تهديد «حزب الله» للمحقق في انفجار المرفأ يتفاعل

TT

تهديد «حزب الله» للمحقق في انفجار المرفأ يتفاعل

تفاعل تهديد «حزب الله» للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار الذي استمع إليه يوم أمس وزير العدل القاضي هنري الخوري مستوضحا عن هذا التهديد، فيما تقدم الوزير السابق يوسف فنيانوس بدعوى لنقل الملف من يد البيطار «للارتياب المشروع»، وأعلن الوزير السابق والنائب نهاد المشنوق أنه سيتقدم بطلب عدم صلاحية المحقق العدلي بمتابعة القضية.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «وزير العدل القاضي هنري الخوري التقى المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، واستوضح منه حصرا عما تداولته وسائل الإعلام والمتعلقة بأمنه الشخصي، وسيقوم الوزير الخوري بمتابعة هذا الأمر مع المراجع القضائية المختصة كي يُبنى على الشيء مقتضاه»، وذلك بعدما كان النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات طلب من البيطار «إعداد تقرير حول ما يتم تداوله عن رسالة (تهديد) شفهية وصلته بالواسطة من السيد وفيق صفا مسؤول أمن (حزب الله)». وذكرت قناة «إل بي سي» أمس أن البيطار رد خطيا على طلب عويدات بالتأكيد على فحوى الرسالة التي وصلته ويتم التداول بها.
في غضون ذلك استنكرت جهات لبنانية تعرض البيطار للتهديد، وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان: «من المخزي جداً أن يتم تهديد محقق عدلي يعتبر بين أقرانه من أشرف وأنزه القضاة، وفي قضية بحجم انفجار مرفأ بيروت والمآسي التي نتجت عنه، كما أنه من المؤسف جدا ألا تتجاوب مع المحقق الكثير من الشخصيات المطلوبة إلى التحقيق، ساعة بحجة الحصانات، وساعة أخرى بحجة التوازن الطائفي، والمطلوب من وزير العدل الجديد والحكومة الجديدة بأكملها أن تقف سدا منيعا بوجه كل تهديد أو عرقلة للمحقق العدلي. وبكافة الأحوال وبطريقة أو بأخرى لن نترك قضية انفجار المرفأ تسقط من دون كشف حقيقتها».
بدوره سأل رئيس حزب الكتائب اللبنانية، سامي الجميل في تغريدة عبر «تويتر»: «‏بأي صفة يجتمع وفيق صفا مع كبار القضاة في قصر العدل لينظر في أهم وأدق ملف ويرسل تهديداته للمحقق العدلي، في ظل سكوت مريب للرؤساء والوزراء والنواب؟!»، مضيفا «نحمل هذه المنظومة ومن خلفها (حزب الله) ومن أمامها الرؤساء الثلاثة ومجالسهم التسوية الخاضعة مسؤولية عرقلة التحقيق ومسار المحاسبة».
في موازاة ذلك، تحدث الوزير السابق يوسف فنيانوس، (المحسوب على تيار «المردة» المتحالف مع «حزب الله») بعد توجه فريق من محامي الدفاع عنه اليوم لتقديم دعوى «نقل الدعوى للارتياب المشروع»، عما قال إنها «بطولات وهمية»، وهو أحد الوزراء السابقين الذين صدرت بحقه مذكرة توقيف غيابية بعد تمنعه عن الحضور أمام المحقق. وأعرب فنيانوس عن أسفه «لاضطراره تقديم دعوى للارتياب المشروع، وذلك حرصا على حسن سير التحقيق والوصول إلى الحقيقة المرجوة». وقال: «بانتظار نتيجة هذه الدعوى سوف أحدد موقفي وفقا للقانون، معتمدا على نزاهة القضاء».
ورأى فنيانوس «أن إصدار مذكرة توقيف في حقه خطوة غير مشروعة وظالمة، إذ ن المجلس العدلي أصلا ليس صاحب الصلاحية». وقال: «أتت مصيبة انفجار المرفأ وهناك من يريد تحميلي كشخص، من موقعي كوزير سابق للأشغال العامة والنقل، ذنوب كل القضية بكل أبعادها. حيث أؤكد أنني أتحمل مسؤولياتي الإدارية إن وجدت. وليس هناك من شرع أو حق يقبل بأن أحمل جريمة قتل الشهداء وإيذاء الجرحى وتدمير منازل بيروت»، وختم قائلا: «يؤسفني القول إن الطريق التي يسلكها القاضي البيطار لن توصل إلى الحقيقة».
بدوره أعلن المشنوق أنه سيتقدم بطلب عدم صلاحية المحقق العدلي بمتابعة قضية ملف تفجير مرفأ بيروت الذي لا يمكن الوصول إلى الحقيقة بشأنه إلا عبر تحقيق دولي. وقال ردا على سؤال إذا أمن الدولة «مضيعين» عنوان رئيس الحكومة السابق حسان دياب عنوانه دار الإفتاء - بيروت، في إشارة إلى مذكرة الإحضار الصادرة بحقه وعدم حضوره جلسة الاستماع إليه التي كانت محددة الاثنين الماضي لوجوده خارج لبنان. وفيما أتت خطوة فنيانوس مماثلة للدعوى التي كان قدمها الوزيران غازي زعيتر وعلي حسن خليل، وأدت إلى كف يد القاضي السابق فادي صوان عن القضية، رد أهالي ضحايا الانفجار على دعوى فنيانوس داعين القاضية رندا كفوري رئيسة الغرفة السادسة بالمحكمة التمييزية الجزائية «أن لا تقتلهم مرتين». وجاء في بيان لهم «لا تزال الفئة الباغية مستمرة في عدوانها على دمائنا ودموع أمهاتنا وأطفالنا منعا لإظهار الحقيقة بجريمة تفجير مرفأ بيروت فبدل أن يمتثل المتهمون أمام القانون للإدلاء بإفاداتهم علها تبرئهم يسارعون للتملص باستخدام ما يسمى بالارتياب المشروع في محاولة للهروب للأمام مراهنين على تضافرهم بالحماية السياسية والطائفية لبعضهم البعض وهو إن دل فعلى أنهم خائفون مرتعدون من إظهار الحقيقة وبالتالي كشفهم وإدانتهم وفعلا كاد المريب أن يقول خذوني».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.