كيف تغيّر شكل البرلمان الجديد؟

شكّل دخول الحزب الجديد «الناس الجدد» إلى تركيبة البرلمان الروسي تطوراً مهماً؛ كونه كسر احتكار الأحزاب الأربعة التقليدية الكبرى للتمثيل في البرلمان.
والجدير بالذكر، أن الحزب الجديد أسس في أقاليم الشرق الروسي أصلاً، وأنصاره موجودون بكثافة في الأقاليم وليس في المركز الفيدرالي؛ ما يمنحه تميزاً. ثم كان لافتاً أن مصادر الحزب أعلنت أنه قد يحصل على منصب نائب رئيس البرلمان في مجلس الدوما الجديد، وهذا يعكس ارتياح الكرملين لنجاح الحزب وكونه راضياً عن أدائه.
بيد أن التغيير في تركيبة البرلمان المقبل لا يقتصر على ذلك. إذ دلت لوائح الفائزين على قائمة الحزب الحاكم «روسيا الموحدة»، أن الحزب بث دماءً جديدة في صفوفه. وبالفعل، بلغت نسبة التغيير نحو 50 في المائة من نوابه، وهذا مؤشر مهم إلى أن الكرملين استفاد من التجارب السابقة التي رافقت موجات الاحتجاج الشعبي العام الماضي، وخصوصاً في مسألة تأثير المعارضة على مزاج الشارع، وتحديداً على فئات الشباب.
ولذا؛ يبدو أن الحزب بتركيبة نوابه الجديدة، ومع دخول حزب «الناس الجدد» إلى البرلمان، سيعمل بشكل نشط لسحب قاعدة شعبية مهمة من المعارضة غير النظامية.
أيضاً بيّنت تركيبة البرلمان الجديد وجود تحوّل في مستوى تمثيل «الحزب الليبرالي الديمقراطي» الذي بالكاد حصل على أصوات 7.5 في المائة مسجلاً أسوأ تراجع له منذ سنوات.
وكان الحزب الذي يقوده السياسي المثير للجدل فلاديمير جيرينوفسكي، ذو النزعة القومية، حصل في الانتخابات السابقة على 13 في المائة وكانت كل التقديرات تشير إلى احتمال حصوله في هذه الانتخابات على 12 في المائة.
ومع تراجع تمثيله في البرلمان الجديد يبدو وفقاً لمراقبين أن الحزب دفع ثمن المشاركة النشطة لناخبيه في مناطق أقصى الشرق الروسي في حملات احتجاجية ضد سياسات الرئيس فلاديمير بوتين نظمت العام الماضي.