حمدوك: محاولة الانقلاب مدبرة من داخل وخارج القوات المسلحة

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية - رويترز)
TT

حمدوك: محاولة الانقلاب مدبرة من داخل وخارج القوات المسلحة

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية - رويترز)

أكد رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، أن المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد، اليوم الثلاثاء، تستلزم مراجعة كاملة لتجربة الانتقال في السودان.
وقال، في كلمة مقتضبة خلال جلسة مشتركة طارئة بين مجلس الوزراء و«قوى الحرية والتغيير»، «ما حدث درس مستفاد ومدعاة لوقفة حقيقية وجادة لوضع الأمور في نصابها الصحيح».
وأوضح أن ما حدث هو «انقلاب مدبر من داخل وخارج القوات المسلحة»، متعهداً بمحاسبة المسؤولين عنه.
وشدد على أن «النظام السابق لا يزال يشكل خطراً على الانتقال في السودان». ولفت إلى أن المحاولة سبقتها تحضيرات واسعة مثل التحريض المستمر ضد الحكومة وقطع الطرق.
وفي وقت سابق اليوم، صرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلام، حمزة بلول الأمير، بأنه تمت السيطرة فجر اليوم على محاولة انقلابية فاشلة قام بها مجموعة من ضباط القوات المسلحة المحسوبين على فلول النظام البائد، وتلاحق بقية الجيوب لتصفيتها.
وأكد في بيان بثته الأجهزة الرسمية (التلفزيون والإذاعة) أن كافة مؤسسات الحكم الانتقالي والأجهزة النظامية تعمل بتنسيق تام، وتطمئن الشعب السوداني أن الأوضاع تحت السيطرة التامة.
وشدد بلول على أن الحكومة الانتقالية لن تفرط في مكتسبات الشعب السوداني، وستكون على خط الدفاع الأول لحماية الانتقال من قوى الظلام المتربصة بالثورة.
ودعا قوى الثورة من لجان مقاومة وقوى سياسية ومدنية وأطراف السلام والأجسام المهنية والنقابية وكل قطاعات الشعب السوداني إلى اليقظة والانتباه إلى المحاولات المتكررة التي تسعى لإجهاض ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة.
وقال إن الثورة باقية وماضية إلى تحقيق غاياتها ومؤسسات الحكم المدني محروسة، بإرادة قوى الثورة وجماهير الشعب السوداني الآبي.
وأشار إلى أن السلطات ستوافي الرأي العام السوداني بالتفاصيل الكاملة للمخطط الفاشل للنظام البائد، وأعوانه الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.