الترجمة العربية لكتاب نعوم تشومسكي «لأننا نقول ذلك» صدرت أخيراً عن «دار المدى». وأنجز الترجمة أحمد الزبيدي. والكتاب مجموعة من المقالات التي نشرها عالم اللسانيات المثير للجدل. وجاء في التقديم:
«يؤكد كل مقال في هذا الكتاب أنه (تشومسكي) لا يؤيد فكرة وجود بُعد واحد للسلطة، وهي فكرة غالباً ما يجد المرء تأييداً لها بين كثيرين من مفكري اليسار. إنه يدرك جيداً أن السلطة متعددة الأوجه، وتعمل من خلال عدد من الوسائل المادية والمعنوية، هي ماهرة بشكل خاص في الإشارة إلى أن السلطة لها أيضاً وظيفة تربوية ويجب أن تتضمن فهماً تاريخياً لصناعة العلاقات العامة والجهاز الثقافي الناشئ والقائم، التي تعتبر عناصر مركزية في قضايا السلطة وتمثيل رغبات الناس والخيال الراديكالي والتي تعتبر أنماط الإقناع وتشكيل الهويات وصياغة الرغبات.
يكشف تشومسكي باستمرار عن الفجوة بين الواقع والوعد بديمقراطية راديكالية، لا سيما في الولايات المتحدة، رغم أنه غالباً ما يقدم تحليلاً مفصلاً للطريقة التي يتم بها تشويه الديمقراطية في عدد من البلدان التي تخفي وراء الادعاءات الكاذبة بديمقراطية أنظمتها أنماطاً متنوعة من الاضطهاد. حاول تشومسكي إعادة صياغة الوعود بالديمقراطية وفي الوقت نفسه تطوير طرق جديدة لتنظير قضايا التفويض والخيال الاجتماعي خارج التركيز النيوليبرالي على الفردية والخصخصة وافتراض أن القيمة الوحيدة المهمة هي قيمة التبادل. على عكس العديد من المثقفين المحاصرين في خطاب الصوامع الأكاديمية واشتراطات المهنة الصارمة، فإن تشومسكي يكتب ويتحدث من منظور ما يمكن تسميتها (المجموعات المترابطة). من خلال القيام بذلك، فهو يربط بين مجموعة متنوعة من القضايا كجزء من فهم أكبر للقوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتنوعة والمحددة التي تشكل حياة الناس في ظروف تاريخية معينة. إنه واحد من عدد قليل من المنظرين في أميركا الشمالية الذين يتبنون أنماط التضامن والنضال الجماعي ليس كفكرة لاحقة بقدر ما هي أساسية لما يعنيه ربط الخصائص المدنية والاجتماعية والأخلاقية وجعلها أساساً لحركات المقاومة العالمية.
وينطوي دوره كمفكر عام على أسئلة حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه الديمقراطية الحقيقية، وكيف يتم تخريب مُثُلها وممارساتها، وما القوى اللازمة لتشكيلها. هذه هي الأسئلة التي في صميم تفكيره وأحاديثه والتعليقات التي يتضمنها هذا الكتاب».
تشومسكي يطرح أسئلته حول {الديمقراطية الحقيقية}
تشومسكي يطرح أسئلته حول {الديمقراطية الحقيقية}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة