دراسة: تناول منتجات الألبان يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25 %

دراسة: تناول منتجات الألبان يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25 %
TT

دراسة: تناول منتجات الألبان يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25 %

دراسة: تناول منتجات الألبان يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة 25 %

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية خبرا أفادت فيه بأن دراسة حديثة توصلت الى أن البالغين الذين يتناولون نظاما غذائيا غنيا بمنتجات الألبان تقل احتمالية إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 25%.
وحسب الصحيفة، فقد ربطت الأبحاث السابقة بشكل عام منتجات الألبان بمشاكل القلب لاحتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون. لكن أحدث دراسة أسترالية اشارت إلى أن العناصر الغذائية الأخرى داخل منتجات الألبان لها تأثير وقائي على القلب وتساعده على العمل بشكل طبيعي.
وفي هذا الاطار، قال الباحثون إن الناس يجب أن يلتزموا بمنتجات الألبان التي تحتوي على إضافات أقل وليست محلاة أو مملحة.
وحث الدكتور ماتي ماركلوند المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة من معهد جورج للصحة العالمية بأستراليا، بضرورة تناول منتجات الألبان لأنها مهمة.
وفيما تستمر بعض الإرشادات الغذائية باقتراح اختيار منتجات ألبان قليلة الدسم ابتعد البعض الآخر عن هذه النصيحة. وبدلا من ذلك، فإن اقتراح منتجات الألبان يمكن أن يكون جزءا من نظام غذائي صحي مع التركيز على اختيار بعض منتجات الألبان مثل الزبادي بدلا من الزبدة أو تجنب منتجات الألبان المحلاة بالسكر المضاف.
ولتوضيح الأمر أكثر، قال الدكتور ماركلوند "في حين أن النتائج قد تتأثر جزئيا بعوامل أخرى غير دهون الألبان، فإن دراستنا لا تشير إلى أي ضرر لدهون الألبان في حد ذاتها".
وتم اختبار دم أكثر من أربعة آلاف شخص يبلغون من العمر الستين عاما من السويد في الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها في مجلة "بلس ميديسن"؛ حيث توبعوا لمدة 16 عاما وتم تسجيل عدد أحداث القلب والأوعية الدموية والوفيات التي حدثت. كما تمت مقارنة النتائج مع 17 دراسة أخرى مماثلة شملت 43 ألف شخص من الولايات المتحدة والدنمارك وبريطانيا لتأكيد النتائج التي تم التوصل إليها. وقد أظهرت البيانات أن الذين تناولوا المزيد من دهون الألبان في نظامهم الغذائي كانوا أقل عرضة بنسبة 25% للإصابة بمشاكل في القلب مقارنة بمن تناولوا كميات أقل منها. فيما لم تسجل الدراسة نوع منتجات الألبان المستهلكة من قبل المشاركين.
من جهتها، قالت الدكتورة كاثي تريو من معهد جورج للصحة العالمية فرع أستراليا مؤلفة الدراسة الرئيسية، إنه من المهم تناول منتجات الألبان الصحية فقط. مؤكدة "أن الدلائل المتزايدة تشير إلى أن التأثير الصحي لأغذية الألبان قد يكون أكثر اعتمادا على النوع كالجبن واللبن والزبدة، بدلا من محتوى الدهون، الأمر الذي أثار الشكوك حول ما إذا كان تجنب دهون الألبان بشكل عام هو المفيد لصحة القلب والأوعية الدموية".
من جانبه، أوضح البروفيسور إيان جيفنز خبير التغذية بجامعة ريدينغ البريطانية غير المشارك في الدراسة، أن نتائجها تتطابق إلى حد كبير مع نتائج الأبحاث السابقة.
وفي المحصلة، يقول مؤلفو الدراسة إن هناك أدلة متزايدة على أن الآثار الصحية لمنتجات الألبان تعتمد على نوع الطعام. وربما توجد معظم الأدلة المتاحة على الجبن الصلب حيث تظهر مجموعة من الدراسات أن مصفوفة الغذاء الفيزيائية والكيميائية تقلل من كمية الدهون التي يمتصها الجسم ما يؤدي إلى زيادة معتدلة أو معدومة في نسبة الدهون في الدم والتي تعد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنه قد يكون هناك صلة بين استهلاك المزيد من منتجات الألبان وتحسين صحة القلب. بينما أشار الباحثون إلى المحتوى الغذائي العالي في منتجات الألبان لشرح هذا التعزيز لنظام القلب والأوعية الدموية، حيث أنها مصدر رئيسي لفيتامين B12 الذي يستخدم في بناء خلايا الدم الحمراء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي، اضافة لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يلعب دورا مهما في الحفاظ على صحة الأعصاب والعضلات.


