الأمم المتحدة تعرض 6 مقترحات لتشكيل حكومة ومجلس رئاسي وبرلمان جديد في ليبيا

ليون يغادر طبرق وسط احتجاجات دون لقاء رئيس البرلمان المنتخب

الأمم المتحدة تعرض 6 مقترحات لتشكيل حكومة ومجلس رئاسي وبرلمان جديد في ليبيا
TT

الأمم المتحدة تعرض 6 مقترحات لتشكيل حكومة ومجلس رئاسي وبرلمان جديد في ليبيا

الأمم المتحدة تعرض 6 مقترحات لتشكيل حكومة ومجلس رئاسي وبرلمان جديد في ليبيا

أشعلت ديبورا كاي جونز السفيرة الأميركية لدى ليبيا أزمة سياسية ودبلوماسية استدعت مطالبة الجيش لها بالاعتذار الرسمي عن معلومات خاطئة روجت لها في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فيما منع محتجون رئيس بعثة الأمم المتحدة من الاجتماع مع المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب بمقره المؤقت بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي.
وقالت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي في بيان لها إنها «تستهجن وتستنكر ما صدر عن السفيرة الأميركية بشأن مذبحة ترهونة أول من أمس التي استهدفت فيها ميليشيات صلاح المرغني التابعة لفجر ليبيا منزل العقيد بوعجبله الحبشي وقتلت 8 أشخاص من بينهم أخوه وزوجته وابنه وابنته وذلك بعد استهداف طائرات الجيش الليبي لمعسكر الميليشيات المذكورة». واعتبرت أن ما ورد في تصريحات جونز بأن طائرات الجيش الليبي استهدفت مقرا لنازحي تاورغاء، هي معلومات غير صحيحة على الإطلاق وبعيدة عن الحقيقة وتزييف للحقائق تأتي في إطار دعمها للميليشيات الإرهابية. وأضافت «نضع أمام الشعب الليبي والمجتمع الدولي إثباتا آخر ودليلا قاطعا على دعم دولي للإرهابيين وفي ذات الوقت نطالب السيدة السفيرة الأميركية بتفسير لما ورد منها سابق الذكر والاعتذار للشعب الليبي وللجيش الليبي عن هذه التصريحات»، كما دعت الجهات الليبية والدولية ذات العلاقة لاتخاذ موقف سياسي حيال دعم دول أجنبية للميليشيات في ليبيا الذي يعتبر تدخلا في الشأن الليبي يوسع الهوة بين الليبيين ويذكي روح الفتنة والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
وكانت السفيرة الأميركية قد زعمت عبر حسابها على موقع تويتر أمس أن «أنباء فظيعة من ترهونة حيث قتل 8 أبرياء من نازحي تاورغاء» في إشارة إلى أعضاء جماعة أقلية نزح آلاف منهم بعد سقوط القذافي، وتابعت جونز الموجودة حاليا خارج ليبيا «العنف ليس في مصلحة أحد».
لكن السفيرة الأميركية فاجأت متابعيها أمس بتغريدة مقتضبة من كلمتين فقط، حيث كتبت عبارة «مع السلامة» بحروف لاتينية، فيما بدا أنه بمثابة وداع غير رسمي وسط شائعات عن احتمال إقدام الخارجية الأميركية على تعيين لسفير جديد ليحل محل جونز التي اضطرت معه على ما يبدو لتجميد حسابها الرسمي على موقع تويتر، بعد انتقادات لاذعة بسبب إعلانها مقتل 8 مدنيين في غارة جوية شنها الجيش الليبي جنوب غربي طرابلس أمس. وكشفت النقاب عن اتهامها لقوات الجيش، بارتكاب مجزرة بحق مدنيين، أدت إلى تهديد طالها هي وعائلتها، وأضافت في تغريدة لها: «لقد توصلت إلى أنه من الأفضل وضع حد لجهود التواصل عبر تويتر، كون هذا الأمر يصرف النظر عن هدفنا، في تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا». كما زعمت أنها تلقت تهديدات بالتعرض لها ولأسرتها، مضيفة «لسوء الحظ، يبدو أن هناك بعض التركيز أكثر على تحليل وتشويه التغريدات من قراءة البيانات الفعلية للسياسة الأميركية».
إلى ذلك، وبعد ساعتين قضاهما مع محمد الدايري وزير الخارجية الليبي بصالة الانتظار بمطار طبرق، اضطر برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى المغادرة عائدا إلى العاصمة طرابلس بعدما منعه محتجون من المغادرة للاجتماع مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح. وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن حشدا من المواطنين الليبيين أغلقوا طرق المطار لحظة وصول ليون البارحة، احتجاجا على ما وصفوه بمواقفه التي تكيل بمكيالين تجاه الأزمة الليبية ومعارضته رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي.
وحاصر المحتجون القاعة الرئيسية للمطار ومنعوا ليون من الخروج منها للقاء أعضاء مجلس النواب في مقر المجلس بمدينة طبرق، كما طلبوا منه مغادرة ليبيا فورا. وردد المشاركون في هذا الحشد هتافات منددة بمواقف ليون التي وصفوها بالمنحازة لميلشيات فجر ليبيا التي تسيطر منذ الصيف الماضي بقوة السلاح على العاصمة طرابلس. لكن ليون تجاهل وجود مجلسين وسعى في المقابل لإقناع الفصائل الليبية المتنافسة بتشكيل حكومة وحدة بتعيين «مجلس رئاسي» لمحاولة حل الصراع في الدولة النفطية، حيث كشفت بعثة الأمم المتحدة أمس عن 6 مقترحات جديدة في الحوار الذي ترعاه في مدينة الصخيرات بالمغرب وقالت إنها تأمل في تسريع المحادثات.
واعتبرت أن ليبيا تواجه خطر توسع انتشار المواجهات وتعمق الانقسامات وعندها سيشكل الإرهاب وتناميه تهديدا خطيرا على البلاد والمنطقة، لافتة إلى أنه ليس بمقدور ليبيا الانتظار أكثر من ذلك للتوصل إلى تسوية يمكن أن تعيد الأمن والاستقرار وتنهي معاناة الناس.
ويتكون الحل المقترح من 6 بنود أهمها تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومجلس رئاسي مكون من شخصيات مستقلة، كما اقترحت البعثة إنشاء مجلس للنواب، يعد الهيئة التشريعية يمثل جميع الليبيين في إطار التطبيق الكامل لمبادئ الشرعية ومشاركة الجميع.
واقترحت أيضا وجود مجلس أعلى للدولة مستلهم من مؤسسات مشابهة موجودة في عدد من البلدان، فضلا عن هيئة صياغة الدستور، فضلا عن إنشاء مجلسين للأمن القومي والبلديات. وأوضحت أن ليون كان مقررا عودته أمس إلى الصخيرات في المغرب حيث تنعقد جلسات الحوار السياسي الليبي على أمل أن تكون الأطراف مستعدة لتسريع المباحثات.
إلى ذلك، قال مسؤولون في الجيش إن 5 أشخاص قتلوا وأصيب 11 أمس حين فجر مهاجم انتحاري سيارة ملغومة أمام معسكر للجيش في مدينة بنغازي بشرق البلاد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.