لافروف يستبعد الاعتراف بـ«طالبان» ويحضها على الوفاء بوعودها

حمل على الغرب و«قمة الديمقراطية»... وكشف طلب مالي بالاستعانة بـ«فاغنر»

لافروف يجمع أوراقه بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت (أ.ب)
لافروف يجمع أوراقه بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت (أ.ب)
TT

لافروف يستبعد الاعتراف بـ«طالبان» ويحضها على الوفاء بوعودها

لافروف يجمع أوراقه بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت (أ.ب)
لافروف يجمع أوراقه بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء السبت (أ.ب)

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا والصين وباكستان والولايات المتحدة تعمل سوية من أجل وفاء «طالبان» بوعودها، وخصوصاً لمنع انتشار الجماعات المتطرفة في أفغانستان، مؤكداً أن الاعتراف بالحركة التي سيطرت على الحكم الشهر الماضي ليس قيد النقاش في الوقت الحاضر.
وكان لافروف يتحدث في مؤتمر صحافي بعد خطابه في سياق الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ76 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، إذ أشار إلى أن الدول الأربع على اتصال مستمر، موضحاً أن ممثلين من روسيا والصين وباكستان سافروا أخيراً إلى قطر ثم إلى كابل، للتواصل مع كل من «طالبان» وممثلي «السلطات العلمانية»، وبينهم الرئيس السابق حامد كرزاي ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله، اللذان ترأسا المفاوضات مع «طالبان» قبل سيطرتها على البلاد. ولفت إلى أن الحكومة المؤقتة التي أعلنتها «طالبان» لا تعكس «السلسلة الكاملة للمجتمع الأفغاني، أي القوى العرقية والدينية والسياسية. ولذلك نحن منخرطون في اتصالات (...) مستمرة». وقال إن «الأولوية القصوى» تتعلق بالوفاء بوعودهم فيما يتعلق بتشكيل حكومة جامعة، خلافاً لما كانت عليه الحال عندما حكموا البلاد بين عامي 1996 و2001، واحترام حقوق المرأة، ومكافحة الإرهاب والتطرف ومنع المسلحين من استخدام أراضي أفغانستان لشن الهجمات.

«فاغنر» إلى مالي؟
وكذلك أعلن لافروف أن دولة مالي طلبت من شركة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة مساعدتها في القتال ضد المتمردين. ووصف أعضاء المجلس العسكري في مالي، معتبراً أنهم «يحاربون الإرهاب، بالمناسبة، ولجأوا إلى شركة عسكرية خاصة من روسيا، في ظل رغبة فرنسا، كما أفهم، في تقليص وجودها العسكري هناك بشكل كبير». ونفى أي دور للحكومة الروسية بهذا التعاون المحتمل.
وأفاد رئيس وزراء مالي تشوجويل مايجا أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن بلاده شعرت بأن فرنسا تخلت عن بلاده بقرار انسحاب قوة بركان الفرنسية من شمال البلاد.

اتهامات لأميركا والغرب
وخلال خطابه أمام الجمعية العمومية، انتقد لافروف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بما في ذلك انسحابها المتسرع من أفغانستان. وقال إن هذا الانسحاب للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الناتو «حصل دون أي اعتبار للعواقب»، ملاحظاً أن «هناك الكثير من الأسلحة المتبقية في أفغانستان». وأكد أنه «من الأهمية بمكان أن مثل هذه الأسلحة لا تستخدم «لأغراض تدميرية». وإذ رفض مفهوم «النظام القائم على القواعد» المدعوم من الغرب باعتباره مناقضاً لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة، قال إن «نطاق التهديدات العابرة للحدود آخذ في الاتساع في كل مكان»، مضيفاً أنه يجري تطبيق «نهج القوة تصنع الحق، بدلاً من القانون الدولي، بوتيرة متزايدة». ورأى أن هناك محاولات عديدة حصلت في الآونة الأخيرة «لتقليص» دور الأمم المتحدة، أو جعلها «أداة مرنة» لتعزيز المصالح الوطنية الأنانية. ولاحظ أيضاً أن ألمانيا وفرنسا أعلنتا أخيراً إنشاء تحالف من أجل التعددية، متسائلاً: «أي نوع من الهياكل يمكن أن يكون أكثر تعددية من الأمم المتحدة؟»، واعتبر أن اقتراح الولايات المتحدة الأخير في شأن عقد «قمة من أجل الديمقراطية» مشبع «بروح الحرب الباردة، ويرقى إلى إعلان حملة صليبية جديدة ضد جميع من يخلفونها الرأي»، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع دعوة الرئيس بايدن إلى وقف تقسيم العالم كتلاً متعارضة.
وقال لافروف إن «استخدام العقوبات والقيود الأحادية من الدول، قوض صلاحيات مجلس الأمن والهيكلية التي تركز على الأمم المتحدة، داعياً إلى إصلاح مجلس الأمن والتكيف «مع واقع النظام العالمي المتعدد المراكز، من خلال توسيعه وزيادة تمثيل آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية»، واتخاذ «إجراءات جماعية صادقة». وذكر باقتراح الرئيس فلاديمير بوتين عقد قمة للدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس: الصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، من أجل «إجراء مناقشة صريحة حول قضايا الاستقرار العالمي».
وسئل لافروف عن رد فعل روسيا على تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من انزلاق العالم إلى حرب باردة جديدة، فأجاب: «بالطبع، نرى التوتر يتصاعد في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة»، معبراً عن «قلقه الشديد» من التوترات المتصاعدة. واعتبر أن استراتيجية إدارة بايدن الأخيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي من أهدافها «ردع تنمية الصين»، والنزاعات حول بحر الصين الجنوبي والاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وبريطانيا لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».