مقالات ذات صلة

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

الخليج النسخة السابقة من القمة شهدت توقيع 11 اتفاقية تعاون مع جهات عالمية (وزارة الحرس الوطني)

انطلاق «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» الثلاثاء

يرعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النسخة الثالثة من «قمة الرياض العالمية للتقنية الحيوية الطبية» التي تنطلق أعمالها يوم الثلاثاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك رجل يمارس رياضة الركض أمام أحد الشواطئ (رويترز)

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة أن القيام بالنشاط البدني، مرتين في اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساعة السادسة مساء، قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11 %.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الزواج يقلل احتمالية الإصابة بالاكتئاب (رويترز)

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يلعب الضوء دوراً كبيراً في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية (رويترز)

كيف يؤثر الضوء على صحتك العقلية؟

للضوء دور كبير في رفاهيتنا وصحتنا النفسية والعقلية. ولهذا السبب يميل كثير منا إلى الشعور بمزيد من الإيجابية في فصلَي الربيع والصيف.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب

التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
TT

التشكيلية الكردية يارا حسكو تحتفي بالمرأة وتُجسِّد مآسي الحرب

التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)
التشكيلية الكردية تناولت آلام النساء في زمن الحرب (الشرق الأوسط)

تشقّ يارا حسكو مسارها بثبات، وتُقدّم معرضها الفردي الأول بعد تجربة فنّية عمرها 5 سنوات. فالفنانة التشكيلية الكردية المتحدّرة من مدينة عفرين بريف محافظة حلب، تناولت في لوحاتها مجموعة موضوعات، ووظَّفت ألوان الطبيعة وخيوطها لتعكس حياتها الريفية التي تحلم بالعودة إليها؛ فتمحورت أعمالها بشكل رئيسي حول حياة المرأة خلال سنوات الحرب السورية بآمالها وآلامها.

بأسلوب تعبيري مميّز، جسّدت حسكو بريشتها معاناة النساء من مآسي الحروب، إلى يوميات اللجوء والتهجير. فالمعرض الذي لم يحمل عنواناً ضمّ 26 لوحة أقامته في قاعة «كولتورفان» ببلدة عامودا غرب مدينة القامشلي؛ وهو الأول من نوعه خلال مسيرتها.

تفتتح حديثها إلى «الشرق الأوسط» بالقول إنها ابنة المدرسة التعبيرية وفضَّلت الابتعاد عن الواقعية. وتتابع: «أنا ابنة الريف وأحلم بالعودة إلى مسقطي في قرية عرشقيبار بريف عفرين، للعيش وسط أحلام بسيطة، لذلك اخترتُ الفنّ للتعبير عن حلمي وبساطتي في التعامل مع زخم الحياة».

يضمّ معرضها مجموعة أعمال دخلت من خلالها إلى روح النساء، رابطةً ظروف حياتهنّ الخاصة برسومها، لتعيد سرد قصة كل لوحة بحركات وتعابير تحاكي الحرب السورية وتقلّباتها الميدانية التي انعكست بالدرجة الأولى على المرأة؛ أكثر فئات المجتمع السوري تضرراً من ويلات الاقتتال.

إنها ابنة المدرسة التعبيرية وفضَّلت الابتعاد عن «الواقعية» (الشرق الأوسط)

تشير حسكو إلى ابتعادها عن فنّ البورتريه بالقول: «اللوحة ليست صورة فحسب، فمفهومها أعمق. لم يكن لديّ فضول للرسم فقط؛ وإنما طمحتُ لأصبح فنانة تشكيلية». وتسرد حادثة واجهتها في بداية الطريق: «أخذتُ قميص أخي الذي كان يُشبه قماش اللوحة، وبعد رسمي، تساءلتُ لماذا لا يستقر اللون على القميص، وصرت أبحثُ عن بناء اللوحة وكيفية ربط القماش قبل بدء الرسم».

