اتهامات تطال المنظمات الحقوقية بسبب سكوتها عن المجزرة الحوثية

الطفل عبد العزيز الأسود أثناء إعدامه من الحوثيين
الطفل عبد العزيز الأسود أثناء إعدامه من الحوثيين
TT

اتهامات تطال المنظمات الحقوقية بسبب سكوتها عن المجزرة الحوثية

الطفل عبد العزيز الأسود أثناء إعدامه من الحوثيين
الطفل عبد العزيز الأسود أثناء إعدامه من الحوثيين

لم يفكر يوماً الطفل عبد العزيز الأسود أن يتم اختطافه من قِبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بتهمة المشاركة في اغتيال أحد قادتهم، وأن يتعرض للتعذيب الذي سبّب له الشلل وعدم القدرة على الوقوف.
وقد أثارت صورة الطفل عبد العزيز الأسود ونظراته قبيل تنفيذ حكم الإعدام بحقه قبل يومين في أحد ميادين العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي الانقلابية، سخطاً شعبياً يمنياً، وردود فعل إقليمية ودولية أدانت عملية الإعدام الجماعية في غياب العدالة. وأكد عرفات حمران، رئيس منظمة «رصد للحقوق والحريات»، أن عبد العزيز كان طفلاً لم يتجاوز 17 عاماً اختُطف قبل أربع سنوات ولفقت له تهمة المشاركة في قتل صالح الصماد، وتعرّض للتعذيب لأكثر من أسبوع حتى أصيب بالشلل. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «هذا يندرج ضمن استهداف الأطفال في اليمن (...) هم أكثر الفئات والضحايا للحرب في كل المجالات الصحية والتعليمية والإنسانية».
وتعرّض عبد العزيز الأسود للتعذيب بحروق السيجارة على بطنه وظهره والضرب المبرح الذي ترك آثاراً على ساقيه. وحاول عبثاً الحديث للقاضي لتبرئة نفسه، وأن كل الاعترافات المسجلة ضده كانت تحت التعذيب، مردداً قبل إعدامه بلحظات كلمات «بريء والله بريء».

ووصف رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عملية الإعدام الجماعي بحق أبناء تهامة من جماعة الحوثية الانقلابية بـ«الجريمة البشعة بحق الإنسانية والعدالة». وتابع «ارتكب الحوثيون جريمة وليس لهم أي صفة قانونية كسلطة أو قضاء، ويحاولون استخدام القضاء لتصفية خصومهم، هذه الجريمة والمحاكمة افتقرت لأبسط الأمور في حق الضحايا، من عدالة وحضور المحامين، وعوملوا معاملة غير إنسانية، حيث اختطفوا وغيبوا فترة طويلة عن عائلاتهم وعذبوا تعذيباً كبيراً حتى قال أحدهم للقاضي: مستعد أعترف... قتلت الحسين».
وبحسب حمران، فإن ما قامت به جماعة الحوثي هو سلوك إيراني بامتياز طُبّق بعد وصول الإيراني المدعو حسن ايرلو إلى صنعاء، وقال «بدأت النسخة الحوثية - الإيرانية في التعليم والقتل والتفجيرات واستهداف المدنيين والمملكة».
ولفت الناشط الحقوقي إلى أن عملية الإعدام التي قام بها الحوثيون بحق أبناء تهامة «لاقت استياءً شعبياً كبيراً عكس ما كان يتوقعه الحوثيون كما في قضية الأغبري التي كانت جنائية بامتياز». وأضاف «هذه الجريمة لا أعتقد أنها ستمر. هناك سخط شعبي وردود فعل رسمية ودولية جيدة، لكنها لا ترتقي إلى المأمول. صمت المبعوث الأممي الجديد يقتل اليمنيين كما يقتل الحوثيون ضحاياهم، هذا الصمت نعتبره جريمة بحق الإنسانية».
واستغرب عرفات حمران عدم صدور أي موقف أو فتح تحقيق من قِبل اللجان الدولية والحقوقية الموجودة في اليمن. وتابع «لدينا في اليمن لجان تحقيق، منها المفوضية السامية ولجنة الخبراء، ولجنة العقوبات، ومع ذلك لم يفتحوا أي تحقيق، أو يعلنوا أي موقف من الجريمة».
كما كشف رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، عن أن هنالك أكثر من 400 حكم إعدام صادر عن الحوثيين «الذين سيستمرون في قتل الشعب اليمني ما لم يكن هناك ضغط وموقف دولي حازم تجاه جرائمهم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.