نتنياهو يتراجع عن بناء وحدات سكنية في «أبو غنيم»

خوفا من العالم وأوروبا التي تتربص مشاريعه الاستيطانية

نتنياهو يتراجع عن بناء وحدات سكنية في «أبو غنيم»
TT

نتنياهو يتراجع عن بناء وحدات سكنية في «أبو غنيم»

نتنياهو يتراجع عن بناء وحدات سكنية في «أبو غنيم»

كشفت تقارير صحافية إسرائيلية، أمس، أن مشروع بناء 1500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «هار حوما»، وهي حي «جبل أبو غنيم» في القدس الشرقية المحتلة، قد جمد بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك خوفا من إشعال حريق عالمي ضده.
وجاء في التقارير، أن الهجوم الشديد الذي تتعرض له حكومة نتنياهو، منذ فوزه في الانتخابات قبل أسبوع، بات جارفا. وحسب تقرير تنشره صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عددها اليوم، يتضح أن «دول الاتحاد الأوروبي تتربص بأي مشروع استيطاني جديد لكي تقيم الدنيا فوق إسرائيل». لذلك ارتدع نتنياهو وطلب إسقاط المشروع من جدول أعمال لجنة التنظيم والبناء اللوائية في منطقة القدس.
وقد صعق حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرف من القرار، وهرعوا يهاجمونه ويذكرونه بتصريحاته عشية الانتخابات، التي أطلقها في مستعمرة «هار حوما» تحديدا حين قال: «البناء في مدينة القدس سيستمر بغض النظر عن أي ضغوط دولية».
ونقل على لسان وزير الإسكان، أوري أرييل، قوله: «لولا أنني لا أحب أن أظهر مثل أوباما، لكنت قلت مثله: من أصدق، نتنياهو الذي خطب في هار حوما، أم نتنياهو الذي فاز بالانتخابات؟». وأعلن حزبا البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا أنهما سيضعان على نتنياهو شرطا لدخول حكومته، هو أن يمتنع عن أي تجميد للبناء الاستيطاني.
وقد فعلت تهديدات اليمين المتطرف فعلها، فتنصل مسؤولون في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي من القرار، قائلين: إن «مخططات هذا المشروع لم تعرض على ديوان رئاسة الوزراء إطلاقا». لكن، وفقا لما ورد من وزارة الإسكان ومن بلدية القدس، فقد كان من المقرر أن يوضع مشروع البناء على جدول أعمال اللجنة المحلية التابعة للمجلس البلدي في القدس الغربية، على أن تصادق عليه اللجنة المختصة يوم الاثنين المقبل، بعد التداول حوله. قد تم إلغاء المناقشة المقررة خلافا لرغبة من أعدوا هذا المشروع.
وكان موقع «واللا» الصحافي كشف، أمس، أن وزارة الخارجية الأميركية تعمل في الأسابيع الأخيرة على إعداد تقرير للكونغرس، حول مشاريع الاستثمار الإسرائيلية في المستوطنات خلال السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن يشير التقرير إلى الارتفاع الكبير في حجم الموارد المالية التي تصرف على المستوطنات وتقدر بمليارات عدة من الدولارات، فيوصي بأن يتم خصم هذا المبلغ من الضمانات التي تعطيها أميركا لإسرائيل في إطار تقويتها في الاقتصاد العالمي.
والمعروف أن هذه الضمانات بلغت 10 مليارات دولار، ولكنها تقلصت إلى مبلغ لا يتجاوز 3.8 مليار دولار، مما يعني أن إسرائيل قد تبقى مع مبلغ صغير من الضمانات المستقبلية. ومع أنها لا تحتاج كثيرا للضمانات اليوم، إذ إن وضعها المالي جيد نسبيا، إلا أن تقليص الضمانات بحد ذاته يشكل ضربة وقد يؤدي إلى تخفيض مكانة إسرائيل في البنوك والأسواق العالمية. ويذكر الإسرائيليون كيف قام في حينه الرئيس جورج بوش، بخصم المبالغ التي تم استثمارها في المستوطنات من حجم الضمانات الأميركية. ثم رفض تجديد هذه الضمانات سنة 1992، مما أدى إلى سقوط حكومة يتسحاق شمير المتطرفة في حينه.



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.