانونية لكل الأطراف المشاركة في مكافحة الإرهاب. ووفق مصادر برلمانية تونسية، فإنه من المرجح أن يكون هذا القانون متبوعا بقانون لحماية رجال الأمن والمقرات الأمنية. وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الداخلية أنها رصدت تحركات للعنصر الثالث الذي شارك في الهجوم على متحف باردو في 18 من مارس (آذار) الحالي، وأوضحت أمس في بلاغ لها أن الإرهابي ماهر بن المولدي القايدي «شوهد يرتدي قميصا وسروالا رياضيا أسود، وكان يضع على رأسه قلنسوة سوداء»، ودعت كل التونسيين إلى الإبلاغ عنه لدى السلطات الأمنية والعسكرية.
وكان شريط فيديو نشرته وزارة الداخلية بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي، قد أظهر 3 عناصر إرهابية داخل أحد أقبية متحف باردو قبل أن يختفي العنصر الثالث، فيما أعلنت المؤسسة الأمنية قتلها لعنصرين إرهابيين، هما جابر الخشناوي وياسين العبيدي. وقد تحدثت تقارير أمنية وقتها عن مشاركة 5 عناصر في الهجوم الدامي، الذي أدى إلى وفاة 20 سائحا أجنبيا، ورجل أمن، والإرهابيين، بالإضافة إلى جرح 47 آخرين. على صعيد متصل، قال محمد الخشناوي، أحد أقارب جابر الخشناوي، الطرف الرئيس في الهجوم على متحف باردو لـ«الشرق الأوسط»، إن عائلته رفضت تسلم جثته، بعد تنكرها لفعله الإرهابي، وأكد أن والده قال للسلطات «احرقوها لا حاجة لنا بها». وبعد نحو أسبوع من وقوع الهجوم الإرهابي، لا تزال عائلة الخشناوي تصر على رفضها تسلم جثته، وهي غير مصدقة لما آل إليه مصير ابنها الذي لم يتجاوز ربيعه العشرين.
وبخصوص إقدام الخشناوي على تنفيذ أكبر هجوم إرهابي بعد الثورة، قال قريبه: «نحن براء من أفعاله، وما قام به أضر بنا وبتونس»، مضيفا أن قريبه كان سيبلغ من العمر 20 سنة في أغسطس (آب) المقبل، وأنه بدأ موسمه الدراسي بشكل عادي، ثم اجتاز امتحانات المرحلة الأولى، وحصل على معدل مميز، لأنه كان متفوقا في دراسته، وفق شهادة زملائه وبقية الأطر التربوية في مدينة سبيبة (القصرين) مسقط رأسه.
وحول مغادرته تونس بشكل مفاجئ، قال الخشناوي، إن قريبه ترك مقاعد الدراسة، واختفى عن الأنظار، ثم انقطعت كل أخباره، قبل أن يتصل بعائلته من ليبيا بعد نحو شهرين من الغياب. وبعد ذلك قدم من ليبيا لتنفيذ الهجوم الإرهابي، وكان مدعوما في هذه المرحلة من طرف جهات استقبلته ووفرت له السكن، وتسترت على تحركاته إلى حين تنفيذ العملية الإرهابية. ويضيف الخشناوي أنه منذ ذلك التاريخ «غضبت عليه عائلته، وتبرأت منه ومن انتمائه للجماعات المتطرفة، وبعد ذلك قام والده بإخبار مراكز الأمن في كل من مدينة سبيبة وسبيطلة والقصرين، وأبلغ عن غيابه والتحاقه بالجماعات المتطرفة في ليبيا، وطالب السلطات الأمنية بالعثور عليه».
وخلافا لما تم ترويجه بأن الفقر هو الدافع الذي جعل قريبه يلتحق بالجماعات المتطرفة، أكد الخشناوي أن عائلة مهاجم متحف باردو ميسورة، وهي تشتغل في القطاع الفلاحي، ومعروفة بتضحياتها من أجل الوطن خلال المشاركة في الحركة الوطنية، بقيادة الحبيب بورقيبة زعيم الاستقلال في تونس.
في السياق ذاته، أعلن رفيق الشلي، وزير الدولة المكلف الملف الأمني، أن وزارة الداخلية اعتقلت 16 عنصرا شاركوا في الهجوم الإرهابي على متحف باردو، وقال في تصريح إعلامي، إن من بينهم من أعد العملية الإرهابية، ومن خطط لها، ومن جلب السلاح من ليبيا، وفيهم أيضا من خصص منزله للاجتماعات، وكذلك من راقب تحركات الأمنيين وتوقيت تغيير الحراسة على متحف باردو. أما بخصوص الإقالات التي طالت القيادات الأمنية في تونس العاصمة وباردو، فقد أوضح الشلي أن عدد المقالين بلغ حتى الآن 12 موظفا من القيادات العليا والمتوسطة لها علاقة بالهجوم الإرهابي، مضيفا أن ياسين العبيدي وجابر الخشناوي المتهمين الرئيسيين في الهجوم تلقيا تدريباتهما خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2014 في معسكر لتنظيم داعش في بنغازي.
في السياق ذاته، عرضت وزارة الدفاع خلال لقاء إعلامي، صورا لعدد من مخابئ الإرهابيين في الجبال، وصورا لعملية عسكرية في منطقة الكاف (160 كلم شمال غربي تونس)، وأخرى لعمليات عسكرية كبرى في جبال القصرين (وسط غربي تونس)، معقل تحصن كتيبة عقبة ابن نافع الإرهابية. وفي هذا الشأن قال بلحسن الوسلاتي، المتحدث باسم وزارة الدفاع لـ«الشرق الأوسط»، إن الوحدات العسكرية تمكنت إلى حدود 15 فبراير (شباط) الماضي من تفجير 65 قذيفة كانت تستهدف قوات الجيش والأمن، مضيفا أن وزارة الدفاع برمجت عدة زيارات ميدانية إلى عدة مقرات تابعة للمؤسسة العسكرية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.