الفصائل الفلسطينية ترفض اتفاق واشنطن و«أونروا» المشروط

أكياس المساعدات من «أونروا» في مخيم الشاطئ بغزة (أ.ف.ب)
أكياس المساعدات من «أونروا» في مخيم الشاطئ بغزة (أ.ف.ب)
TT

الفصائل الفلسطينية ترفض اتفاق واشنطن و«أونروا» المشروط

أكياس المساعدات من «أونروا» في مخيم الشاطئ بغزة (أ.ف.ب)
أكياس المساعدات من «أونروا» في مخيم الشاطئ بغزة (أ.ف.ب)

سلّمت الفصائل الفلسطينية، أمس (الاثنين)، مذكرة قانونية إلى مقر المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط، ترفض فيها الاتفاقية الموقعة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وواشنطن، التي تضمن عودة «مشروطة» للدعم الأميركي للوكالة الأُممية.
وقال القيادي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر مزهر، خلال مؤتمر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية (فصائل) الصحافي، أمام مقر المنسق الأممي بمدينة غزة، إن المذكرة تشتمل على جميع التفاصيل والآثار المترتبة على اللاجئ وحقه في العودة، جراء هذا الاتفاق. وأضاف مزهر، بحسب وكالة «أناضول» التي نقلت الخبر، أن «ذات المذكرة أرسلت إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمفوض العام للوكالة الأممية فيليب لازاريني، تأكيداً على رفضنا للاتفاق الخبيث الذي يضع (أونروا) واللاجئين الفلسطينيين أمام خطر التصفية».
وأكد «وقوف الفصائل أمام الاتفاقية الموقعة، وتصديهم لها، حتى إسقاطها»، موضحاً أن الاتفاقية «تحول قضية اللاجئ السياسية إلى قضية إنسانية، مع وصف بعض اللاجئين بالإرهاب، كما تحول وكالة (أونروا) لجهة استخباراتية تسلط سيفها على اللاجئين». وأشار إلى انطلاق سلسلة فعاليات رافضة لهذا الاتفاق، في جميع مناطق عمليات أونروا (غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن)».
وكان المكتب التنفيذي للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية، قد أعلن في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري، أن من بنود الاتفاق «وقف مساعدة (أونروا) عن كل لاجئ ينتمي لجيش التحرير الفلسطيني، أو أي منظمة من فئات العصابات ومن يشارك في عمل إرهابي»، كذلك «مراقبة المناهج الدراسية الفلسطينية، وحذف وشطب أي محتوى لا يتناسب مع وجهة نظر الاحتلال، ومراقبة جميع مؤسسات (أونروا)».
يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قررت، مطلع أبريل (نيسان) الماضي، إعادة الدعم المالي لنشاطات «أونروا» ضمن اتفاقية رسمية بـ150 مليون دولار، بعد سنوات من وقفه بقرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب في أغسطس (آب) 2018.
وكالة «أونروا» أُنشئت عام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لعقد برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الأقاليم الخمسة (غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن).



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.