الطريق نحو رئاسيات 2024

الطريق نحو رئاسيات 2024
TT

الطريق نحو رئاسيات 2024

الطريق نحو رئاسيات 2024

يكاد المحللون في روسيا يجمعون على أن النتيجة الأبرز للاستحقاق الانتخابي الحالي، أنها تفتح الطريق نحو ضبط الوضع الداخلي، لجهة محاصرة نشاط المعارضة، واستقرار عملية صنع القرار السياسي والتشريعي والسياسات الاقتصادية... تمهيداً للاستحقاق الأهم في 2024 عندما يحين موعد التجديد للرئيس فلاديمير بوتين على ولاية رئاسية جديدة.
كانت التعديلات الدستورية التي أقرت العام الماضي، تضمنت «تصفير» العدّاد الرئاسي لبوتين، ورفع عقبة قانونية مهمة كانت تحول دون خوضه المنافسة في الانتخابات المقبلة. إذ نص التعديل على حقه في الترشح مجددا لولايتين رئاسيتين قد يبقى معهما على سدة الرئاسة حتى العام 2036. وفي هذا المسار، كما يقول خبراء روس، وعلى الرغم من أن بوتين لم يعلن قراره النهائي حول نيته الترشح بعد، فإن «ترتيب البيت الداخلي» وإضعاف أصوات المعارضة، وإنجاز تركيبة برلمانية قوية ومريحة للكرملين... تعد بين الشروط الأساسية للاستحقاق المقبل.
في المقابل، لا تقلل روسيا من حجم وتأثير توجه البلدان الغربية إلى استخدام المرحلة المتبقية على إطلاق الاستحقاق الرئاسي لتصعيد الضغوط على الكرملين، وإثارة أو دعم حملات تشكيك أو عمليات احتجاج واسعة. وبدا الربط بين الاستحقاق الحالي واستحقاق 2024 لافتاً في حديث أكثر من مسؤول روسي، كان أبرزهم رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين عندما أشار إلى «علم المؤسسة الأمنية الروسية بتحضيرات تقوم بها أجهزة أجنبية لزعزعة الوضع في روسيا خلال استحقاقي 2021 و2024».
هذا الربط، وهو الأول من نوعه على هذا المستوى، أوضح مسار التفكير الروسي في المرحلة اللاحقة بعد الانتخابات الحالية، وطبيعة التحضيرات التي يبدو أنها بدأت مبكراً للتحضير للاستحقاق المقبل، وضمان مواجهة أي محاولة خارجية للتأثير عليه، بعدما تم ضمان استقرار الأوضاع داخلياً، وفقاً لوجهات نظر المقرّبين من الكرملين.



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»