الرئيس الفرنسي ووزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن يؤكدون تمسكهم بسوريا حرة وموحدة

الرئيس الفرنسي لدى استقباله وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن أمام قصر الإليزيه بباريس أمس (أ.ب)
الرئيس الفرنسي لدى استقباله وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن أمام قصر الإليزيه بباريس أمس (أ.ب)
TT

الرئيس الفرنسي ووزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن يؤكدون تمسكهم بسوريا حرة وموحدة

الرئيس الفرنسي لدى استقباله وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن أمام قصر الإليزيه بباريس أمس (أ.ب)
الرئيس الفرنسي لدى استقباله وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن أمام قصر الإليزيه بباريس أمس (أ.ب)

استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، بعد ظهر أمس، وزراء خارجية المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية، الأمير سعود الفيصل والشيخ عبد الله بن زايد وناصر جودة، في الوقت الذي تتكثف فيه المشاورات دوليا بشأن الملف السوري، بعد اجتماعات جنيف بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وقرارهما استئنافها في الـ28 من الشهر الحالي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ولم يدل الوزراء الثلاثة بأي تصريح، عقب الاجتماع الذي دام ساعة كاملة. وقد وصل الوزراء الثلاثة إلى قصر الإليزيه، وغادروه في سيارة واحدة. وهذه المرة الثانية التي يوجد فيها الوزراء الثلاثة في العاصمة الفرنسية، التي جاءوها السبت والأحد الماضيين، في إطار وفد وزاري عربي للقاء الوزير الأميركي جون كيري.
وأصدر قصر الإليزيه مساء أمس بيانا جاء فيه أن اللقاء «وفر الفرصة لفرنسا لتنسيق المواقف» بين الأطراف العربية الثلاثة بشأن المراحل اللاحقة للأزمة السورية، مضيفا أن الرئيس هولاند والوزراء الثلاثة شددوا على أهمية التمسك بموقف حازم تجاه نظام الأسد لردعه عن اللجوء مجددا إلى السلاح الكيماوي، ودفعه للدخول في مفاوضات من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة.
فضلا عن ذلك، توافق المجتمعون على «الحاجة لزيادة الدعم الدولي للمعارضة السورية الديمقراطية لتمكينها من مواجهة عمليات النظام الهجومية، الذي تخدم مواقفه الحركات المتشددة وتهدد الأمن الإقليمي والدولي». كذلك أعرب المجتمعون عن تمسكهم بسوريا «حرة وموحدة تحترم فيها حقوق وأمن جميع المجموعات (الطوائف)».
وقالت مصادر فرنسية إن باريس والبلدان الثلاثة المذكورة تتميز بتوافق المواقف من الملف السوري، إذ تعتبر أن الضغط على نظام الرئيس الأسد والتهديد بالتدخل العسكري هما العنصران اللذان جعلا دمشق تعدل مواقفها وتعترف بامتلاكها ترسانة كيماوية، وتبدي استعدادا للتعاون مع الأمم المتحدة ومع المنظمة الدولية لمنع استخدام السلاح الكيماوي، وتعلن عن عزمها الانضمام إلى المنظمة المذكورة بعد أن تجاهلتها منذ 20 عاما. فضلا عن ذلك، تدعو باريس إلى عدم الانصراف فقط إلى الملف الكيماوي وتناسي الحرب المستمرة في سوريا وهي تدعو بالتالي، كما قال الوزير فابيوس، أكثر من مرة إلى الاهتمام بالأصل، وليس فقط بالفرع.
وتتبنى باريس «مقاربة مزدوجة» من موضوع الترسانة الكيماوية السورية، حيث تعطي الدبلوماسية فرصة لإيجاد الوسائل للتخلص منها، لكنها، في الوقت عينه، تستمر بالقول إن كل الخيارات على الطاولة، وإن العودة إلى الضربة العسكرية ممكنة، في حال راوغ النظام أو لم يفِ بالتزاماته.
وما زال مشروع القرار الفرنسي الذي قدمته باريس إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على طاولة النقاش. غير أن حظوظ السير به ضعيفة بالنظر لمعارضة روسيا الشديدة له، ولرفضها لبعض بنوده، ومنها تحميله مسؤولية المجزرة الكيماوية التي حصلت صبيحة 21 أغسطس (آب) الماضي للنظام السوري، ومطالبته بمحاكمة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية، وتمسكه بقرار تحت الفصل السابع، وتضمينه بندا يتيح اتخاذ «إجراءات» ضد النظام، إذا فشل بتنفيذ تعهداته.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في المؤتمر الصحافي للوزارة، أمس، إن النقاش يدور حول معرفة ما إذا كان المجلس سيصدر قرارا «وتحت أي فصل»، أم بيانا رئاسيا. ووفق المصادر الفرنسية، فإن ذلك مرتبط بما يكون قد توصل إليه الوزيران الأميركي والروسي في جنيف.
في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس أن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) في ضاحية دمشق، وحملت باريس مسؤوليته إلى النظام السوري، رصدته أجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم ذاته.
وتحدث الوزير في ختام زيارة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية في قاعدة كراي في شمال باريس مؤكدا أن «الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا».



السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف عليها، داعية إلى رفع مستوى الوعي العالمي بأهمية المحافظة على الأراضي، وذلك خلال كلمة ألقاها المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16»، في الجلسة رفيعة المستوى «الطريق إلى الرياض»، التي أقيمت على هامش أعمال الدورة (79) للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وعُقد هذا الحدث الرفيع لحشد الزخم الدولي لمؤتمر «كوب 16»، الذي تستضيفه السعودية خلال الفترة بين 2 و13 ديسمبر المقبل في الرياض، وشهد حضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان السفيرة السعودية لدى أميركا، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، والسفير الدكتور عبد العزيز الواصل مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، والدكتور إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وممثل دولة موريتانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعرب الفضلي، عن تطلع السعودية إلى المشاركة الدولية الفاعلة في أعمال وفعاليات مؤتمر «كوب 16» بالرياض، ليكون نقطة تحوُّل في مسار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومظلة عالمية مهمة للعمل المشترك؛ لمواجهة التحديات البيئية الرئيسة.

وعدّ الحدّ من تدهور الأراضي وآثار الجفاف، من أهم أهداف هذه الاتفاقية، التي تُعنى بالمحافظة على الأراضي، باعتبارها إحدى الأسس الرئيسة للحياة على كوكب الأرض, مما يتطلب الحاجة إلى مضاعفة الجهود الدولية، والتعاون المشترك، للعمل على حماية الأراضي واستعادتها من التدهور، ومكافحة آثار الجفاف.

وأكد الفضلي، أن استضافة السعودية لـ«كوب 16»، تأتي امتدادًا طبيعيًا لاهتمامها بتعزيز جهود المحافظة على البيئة، محليًا وإقليميًا ودوليًا، مشيراً إلى أن السعودية تبنّت عددًا من المبادرات البيئية الرائدة، في مقدمتها مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، إضافةً إلى المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، التي تبنتها مجموعة دول العشرين (G20)، أثناء رئاسة المملكة لها.

وأضاف الفضلي، أن السعودية أولت حماية البيئة بشكلٍ عام، والحد من تدهور الأراضي والتصحر بشكلٍ خاص، أهميةً قصوى, للدور الرئيس الذي تلعبه البيئة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة، إضافةً إلى تحسين جودة الحياة.

وتابع: «لتحقيق ذلك، اعتمدت حكومة المملكة، الإستراتيجية الوطنية للبيئة، والتي اشتملت على الإطار المؤسسي لتنفيذ العديد من المبادرات، والبرامج، والمراكز البيئية المتخصصة، كما وضعت الخطط والتشريعات، للالتزام بالضوابط البيئية، والحد من التلوث، إضافة إلى تنمية الغطاء النباتي، والحياة الفطرية، وتعزيز إدارة النفايات».

وأبدى تطلعه إلى المشاركة الفاعلة للمجتمع الدولي في الدورة الـ (16) للمؤتمر بالرياض، «لنتمكن جميعًا من الوصول إلى مخرجات طموحة، تسهم في الحد من تدهور الأراضي ومواجهة الحفاف، وتعزيز المحافظة على البيئة، والموارد الطبيعية واستدامتها؛ لضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة»، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية للتصدي للتحديات البيئية، ستكون ذات أثر بالغ، بمثل هذه المشاركة الفعّالة للقطاعات كافة.

وشكّل تفاقم موجات الجفاف، وزيادة المساحات المتدهورة من الأراضي حول العالم، خلال السنوات الأخيرة، تحديات بيئية كبيرة، حيث تجاوزت الخسائر السنوية الناجمة عن تدهور الأراضي حول العالم 6 تريليونات دولار، وفقًا للتقارير الدولية، فضلًا عن فقدان التنوع الأحيائي، وانبعاثات الغازات، مما تسبب في نزوح الملايين من البشر على مستوى العالم.

من جانب آخر، عقد الفضلي، اجتماعًا، بمشاركة الجبير، مع المجلس الاستشاري رفيع المستوى للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية مكافحة التصحر، الذي يتكون من الرؤساء السابقين لفنلندا تاريا هالونين، والسنغال ماكي سال، وكولومبيا إيفان دوكي، وكوستاريكا كارلوس ألفارادو، وناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، والناشطة البيئية هندو إبراهيم، وأندريه هوفمان نائب رئيس مجلس إدارة شركة روش القابضة.