مقتل 4 عسكريين بتفجير إرهابي في باكستان

TT

مقتل 4 عسكريين بتفجير إرهابي في باكستان

صدر إعلان رسمي في إقليم بلوشستان يفيد بأن 4 جنود من قوات شبه عسكرية قتلوا في هجوم بالقنابل يُزعم أن جماعة عرقية قومية من البلوش تسعى للانفصال تقف خلفه. ويعتقد خبراء أن المسلحين الانفصاليين في إقليم بلوشستان شعروا بجرأة أكبر بعد سقوط الحكومة المنتخبة للرئيس أشرف غني في كابل. وأعلنت قوة شبه عسكرية في حرس الحدود أن ضابطين أصيبا في الانفجار الذي وقع عندما مرت عربة رسمية تقل جنوداً بالمنطقة التي زرعت فيها العبوات الناسفة.
يذكر أن الحادث وقع على بعد نحو 170 كيلومتراً شمال شرقي كويتا، عاصمة الإقليم. واللافت أن الوضع الأمني داخل المناطق الباكستانية الحدودية المتاخمة لأفغانستان شهد تدهوراً بالفعل في أعقاب استيلاء جماعة «طالبان» على السلطة في أفغانستان.
في غضون ذلك، بدأت الحكومة الباكستانية تحت ضغط من جهاز الأمن في البلاد في وضع ضوابط مشددة على تحركات اللاجئين الأفغان في المدن الباكستانية، وفقاً لما ذكره مسؤول حكومي كبير. وقد بدأت «الهيئة الوطنية الباكستانية لتنظيم قواعد البيانات» جمع المعلومات عن أماكن الإقامة والأعمال التي يباشرونها في المدن الباكستانية. كما ستقوم «الهيئة »بحملة للتحقق من أوضاع 1.4 مليون لاجئ أفغاني يقيمون حالياً في باكستان. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الباكستانية أن اللاجئين الأفغان كانوا مصدراً لانتشار الآيديولوجيات المتطرفة في المجتمع، وأن لهم صلات بمنظمات إرهابية من بينها تنظيم «داعش». وفي الماضي، كانت مخيمات اللاجئين في كويتا وبالقرب من بيشاور توفر الملاذ لقادة حركة «طالبان» حيث كنت تعمل من قواعدها الباكستانية ضد حكومة الرئيس أشرف غني. وتقوم «الهيئة الوطنية لقواعد البيانات والتسجيل» بجمع البيانات؛ بما في ذلك المهارات والتعليم، لما مجموعه 1.4 مليون لاجئ أفغاني جرى تسجيلهم وإصدار بطاقات التسجيل الثبوتية لهم في عام 2007. وتستضيف باكستان واحداً من أكبر تجمعات اللاجئين الأفغان في العالم، الذين فروا بعد غزو الاتحاد السوفياتي لبلادهم في عام 1979 أو أثناء نشوب الصراعات اللاحقة. وقد أعلنت الحكومة الباكستانية طرد اللاجئين الأفغان مرات عدة في الماضي، إلا إن هذه القرارات لم تدخل حيز التنفيذ قط وجرى تمديد المهلة مرات عدة. وفي عام 2018، أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان منح الجنسية للاجئين الأفغان الذين ولدوا ونشأوا في باكستان. لكن ذلك لم يحدث. والآن يطالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الباكستانية، ضمن إطار دبلوماسي خاص، بأن تكون مستعدة لقبول مزيد من اللاجئين إلى بلادها الذين نزحوا بسبب سيطرة «طالبان» على أفغانستان. غير أن باكستان رفضت ذلك. وتخشى الحكومة الباكستانية من توجه مزيد من اللاجئين إلى باكستان بسبب نقص الغذاء جراء المجاعة أو بسبب حالة الطوارئ الصحية إثر انتشار فيروس «كورونا». قد يكون بدء الحرب الأهلية سبباً آخر لفرار اللاجئين إلى باكستان.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.