المعرض ضمّ لوحات حملت كل منها عنواناً مختلفاً لترجمة موضوعاتها، بينها «نساء الحرب»، و«امرأة وحبل»، و«المرأة والمدينة». كما برزت ألوان الطبيعة، إلى جانب إضفاء الحيوية لموضوعاتها من خلال اختيار هذه الألوان والحركات بعناية. وهو يستمر حتى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفق الفنانة، مؤكدةً أنّ التحضيرات لإقامته استمرّت عاماً من الرسم والتواصل.

المعرض الذي لم يحمل عنواناً ضمّ 26 لوحة (الشرق الأوسط)

يلاحظ متابع أعمال حسكو إدخالها فولكلورها الكردي وثقافته بتزيين معظم أعمالها: «أعمل بأسلوب تعبيري رمزي، وللوحاتي طابع تراجيدي يشبه الحياة التي عشناها خلال الحرب. هذا هو الألم، ودائماً ثمة أمل أعبّر عنه بطريقة رمزية»، مؤكدةً أنّ أكبر أحلامها هو إنهاء الحرب في بلدها، «وعودة كل لاجئ ونازح ومهجَّر إلى أرضه ومنزله. أحلم بمحو هذه الحدود ونعيش حرية التنقُّل من دون حصار».

في سياق آخر، تعبِّر يارا حسكو عن إعجابها بالفنان الهولندي فنسينت فان غوخ، مؤسِّس مدرسة «ما بعد الانطباعية» وصاحب اللوحات الأغلى ثمناً لشهرتها بالجمال وصدق المشاعر والألوان البارزة. أما سورياً، فتتبنّى مدرسة فاتح المدرس، وتحبّ فنّ يوسف عبدلكي الأسود والفحمي. وعن التشكيلي السوري الذي ترك بصمة في حياتها، تقول: «إنه الفنان الكردي حسكو حسكو. تعجبني أعماله عن القرية، وكيف اشتهر بإدخال الديك والدجاجة في رسومه».

خلال معرضها الفردي الأول بعد تجربة فنّية عمرها 5 سنوات (الشرق الأوسط)

بالعودة إلى لوحاتها، فقد جسّدت وجوه نساء حزينات يبحثن عن أشياء ضائعة بين بيوت مهدّمة، وشخصيات تركت مدنها نحو مستقبل مجهول بعد التخلّي عن الأحلام. تتابع أنها متأثرة بمدينة حلب، فبعد وصول نار الحرب إلى مركزها بداية عام 2014، «انقسمت بين شقّ خاضع للقوات الحكومية، وآخر لمقاتلي الفصائل المسلّحة، مما فاقم مخاوفي وقلقي».

من جهته، يشير الناقد والباحث أرشك بارافي المتخصّص في الفنّ والفولكلور الكردي، إلى أنّ المعرض حمل أهمية كبيرة لإضاءته على النساء، أسوةً بباقي فئات المجتمع السوري الذين تضرّروا بالحرب وتبعاتها. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «استخدمت الفنانة رموزاً تُحاكي موضوعاتها مثل السمكة والتفاحة والمفتاح، لتعكس التناقضات التي عشناها وسط هذه الحرب، والثمن الذي فرضته الحدود المُحاصَرة، والصراع بين الانتماء واللاانتماء، وبين الاستمرارية والتأقلم مع الظروف القاسية».

يُذكر أنّ الفنانة التشكيلية يارا حسكو عضوة في نقابة اتحاد الفنانين السوريين، وهي من مواليد ريف مدينة عفرين الكردية عام 1996، تخرّجت بدايةً في كلية الهندسة من جامعة حلب، ثم التحقت بكلية الفنون الجميلة لشغفها بالفنّ. بدأت رسم أولى لوحاتها في سنّ مبكرة عام 2010، وشاركت في أول معرض جماعي عام 2019، كما شاركت بمعارض مشتركة في مدينتَي حلب والعاصمة دمشق.